من المعروف ان ‘المركز العالمي لنشر الوسطية’ كان احد اهم اسباب عدم رضا جماعة السلف عن وزير الاوقاف السابق، وسبب ذلك تهديدهم باستجوابه الذي دفعه للاستقالة من الوزارة، غير مأسوف عليه، وهو عالم بأن المستمسكات عليه كثيرة، وتكفي لادانته، سواء ما تعلق منها بأنشطة المركز او قضايا ومصاريف الوقف والامور الاخرى الاكثر خطورة.
خلاف السلف مع المعتوق بخصوص المركز العالمي لم تكن له علاقة بمنجزات، او غياب منجزات المركز، ولا بضعف برامجه ولا بتخبط ادارته، ولكن بسبب حكر وظائفه المهمة على المنتمين لجماعة الاخوان! فمن المعروف ان الجماعة طلبوا المشاركة في كيكة المركز ولكن طلبهم رفض المرة تلو الاخرى، الامر الذي اوغر صدورهم ودفعهم لاستجوابه! على الرغم من عدم اتفاقنا مع مآرب ووصولية جماعة السلف في موقفهم من الوزير السابق فاننا لا نملك الا ان نتفق معهم في ان كامل ميزانية المركز صرفت، ولا تزال تصرف، على اغراض واهداف واعضاء حزب ديني سياسي واحد، فأمين عام المركز السيد عصام البشير ‘إخونجي’ سوداني معروف وينتمي للتنظيم العالمي للاخوان.
والسيد عادل الفلاح، حجز لنفسه منصب رئيس المكتب التنفيذي بالمركز العالمي للوسطية، مقابل مكافأة مجزية، هذا على الرغم من انه وكيل للوزارة التي تشرف على المركز.
كما قام مطلق القروي بتعيين نفسه مشرفا عاما للبرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية، وايضا مقابل عائد مجز، وهذا ايضا على الرغم من انه وكيل مساعد في الوزارة التي تشرف على المركز.
ورغم كل هذه المناصب الاشرافية، والشرفية، الرنانة فان المركز ومنذ اكثر من الف يوم وليلة لم يقدم شيئا مفيدا يمكن الاعتداد به، ولن يقدم! ولاكمال دورة توزيع ‘غنائم’ المركز على جماعة الحركة الدستورية والتابعين لها فقد قام المشرفون عليه باختيار مكاتبه الرئيسية في المبنى الفخم ل ‘جمعية العون المباشر’ مقابل ايجار اكثر فخامة، علما بأن جمعية العون هذه ليست الا ذراعا أخرى لاخطبوط الاخوان المسلمين في البلد! نضع كل هذا امام اولي الالباب ليدركوا أن المسألة مال ومصالح، والدين، بعرف هؤلاء، ليس اكثر من طير صالح للقنص!
أحمد الصراف