تنشأ الأزمات السياسية في البلدان عادة على معطى رئيسي هو شح الموارد الاقتصادية وكيفية اقتسامها، لذا قل أن ترقب اشكالات سياسية حادة في الدول وافرة الثراء وقليلة السكان كسويسرا وسنغافورة ولوكسمبورغ والامارات وقطر والنرويج.. إلخ، بينما نلحظ بالمقابل الكثير من الاشكالات السياسية في الدول الفقيرة كثيرة السكان.
الاستثناء من تلك القاعدة العامة وكالعادة هو بلدنا العامر حيث تتزامن إشكالاتنا السياسية الحادة والطاحنة مع بلوغ أسعار نفطنا وعوائد استثماراتنا أرقاما قياسية غير مسبوقة مما يؤهل مواطنينا لأن يكونوا الأكثر سعادة في الدنيا ويؤهل بلدنا لأن يكون الأكثر استقرارا فيها.
اننا بحاجة الى وقفة حقيقية مع النفس لشرح اسباب الاشكالات القائمة المتلاحقة دون إلقاء اللائمة على معطيات غير حقيقية، أو اعطاء وعود حالمة تعلق الحلول على نتائج افضل للانتخابات المقبلة، حيث ان مخرجات الدوائر الخمس لن تختلف كثيرا – للعلم – عن المخرجات الحالية، كما ان شخوص وأداء رجال السلطة التنفيذية القادمين لن يكون بعيدا كثيرا عما هو قائم خاصة في غياب عمليات تنمية سياسية جادة وواعية لمن يريد ممارسة اللعبة السياسية تحت قبة البرلمان.
آخر محطة:
ستظل الاشكالات قائمة ما بقي سوء النوايا يلقي بظله على تلك العملية السياسية، ومما نحتاجه – عبر روشتة طويلة للعلاج – سلسلة لقاءات متتابعة تزيل الشك وتبدد الاوهام وتشعل الشموع وسط الظلام الغالب على علاقة السلطتين بدلا من الاكتفاء بمشورات ما قبل تشكيل الوزارة والتوقف عندها.