بودنا أن يستضيف سمو رئيس مجلس الوزراء حفظه الله سحورا رمضانيا في قصره العامر يضم القيادات الروحانية في البلد من مسلمين ومسيحيين وغيرهم لإظهار كمّ التسامح الديني الذي يشتهر به بلدنا وسط بحور متلاطمة من التعصب المقيت تعج بها للأسف المنطقة العربية.
أحسن الداعية الشهير سلمان العودة بتبرئه المعلن ضمن برنامجه «حجر الزاوية» مما يفعله تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وتساءل الداعية في الحلقة التي بثت قبل أيام عن المكسب في قتل التنظيم الارهابي للآلاف من الابرياء وعما جناه الاسلام من تدمير شعوب بأكملها في العراق وأفغانستان، وعن الفائدة كذلك من جر البلدان الاسلامية للحروب الأهلية؟! حقيقة ما الفائدة؟
أعلن بالمقابل تنظيم القاعدة في العراق عن جائزة قدرها 100 ألف دولار عدا ونقدا لمن يقتل رسام ورئيس تحرير صحيفة سويدية، وأضاف التنظيم انه سيرفع المبلغ الى 150 ألف دولار إذا ما تم نحر رئيس التحرير كما تنحر الأغنام، أي عند تحقق هدف تشويه سمعة الاسلام المعتاد واظهاره بأنه دين دموي، في هذا السياق لم يوضح التنظيم مقدار الاموال التي يمتلكها، والأهم.. مصدرها!
حتى لا تشغلنا المظاهر عن المخابر، بودنا أن نتمعن في الحكم الربانية من التعبد في الشهر الفضيل والذي ما وضع إلا رحمة ومغفرة للناس كافة، وعليه بودنا أن تنتشر عمليات التصالح والتسامح والمحبة بين الناس بعد أن كثرت عمليات التباغض والكراهية التي مست الاقرباء قبل الغرباء وطالت حتى زملاء العمل الواحد، تسامحوا وتحابوا في شهر رمضان المبارك، فما عمرت الأوطان والبيوت إلا بهما.
جلست بالأمس أستمع من صديق عراقي مخضرم لقصص أغرب من الخيال حصل عليها من أقرب المقربين لصدام، كما استمعت منه لروايات مرعبة أخرى كان مصدرها لجنة السجناء السياسيين العراقيين ابان حكم الطاغية وروايات ثالثة عن شرور عدي وجنونه، بودنا أن تدوّن تلك الجرائم وتنشر في كتب كي يطلع عليها المخدوعون، فقد تحول صدام وأبناؤه سريعا الى ملائكة أطهار ونخشى ان طال الزمن دون ايضاح لحقيقة الشياطين الصداميين ان يتحولوا الى أبقار مقدسة لا يجوز مسها أو الحديث عنها.
آخر محطة:
نرى ونسمع بين حين وآخر رسائل وأشرطة لابن لادن والظواهري، والتساؤل المحق هو عن مصير الناطق الرسمي باسم القاعدة سلمان أبوغيث وعما حل به، وهل سيتعرض التنظيم الارهابي بالأذى للداعية سلمان العودة بعد بيانه الأخير؟!