لـ «الكويتية» قيادة كفؤة قادرة على إيصال المؤسسة إلى شاطئ الأمان، فقد ضم مجلس الإدارة الحالي كفاءات فنية وإدارية واقتصادية مميزة تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، الا ان تلك الرؤية والنجاح المتوقع مرتبطان بشكل مباشر وكبير بالدعم الواجب والمستحق للمؤسسة وإدارتها الجديدة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية.
فـ «الكويتية» تعيش في منطقة تحتضن أفضل شركات الطيران في العالم بعد ان انتقلت الريادة في عالم النقل الجوي من اوروبا وشرق آسيا – كما هو الحال في الماضي – الى شركات طيران خليجية تقع على بعد دقائق قليلة منا وتحظى بدعم لامحدود من دول ثرية ذات أجندات اقتصادية وانفتاحية معروفة.
وقد ظُلمت «الكويتية» كثيرا في الماضي عندما كانت تعامل كشركة تجارية في الحقوق ومؤسسة حكومية في الواجبات، ونخشى ان تستمر هذه المظلمة بشكل وإخراج جديد كأن تحرم من حقها بتحديث اسطولها، وهي قضية ملحة بحجة انها ستخصص وتنتقل للقطاع الخاص فلماذا الشراء الآن؟ ثم تتوقف بعد ذلك عملية التخصيص بهذه الحجة او تلك فتضار المؤسسة بشكل مضاعف فلا تحصل على بلح الشام ولا عنب اليمن.
ومن المظالم اليومية ان يطلب من قطاع الطيران في الكويت دون غيره من القطاعات الاخرى ان يصبح سويسريا او ألمانيا او يابانيا في دقته وكفاءته فنرى الطبيب او المهندس او المدرس او الموظف الكويتي ينتقد «الكويتية» بشدة كونها تأخرت دقائق قليلة مقارنا إياها بما يدعي انه يراه في اوروبا او شرق آسيا ولا يذكر المنتقد لماذا لا يقارن القطاع الذي يعمل به بدقته وكفاءته بقرينه في تلك الدول؟!
ان آخر ما تحتاجه «الكويتية» هذه الأيام هو من تقف اقواله المشجعة معها وافعاله المخذلة عليها فالخطوة الاولى لإصلاح احوال المؤسسة تتأتى عبر الإنجاز السريع لكل ما تطلبه ادارتها الحالية حتى لا تصبح تلك الإدارة كمن رُبطت يده خلف ظهره وطُلب منه السباحة في البحور العميقة.
يأتي بعد ذلك الصبر على الإدارة الحالية لمدة 3 سنوات على الأقل، فليس من العدل او الإنصاف توقع تغير الأمور بين ليلة وضحاها، فقد ولّى زمن المعجزات، كما ان استعجال الطبخة يؤدي دائما الى حرقها، كذلك يجب معرفة ان الأعطال الفنية والتأخير هي عمليات متصلة ومرتبطة بعالم الطيران ولا يجوز تصويرها في وسائل إعلامنا المحلية وكأنها قضية تختص بها «الكويتية» دون غيرها، حيث لا أقرأ شخصيا في صحف العالم أجمع ما أقرأه في صحفنا من تقرير يومي عن أعطال طائرات المؤسسة، والحديث ذو شجون.