الكويت ليست نفطا، الكويت ثقافة متجذرة وأفكار راقية متعددة، زرت العام الماضي معرض الكتاب بعد عدة ايام من افتتاحه لعدم علمي به.
هذا العام علمت بوجود معرض الكتاب من بعض دور النشر في مصر ولبنان اللتين اعتدت على زيارتهما ومما ذكروه لي انهم توقفوا عن ارسال الكتب الهامة والمثيرة لمعرضنا خوفا من المنع المعتاد واشاروا الى ان السعودية اصبحت اقل رقابة واكثر حرية من الكويت.
وابان معرض الكتاب الاخير في الشارقة عاتب حاكمها المحب للكويت، اثناء زيارته للمعرض، بلدنا على قلة الدعاية والاهتمام بمعرضنا للكتاب الذي يعتبر من اقدم وانجح معارض الكتب العربية واكثرها حرية وانفتاحا في الماضي حيث كانت الكتب تصل من المطار الى ارض المعارض مباشرة ودون رقابة وكانت الجموع الخليجية والعربية تسافر لبلدنا لزيارة معرضنا الشهير آنذاك.
وما نقترحه ان تطلب الدولة، الراعية لكل النشاطات الثقافية في البلد، من شركة ارض المعارض خفض ايجار صالات معرض الكتاب من 350 الف دينار الى 200 الف دينار، وليس في ذلك خسارة حقيقية حيث ان المجلس الوطني وشركة المعارض مملوكان بالكامل للدولة على ان يستغل فارق السعر المقدر بـ 150 الف دينار لعمل حملة اعلانية موسعة لمعرض الكتاب في الشوارع وعلى الباصات وفوق اوراق الصحف وعلى الفضائيات، اضافة الى ضرورة دعوة الكتّاب ومشرفي الصفحات الثقافية لحفل الافتتاح وهو ما لم يتم هذا العام.
آخر محطة:
ذكّرني الزميل غسان بن جدو قبل مدة بمقالي «مجتمع الغضب» الذي اشرت فيه لظاهرة الغضب الكويتية كما اخبرني الصديق جابر الهاجري انه سيشير لتلك الظاهرة في مقاله المقبل وقد ظننت اننا ننفرد بتلك الظاهرة غير المريحة حتى وصلتني رسالة sms من صديق اردني يقول فيها انهم سألوا اردنيا «لماذا دائما مكشر وغضبان؟ فقال ليش ما اكشر وقهوتنا مرّة وبحرنا ميت وخليجنا عقبة وطبختنا مقلوبة واشهر اسمائنا زعل ومهاوش وعدوان ومغنينا الذي يفترض ان يسعدنا اسمه متعب واشهر اغانينا ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل».