من الشائع والبديهي أن تضرب الأمثال بالمئة فلس (الروبية) في أشياء كثيرة في حياتنا اليومية:
– الذهاب إلى الخباز، عادة وغالبا ما تسمع كلمة «روبية خبز».
– بالنسبة إلى أولئك الذي ينظرون إلى الناس نظرة استحقار، فإنهم لا يترددون في وصف بني آدم، هم على خلاف معه، بالقول: «هذا عندي ما يسوى روبية»!
– أيام العيد، وما أحلى الأعياد، فإن العملة التي كانت ولاتزال تبعث على السعادة في الماضي والحاضر هي المئة فلس، وخصوصا بالنسبة إلينا نحن من عشنا ونعيش في القرى، فإن بيت فلان «يعطي عيدية روبية… روبية يا ناس» فإنه أفضل بيت طيلة ذلك العام حتى يعود العيد على بيت آخر و «ويعطينا روبية ونص أو روبيتين»، حتى يكسر الرقم القياسي السابق.
– شيء مهم في حياتنا، وحياة أطفالنا، وهو «النفيش» يا جماعة… «النفيش»، أيضا يذكرنا بالمئة فلس، وخصوصا «أبو الكيس المتوسط»… أما الآن فهناك أنواع من «النفيش» بالعسل وما إلى ذلك سعرها أكبر من الروبية.
لكن وامصيبتاه حينما نعلم بأن حصة شركة بالملايين يتم التنازل عنها بمئة فلس!
أنا شخصيا، ما إن قرأت الخبر، وحتى ورود تأكيدات وتفاصيل أخرى من طرف شركة «طيران الخليج» لتبيان الأمر بالكامل، تذكرت والدي – رحمه الله – الذي كان موظفا بشركة «طيران الخليج» حتى العام 2000، قبل أن يتوفاه الأجل، الذي كان يقول: «هالشركة يا ولدي كنز، وحبذا لو سميت كنز الخليج، ليكون خيرها – بالحلال – لأهل الخليج وغير أهل الخليج من طالبي الرزق، لكن ما يؤسف له أنها كنز للخواجات، الذي يسرقون منها ولا يشبعون، فكلما سرقوا جاعوا، وكلما جاعوا سرقوا».
والمصيبة أن نماذج الاختلاس والإثراء والاتجار تتكرر سنويا في بلادنا! فإما أن نكون نحن مغفلين وراضين عما يجري ونغض الطرف عنهم وهذه مصيبة من دون شك، وإما أن نكون على علم ورضا وهذه أكبر مصيبة.
على أية حال، وكما يقولون، فإن المال «السايب» يعلم السرقة، لكن الملاحظ اليوم، أنه حتى المال غير السائب أيضا يعلم السرقة… بودي أن أختم بالإشارة إلى أن هناك من الأشياء التي تذكر فيها «الروبية» تحديدا، أن يأتيك إنسان فقير أو متسول بالقرب من الإشارة الضوئية ليقول لك: «يا الله من مال الله» فلن تجد أمامك، – في الغالب أقصد طبعا والله يكثر أهل الخير – أفضل من الروبية لتعطيها لذلك المتسول. أما أن تأخذها أو تعطيها لشركات «المليارات»… فيا الله من مال الله يا ناس!