استضافنا قبل أمس الزميل حمدي قنديل في برنامجه «قلم رصاص» على قناة دبي للحديث عن مؤتمر انابوليس القادم الرامي لحل القضية الفلسطينية، وكان على الطرف الآخر دكتور مقيم في فرنسا، وقد علا صوته فور حديثه مطالبا بالنضال وكسر النصال على النصال – من باريس بالطبع – حتى خشيت على حباله الصوتية الغليظة من الانقطاع ولوزه الحمراء – التي بانت جلية للمشاهدين – من الانفجار.
ومما قاله الدكتور الهمام: ان كنا غير قادرين على الحرب هذه الأيام فلنُرحّل تلك القضية الدموية لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا أو على الأصح لأبناء وأحفاد الفلسطينيين، حيث انه وكحال زملائه الأبطال البكري والمسفر وعطوان لا يمانعون النضال من قصورهم الآمنة لآخر قطرة دم تسري في شريان آخر طفل فلسطيني ولا يكتفون بتدمير حاضر من يدّعون الدفاع عنهم بل يفخرون بأنهم سيُرحّلون الحروب المدمرة لأجيالهم القادمة – تطبيقا لمقولة «وراهم وراهم» – بدلا من توريثهم البنيان العامر والمستقبل الزاهر.
وكان ردنا على ذلك النهج الغوغائي الساخن ومطالبات المقاطعة – المعتادة – بأننا قد جربناه مرارا وتكرارا ومنذ اليوم الأول لوعد بلفور الذي صدر في نوفمبر 1917 أي قبل 90 عاما، وان الدولة الفلسطينية التي نستجديها اليوم على جزء صغير من التراب الفلسطيني هي نفسها الدولة «المستقلة» التي منحتنا إياها لجنة بيل في نوفمبر 1937 على 90% من أرض فلسطين وكان يُفترض ان تكون إحدى أُوليات – لا أُخريات – الدول العربية المستقلة، لولا أصحاب الحناجر النحاسية الساخنة صاحبة المطالبات بمقاطعة تقرير اللجنة، وتسير المظاهرات ضدها حتى ألغاها الوزير البريطاني الصهيوني ماكدونالد في كتابه الأبيض ليس بطلب من الحكيم حاييم وايزمن بل من المفتي أمين الحسيني الذي طار بعدها للقاء وتقبيل هتلر وموسليني.
وعودة الى اليوم، وفي الوقت الذي ينصر فيه اليمين الاسرائيلي أولمرت قبل المفاوضات عبر تعديل تشريع التخلي عن القدس لمزيد من التشدد يجتمع المجلس التشريعي الفلسطيني بدعوة من الرئيس هنية لالغاء جميع المراسيم والصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتى يتم إضعافه في المفاوضات القادمة واظهار انه رئيس بلا سلطة يمكن لاسرائيل بالتالي ان تأخذ منه دون ان تعطيه.
آخر محطة:
لو صورت قرب الاهرامات هذه الأيام فلا خصوصية لهذا الفعل، حيث سيصور مثلك وعبر السنين الملايين من السائحين، لكن ماذا لو أتيحت لك فرصة تصوير الأهرامات أو سور الصين أثناء البناء، لا شك ان صورة مثل تلك ستكون نادرة ولن يستطيع أحد تصوير مثلها، بالمثل انصح باصطحاب الكاميرات وتصوير المعجزات اثناء بنائها هذه الأيام في دبي مثل مشاريع: دبي لاند والنخيل وبرج دبي.. الخ، فكمّ البناء ونوعه وسرعة انجازه (وجميع المعجزات هي في النهاية بناء) لا مثيل لها في التاريخ بعيدا عن أي آراء مؤيدة أو معارضة لما يجري.