اول من بدأ بتزييف تاريخ مصر الحديث هو الرئيس محمد نجيب الذي نص اول قرار اصدره بعد انقلاب 52 على الغاء اسم سعد زغلول من المناهج الدراسية عند التطرق لثورة 1919، وقد ذاق الرئيس نجيب مرارة نفس الكأس عندما تم الغاء اسمه كأول رئيس للجمهورية في مصر بعد الانقلاب عليه.
ومما تم تزييفه واشاعته بعد عام 52 ان خديويات وسلاطين وملوك وباشوات مصر كانوا موالين للانجليز وضد الشعب المصري وقواه الوطنية، والحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك حيث كان توجه الحكام من ابناء واحفاد اسرة محمد علي معاديا تماما للغرب لذا كثرت عمليات عزلهم وابعادهم عن مصر كما قاد الباشوات كأحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس وغيرهم الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال وتعرضوا بسبب ذلك للسجن والنفي ومصادرة الاموال.
فبعد نفي الخديوي اسماعيل عام 1879 تم في عام 1914 نفي الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كان في زيارة لتركيا لتحضير جيش يقوده لتحرير مصر من الانجليز لذا انتشرت في مصر آنذاك مقولة «الله حيّ، عباس جيّ» وقد تولى الحكم بعده السلطان حسين كامل بعد الغاء لقب الخديوي الذي تعرض لاكثر من محاولة اغتيال لقبوله الحكم، وما ان توفي عام 1917 حتى رفض ابنه الوحيد وولي عهده الامير كمال الدين حسين عرش مصر مادام الانجليز يتواجدون على ترابها لذا سُلم الحكم للملك احمد فؤاد بعد الغاء لقب السلطان والذي عاش في وقت سابق منفيا مع والده الخديوي اسماعيل في ايطاليا واصبح ضابطا رفيعا في جيشها ثم سفيرا لتركيا وكان واسع الثقافة محبا للفن ويتكلم بطلاقة 6 لغات وقد رشح لحكم ألبانيا عام 1914 الا انه عاد لمصر واصبح ملكها في وقت لاحق.
تولى الملك فاروق الحكم وعمره 18 عاما وتركه وعمره 32 عاما بينما تولى من اسقطه ونعني الرئيس عبدالناصر الحكم وعمره 36 عاما وتوفي وعمره 52 عاما وقد كان للملك فاروق رغم صغر سنه طموحات لا حدود لها في جعل مصر عاصمة الخلافة الاسلامية او زعيمة الامة العربية وحافظ في عهده على السودان كجزء من مصر، كما ان هزيمة جيشه العسكرية عام 48 لم ينتج عنها فقدان اراض مصرية كما حدث في هزائم الانظمة الثورية التي خلفته بل على العكس نتج عن دخوله حرب فلسطين ضمه لقطاع غزة لمصر وهو حال مصر عندما تركها وعاش كالملك الضليل في ايطاليا يحلم بعودة عرشه حتى قتله بالسم ضابط المخابرات المصري ابراهيم بغدادي ونقلت جثته لمصر على شرط عدم تشريحها، ويمكن لابنائه هذه الايام ان يطالبوا بفحص الجثمان لحسم قضية سبب وفاته، خاصة ان السم لا يزول مع تقادم الزمن.
آخر محطة:
مازال مسلسل الملك فاروق هو الاكمل والاجمل في الاعمال الدرامية كما ان برنامج مسابقات سندريلا الكويت حليمة بولند هو الاروع والامتع ضمن برامج المنوعات، خوفنا الحقيقي على الاخت حليمة من الحقد والحسد وعمليات العرقلة التي يتعرض لها دائما المبدعون في بلدي.