تناقلت وكالات الانباء بالأمس خبر وفاة رايد غالي أصغر أحفاد الملك فؤاد وابن الاميرة فتحية التي هربت عام 46 مع والدتها الملكة نازلي لأميركا، وتزوجت من الديبلوماسي رياض غالي بعد أن أعلن اسلامه، وقد أصدر الملك فاروق بيانا فريدا من نوعه في حينه أعلن فيه مصادرة أموال الملكة نازلي وإسقاط اللقب عنها، وقد عاشت هي وابنتها في شقة صغيرة في لوس انجيليس تعملان في مهنة تنظيف البيوت للعيش، وقد تحولت عام 65 بعد وفاة الملك فاروق الى الكاثوليكية عرفانا منها للممرضة التي اهتمت بها في مرضها ثم انتهت المأساة بإطلاق النار عليهما من زوج فتحية وانتحاره.
عرش الأمير محمد علي أسقطته فضائح النساء قبل أن يسقطه انقلاب 1952 الذي خططت له وقامت به القوى الدولية خوفا من سقوط مصر في أحضان الشيوعية، وبعد أن اقتنع الملك فاروق في آخر أيامه بعدم قدرته على ادارة البلاد، وكان مستعدا، كما يروي كريم ثابت وهو أحد خلصائه، للمغادرة وترك الحكم لمجلس وصاية حتى دون انقلاب.
وقد اتهمت الاشاعات الصحافية الملكة نازلي بأنها من دبر حادثة موت المطربة أسمهان منافستها على قلب أحمد حسنين باشا، كما اتهم القلم السياسي بأنه خلف حادث مقتل الممثلة اليهودية كاميليا، لارتباطها بعلاقة حميمة مع الملك فاروق، حتى انه أسكنها شاليه أحد الوزراء، وخشيت المخابرات المصرية أن تسّرب كاميليا أسرار حرب فلسطين لليهود، كما كتب الشاعر الشعبي بيرم التونسي قصيدة فضائحية في الملكة نازلي أسماها «القرع السلطاني» انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم وهرب على أثرها الشاعر للصحراء الغربية.
ومما أضر بالملك الشاب مؤامراته وعمله للتفريق بين شقيقته الامبراطورة فوزية، التي كانت بضيافته في قصره بالاسكندرية، وزوجها شاه ايران بحجة أن الشعب الايراني لن يقبل بملكة مصرية على عرشه وبقصد تزويجها من صديقه اسماعيل شيرين، وكذلك لسحب التذمر الشعبي المتوقّع عند طلاقه من حبيبة الشعب الملكة فريدة، وقد نجح في مسعاه فصدر بيان ملكي في عام 48 يخبر الشعب بطلاق الملك فاروق من الملكة فريدة وطلاق الامبراطورة فوزية من شاه ايران، وقد تعاطف الشعب مع الملكة فريدة وتظاهر للمرة الاولى ضد الملك فاروق حاملا رايات تقول «خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة».
وقد عاشت الملكة فريدة في باريس بعد الثورة حيث أصابها الفقر الشديد، ثم سمح لها الرئيس السادات بالعودة لمصر وأهداها شقة في المعادي حتى وفاتها عام 1988، وفي هذا تذكر صديقتها د.لوتس عبدالكريم ان الملكة فريدة أخبرتها بأنها لو كانت تعلم بما سيؤول اليه أمر الملك فاروق لما طلبت الطلاق منه، مما أثار حفيظة وكراهية الشعب المصري له، ولما ارتضت أن يقبل بالتنازل الطوعي عن العرش خاصة ان الحرس الملكي القوي كان معه.
آخر محطة:
تشتتت أسرة محمد علي في أرجاء الارض وتحوّل كثير منها عن الاسلام وبقي القليل من أفرادها على قيد الحياة، منهم فيليب فاضل واليكس فاضل في استراليا كما تزوج ولي العهد أحمد فؤاد من يهودية هي دومينيك فرانسيس بيكار التي تسمت بفضيلة، وقد خلفت منه قبل طلاقها محمد علي (28 عاما) وفوزية (25 عاما) وفخر الدين (20 عاما)، وجميعهم يعتبرون يهودا بالتبعية كون والدتهم يهودية، ومن ثم استحالة مطالبتهم بعرش مصر، وفي هذا ردّ على التساؤل الذي طرحته مجلة روز اليوسف في عددها الاخير على صدر صفحتها الاولى فيما اذا كان عرض مسلسل الملك فاروق يهدف لعودة الملكية لمصر.