يقال في الغرب اننا لو اخذنا بمبدأ ان الحالة النفسية للمريض تبرر جرائمه وتخلي طرفه لوجبت تبرئة جميع القتلة في جميع القضايا لحقيقة ان الانسان الطبيعي العاقل لا يقوم بقتل الناس، لذا لا تؤخذ حجة المرض النفسي هناك بتلك البساطة، ولو اخذ بها فامر كهذا يعني حجز المتهم إلى الأبد في المصح النفسي لكون اطلاق سراحه سيبرر له اعادة جريمته ضد من يريد مع ضمان التبرئة اللاحقة.
وعندما يجرح احد قطة الجيران أو اصبع أحد ابناء الآخرين يقوم هؤلاء بملاحقته قضائيا حتى يحصلوا على حقهم كاملا غير منقوص، اما عندما يقتل أب أو أم ابناءه ويحرمهم من نعمة الحياة دون ذنب عندها يسقط حقهم لان من يفترض ان يدافع عنهم ويلاحق قضاياهم هو الفاعل، ولا يبقى للضحايا الأبرياء الا الحق العام الذي ان تهاونت الدولة فيه ضاعت الحقوق وانتهينا لاطلاق القتلة والمجرمين على المجتمع الآمن ومع البعض منهم اجازات قتل، كما ذكرنا في الفقرة السابقة.
قبل يومين وعلى الصفحة الأخيرة لجريدة «الراي» اجرى الزميل حسين الحربي حوارا مطولا في مكتبه مع م.س الذي اشتكى له مر الشكوى من الظلم والقهر الذي يعانيه حيث اتهم زوجته بأنها تزوجت عرفيا من احد الاشخاص رغم انها مازالت على ذمته وسافرت مع الزوج الجديد الى عدة دول على حساب الأموال التي استولت عليها منه واضاف انه ذهب يشتكي الى النيابة العامة كما كرر شكواه لرجال الشرطة دون نتيجة.
وضمن اللقاء ذكر الزوج ان القضية الشهيرة ضده قد حفظت للابد واتهم بالمقابل زوجته بأنها من قامت بدس السم له ولاطفاله الثمانية قبل عامين وعليه فالفاعل في تلك الجريمة الشنعاء التي ازهقت خلالها ارواح خمسة من الملائكة الصغار وكادت ان تودي بارواح 4 آخرين لولا شطارة الابنة التي تقيأت السم وارغمت اخويها على التقيؤ كذلك – لا يخرج عن احد الابوين حسب التهم المتبادلة بينهما وعدم اتهامهما احدا آخر بها، وعليه نسأل المعنيين في وزارات الصحة والعدل والداخلية هل ضاعت هدرا دماء وارواح الاطفال الخمسة التي صعدت الى السماء تشكو الظلم لبارئها؟ وهل ستتحول الـ 300 ألف ملف الموجودة في الطب النفسي الى 300 ألف اجازة قتل بسبب خطأ التشريعات وقلة الاطلاع على ما هو موجود في العالم؟! ما نعلمه من تلك القضية الشهيرة ان هناك قاتلا أو قاتلة مطلق السراح بيننا ومن قتل ابناءه فلن يصعب عليه شيء آخر.
آخر محطة:
1 – صلاحيات القيادة السياسية العليا في البلاد تخفف حكم الاعدام الى المؤبد وصلاحيات بعض الاطباء النفسيين تحيل الاعدام الى براءة!
2 – وصلني علم مؤكد بقرب اطلاق سراح احد الآباء الذي نحر ابنته قبل مدة قصيرة من الوريد الى الوريد فور عودته من السفر.