خلال قراءتي لمقابلة شخصية مع الفريق المتقاعد عبدالله فراج الغانم ضمن الاصدار الشائق الاخير للزميل يوسف شهاب «رجال في تاريخ الكويت»، يقول الفريق الغانم في اللقاء انه يفخر بعد تلك السنوات الطوال التي قضاها في خدمة بلده وحارب لأجله على اكثر من ساحة وترقى فيها من جندي الى رئيس اركان الجيش الكويتي بأن يده لم تمتد قط للمال الحرام، رغم ان صفقات السلاح كانت بين يديه واغراءات الشركات كثيرة فالانسان حسب قوله اعز ما لديه سمعته وكرامته وعليه دائما ان يتذكر نهايته وحساب القبر والآخرة يوم لا تنفع الملايين أمام العمل الصالح.
ان للاصلاح اثمانا تدفع وقرارات واحكاما حاسمة عليها ان تصدر وواجب السلطة القضائية ان تساهم بذلك الامر عبر الاحكام الرادعة والمغلظة ولا تأخذها في الحق لومة لائم، فمع كل حكم ينطقه رجال القضاء الافاضل بالشدة او التساهل الف رسالة تبعث للآخرين فإما زجر وردع واما تشجيع وتحريض.
ان رفع راية الاصلاح يقتضي القيام بعملية تطهير وتنظيف شاملة للجهاز الحكومي في وزاراته ومؤسساته وشركاته وان يحظى هذا التطهير والتغيير الواجب بدعم ودفع من رجال السلطة التنفيذية على كل المستويات حتى لا تصبح الألسن مع الاصلاح والافعال ضده.
ومثل ذلك دور رجال السلطة التشريعية الافاضل فلا يمكن لعجلة الاصلاح ان تسير ولا لعملية التطهير ان تتم اذا ما وضعت العصي في دولابها وتغلبت العواطف والمجاملات على قراراتها، ان الكويت امانة في اعناق الجميع ونحن امام مفترق طرق فإما ترجمة دعوة الاصلاح الى عمل حقيقي يدفع بنا الى الامام عاما بعد عام في مؤشرات منظمات الشفافية العالمية المحاربة للفساد او نبقيه شعارا دون تفعيل ونلحظ معه تأخرنا في تلك المؤشرات.
آخر محطة:
ضمن ذكريات الفريق عبدالله فراج الغانم كشفه لتحرك 3 ألوية من الجيش الكويتي قوام كل منها 3500 جندي سريعا للحدود مع العراق ابان دعوى عبدالكريم قاسم عام 61 حتى اصبحت المسافة بين الجيشين في بعض المواقع لا تزيد على امتار قليلة وهو ما اوقف الغزو السريع للكويت وقبل ان تصل القوات البريطانية لردعه، كذلك اظهر الغانم ضمن تلك الذكريات ان القوات الكويتية كانت الأولى عربيا في الوصول الى مواقع القتال في سيناء عام 1967 والاخيرة عربيا في مغادرة ارض مصر… تاريخ مكلل بالغار للجيش الكويتي!