أهدرت وزارة الاوقاف من حر مال الشعب، وبتشجيع رسمي من حكومة الكويت الرشيدة، اكثر من 150 مليون دولار على مصاريف عقد مؤتمرات غير مجدية اولا، ومن ثم انشاء مركز هلامي عالمي يختص بنشر الوسطية في العالم! وعين السيد عصام البشير، العضو في مكتب الحزب الحاكم في السودان، والذي يقال انه محسوب ايضا على التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، امينا عاما للمركز براتب مجز ومكافآت وبدلات لا يحلم بها مواطن كويتي متخصص في الفيزياء النووية!
على الرغم من مرور اكثر من 1100 يوم على انشاء المركز فلم نشاهد له أي دور ذي مستوى عال، غير عقد مؤتمرين بلا معنى او هدف، ودعوة من هو مقتنع اصلا بفكر ايمانها السياسي والديني لحضورها وتناول الفاخر من الطعام! خلال كل المعمعة التي مرت بها البلاد، والتي لا تزال تعاني من آثارها، والمتعلقة بطلب تخصيص ارض مسجد لطائفة البهرة، لم نسمع للسيد عصام البشير، ولا لمركزه حسا ولا صوتا غير مشاهدة صور في الصحف يقوم فيها بتهنئة رؤساء الاحزاب الدينية بالمناسبات السعيدة!
كان من المفترض ان يكون للمركز دور فعال في هذه القضية عن طريق الدعوة الى تهدئة النفوس ونشر التسامح، لكن امينه العام اختار السلامة بالسكوت وعدم التدخل ولسان حاله ربما يقول ‘فخار يكسر بعضه بعضا’!
ان تجربة مسجد البهرة الاخيرة اثبتت لكل من في رأسه عقل ان هذا المركز سوف لن يحقق شيئا ولو صرف عليه مليار دولار، فما بني على خطأ سيبقى كذلك.. ولو كره المحبون!
***
ملاحظة ـ :1
وردت في مقالات العديد من الزملاء في غالبية الصحف، ومنها ‘القبس’، فقرات تطالب البهرة بالصلاة في مساجد السنة ان كانوا يعتبرون انفسهم من السنة، او الصلاة في مساجد الشيعة ان كانوا يعتبرون انفسهم شيعة، وذلك كحل ‘سحري’ لمشكلة مطالبتهم بمسجد خاص بهم!
هذه نكتة سمجة وما كان يجب طرحها اصلا، فجميع هؤلاء على علم ليس فقط بصعوبة تقبل قيام اتباع اي طائفة كانت، وفي اي ديني ‘سماوي’، بل واستحالة، الصلاة في مساجد غيرهم من اصحاب الفرق الاخرى. ولو كان ذلك ممكنا لما كانت هناك طوائف وشيع وفرق في اي دين.. أصلا!
ومن المناسب تذكير البعض هنا بما سبق ان كتبناه عن قصة ذلك المواطن البحريني الزائر الذي قبض عليه قبل ثلاث سنوات في أحد مساجد منطقة العديلية ‘متلبسا’ بجريمة الصلاة في مسجد لا يتبع طائفته! فقد ناله من الضرب المبرح الشيء الكثير، ووجد نفسه في مساء اليوم نفسه ينقل للمطار ليغادرنا، هو والسماحة والتسامح، على أول طائرة إلى بلده!
نعود ونكرر بأن من السوء حقا ان نحرم على الآخرين ما نطالب به لانفسنا! وان من العيب ان نجيش كل قوانا لمطالبة جميع دول العالم غير المسلمة بالسماح لنا ببناء مساجد لنا وشراء معابدهم وكنائسهم وتحويلها الى مراكز دينية لنا، ومطالبتهم بتخصيص مدافن لموتانا وبتسهيلات لذبائحنا، ومن ثم نرفض لطائفة منا بناء مسجد على أرضنا!
ولا نستحي، فوق هذا وذاك، من المطالبة بهدم كنائس الغير في بلادنا، ورفض بناء اخرى، وبطرد السيخ والهندوس وغيرهم من بلادنا، وتشجيع الاعتداء عليهم، وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة.
ومن السوء ايضا ان نستضيف كل هؤلاء البشر في بلادنا، وبمحض ارادتنا، ولحاجتنا الماسة لخبراتهم وعقولهم، ومن ثم ننكر عليهم حق ممارسة شعائرهم.
***
ملاحظة ـ :2
يمكن كتابة مجلدات كاملة عن مساوئ وزارة الداخلية، ولكن لا يمكن في الوقت نفسه انكار جهود البعض من المخلصين والأوفياء فيها، خصوصا تحت ظروف الضغط والازدحام الشديد في بعض المراكز، ونخص بالذكر هنا جوازات محافظة حولي بإدارة العقيد أنور البرجس، الذي سمعت اشادات كثيرة عن طيب خلقه وجهوده في مساعدة المراجعين.
أحمد الصراف