حدثت قصتنا هذه في احدى قرى ولاية ‘كوجرات’ الهندية.
ظهر ‘راجو’ الغريب عن القرية، وعرض على اهلها شراء اي قرد بمبلغ عشر روبيات! وحيث ان شوارع القرية واحراشها والغابات المحيطة بها تمتلئ بالكثير منها، فقد ترك الاهالي اعمالهم وزراعتهم وانطلقوا يجمعون ما باستطاعتهم من هذا الحيوان وبيعه ل’راجو’، وتجمعت لدى هذا المئات منها خلال ايام معدودة، ومع استمرار شهية ‘راجو’ في الشراء، وبدء القردة بالاختفاء تناقص المعروض واحجم الاهالي عن بذل جهد اكبر في الامساك بها.
هنا قام ‘راجو’ بمضاعفة سعر الشراء الى عشرين روبية للقرد الواحد، فعادت عملية البيع إلى سابق عهدها، ولكن ما لبثت ان توقفت مع استمرار ‘راجو’ في الشراء وتناقص اعداد القردة في القرية وما حولها.
ولكن ما ان عاد الاهالي لسابق اعمالهم حتى فاجأهم برفع السعر هذه المرة الى ثلاثين روبية للقرد الواحد، ولكن القردة التي تناقص عددها بشكل كبير اصبحت نادرة الوجود، وهنا اضطر ‘راجو’ الى رفع عرض الشراء الى 50 روبية دفعة واحدة، ولكن لم تكن هناك اي عروض بيع جدية!!
اضطر ‘راجو’ للذهاب إلى المدينة لقضاء بعض الاعمال، وبقي مساعده في القرية ليستمر في الاشراف على عملية الشراء نيابة عنه، وليقوم بحراسة آلاف القردة في اقفاصها، وفي يوم ما ذهب المساعد لاهالي القرية وقال لهم بأنه سئم من صراخ وضجيج القردة والعناية بها، وانه على استعداد لبيع أي عدد منها مقابل 35 روبية للقرد الواحد، تراكض اهل القرية إلى بيوتهم لجمع كل ما توافر لديهم من مال، كما اضطر البعض لبيع حيوانات حقله، وحتى ملابسه، لشراء اكبر عدد من القردة قبل نفاد الكمية، وما عليهم غير الاحتفاظ بها ليوم او يومين ومن ثم بيع الواحد منها بخمسين روبية ل’راجو’ عند عودته! ولكن ‘راجو’ لم يعد من المدينة ابدا، واختفى مساعده بعد بيع آخر قرد لديه! واكتشف اهل القرية انهم فقدوا وظائفهم وحرفهم واهملوا زراعتهم وخسروا مدخراتهم ولم يتبق لديهم غير كم هائل من القردة التي عليهم اطعامها املا في عودة ‘راجو’ في يوم ما لشرائها منهم مقابل 50 روبية للقرد الواحد.
وهكذا، في جزء منها، تعمل آلية البورصة في الكثير من دول العالم.
القصة مقتبسة من رسالة انترنت، ولكني اكتبها من واقع تجربتي المستمرة مع السهم منذ ،1967 وحتى اليوم، والتي ستستمر لاربعين سنة اخرى قادمة!
أحمد الصراف