لن يتوصل كائنٌ من كان بعد قراءة هذا الموضوع، إلى طرف خيط يكشف له علاقتي بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية؛ فلست عضوا فيها؛ ولست من يهتفون باسمها في كل شاردة وواردة؛ ولست ابنا لها أو لغيرها – باستثناء والدي رحمه الله ووالدتي أطال الله عمرها – ولن أكون أبدا صوتا من أصواتها، نشازا أو تناغما!
ولكني – بعد كل ما أسلفت – لا أخفي التشرف أن تكون جزئية واحدة منها تنطبق عليّ… فتجاوزا عن بضع هفوات سواء أكبرت أم صغرت، لا أشك أبدا في صدق وطنية هذه الجمعية، وهذا كلام «الشيوخ» قبل أن يكون كلام محدثكم العبدلله!
ولا يحتاج «الشيوخ» إلى صحافة الولاءات الرخيصة ليصدقوا كلاما مرسلا! هم يحتاجون إلى صحافة الصدق الراقية، ذات المسئولية الوطنية في الحفاظ على السلم الاجتماعي، لا صحافة الأحقاد وإشفاء الغليل!
والآن، ألم تنتهِ مقدمتك يا هذا؟
بلى انتهت، ولكنها بدأت انطلاقا من لقاء بين واحد من «أقطاب» الصحافة في البلاد مع عدد من الصحافيين البريطانيين، ولم يقصر أستاذنا الكبير في تقديم الحقائق وأمهات الحقائق إلى ذلك الوفد الذي لم يصدق ما قاله محدثهم؛ لأنهم كانوا يقولون : «ولكن (الوفاق) تقول غير ذلك؟»!
أسألكم بالله: أنا بصفتي قارئا، ما الذي يدريني ما قالته (الوفاق) لذلك الوفد؟ وما الذي قاله الوفد للصحافي الكبير؟! موضوعيا، ومهنيا أيضا، أفترض أن الصحافي الكبير قد تحرك قيد أنملة ليتصل هاتفيا بالطرف الآخر (الوفاق)، أو يكلف أحد الصحافيين بفتح تحقيق عميق فيما قالته «الوفاق» للوفد البريطاني ويقدم الحقائق كاملة غير منقوصة إلى الناس، وهذا عمل بدهي يتقنه المبتدئون في الصحافة، فكيف بأقطابها!
لتقل «الوفاق» ما تقول، ولتنقل الصحافة ما قالت بصدق!
ثم إن «الوفاق» ليست المحور الذي تدور عليه البلاد بحكومتها وشعبها وأنظمتها؛ «الوفاق» جزء من الحراك السياسي في البلاد وليست «معارضة» من نوع خارق تنتظر ساعة الصفر لتحقيق أغراضها الخفية «كما يروج البعض في صحف ومنتديات ومقالات»، وليست «بيت المظالم» التي يصدقها الصحافيون من كل بقاع العالم ليسيئوا إلى بلادنا!
إن على «الوفاق» البقاء على صدقيتها لمصلحة الوطن طالما أن القيادة تثق بنواياها. ولا بأس في مراجعة نقاط الإخفاق التي وقعت فيها، ولتمضِ، وما في الموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد «مغرضا»!