تتصدر قرى المحافظة الشمالية قائمة المناطق ذات الاحتياج الأكبر إلى الخدمات من مختلف النواحي، فهذه المحافظة التي يصل عدد قراها إلى 38 قرية ويزيد، ويتراوح عدد سكانها ما بين 160 و 180 ألف نسمة، عكست الصورة الطبيعية الاعتيادية لمفهوم التوزيع المدني، فللمدينة ضواح، لكن أن تصبح للقرية ضواح فهذا يعني أن الصورة معكوسة فعلا!
لكن كيف يمكن تقويم هذه الصورة، المعكوسة كما أقول؟! ليس لذلك من سبيل إلا تقديم الدعم الحكومي بصورة أكبر لهذه المحافظة دون غيرها من المحافظات! استنادا إلى التعداد السكاني والنقص الكبير في مرافق خدماتية متعددة بدءا بالإنارة وانتهاء بالمشروعات الإسكانية. وإذا كان السبيل هو ضخ المزيد من الدعم الحكومي ماليا واداريا، فإن للمحافظة الشمالية وللمجلس البلدي للمنطقة الشمالية ولكل تفريعات الوزارات الحكومية خصوصية من هذه الناحية، نأمل من مجلس الوزراء أن يوليها دراسة خاصة لتغطية احتياجات المواطنين في هذه البقعة المهمة، ولسنا هنا نغفل دور وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولا دور وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب في هذا الاتجاه، لكننا في انتظار تسريع الخطوات التي أمرت بها القيادة على صعيد المشروعات الإسكانية والاجتماعية والتربوية والترفيهية أيضا.
وعلى رغم الاتصالات والتنسيق والعمل الدؤوب من جانب المواطنين في المحافظة مع مختلف الجهات… وعلى رغم النتائج السلبية غير المنجزة، فإنه لا أحد يلوم أهالي قرية القلعة أو المقشع أو الجسرة أو كرانة وسائر القرى لتقاعسهم في التحرك، وكذلك الحال بالنسبة إلى المسئولين، فلدينا اليوم في المحافظة الشمالية دور جديد يحمله المحافظ الجديد جعفر بن رجب، وهذا الدور له تبعاته الكبيرة ومساره الذي حمله سلفه أحمد بن سلوم بكل أمانة، وبذل ما في وسعه من جهد لتحقيق ما أمكن تحقيقه على رغم صعوبة الظروف ومغالق المسارات.
على أية حال، يعلق المواطنون في المحافظة الشمالية على محافظهم الجديد بن رجب الآمال الكبار، ولذلك، نأمل أيضا أن يكون للحكومة وجودها في تحقيق ما يتمناه المحافظ بن رجب والمواطنون في قرى الشمالية من أقصاها إلى أدناها، والثقة كبيرة في أن الجميع لن يقصروا أبدا