سامي النصف

شخصيات خليجية

سمـو ولي العهد البـاسم الشيخ نواف الأحمد الصـبــاح ولقب رائع استحقه بجدارة وهو «شيخ التواضع» الذي يترجم ويبرر حـب الناس له كما أتى ضـمن كتـاب «نواف الأحمد رجل دولة» للزميل الإعلامي نواف الشمري.

سمـو الشيخ محمـد بن راشد آل مكتــوم وتخـصـيـص وقف قـدره 10 مليارات دولار للإسهام في بناء مجتمع المعـرفـة في المنطقـة العربيـة ولسـد الفجـوة التقنيـة المتزايدة بـين العرب والعالم وسـتوفـر المؤسسـة الجديدة بعـثـات دراسـية لأرقى الجـامـعـات والمعاهد في الدول المتقدمة.

سـمـو الأمير الملكي مـقـرن بن عـبدالعـزيز وجهـد موفق في القـبض على الإرهابيين ممن أرادوا تدمــيـر 3 مـدن نفطية سـعودية وقـتل عشـرات الآلاف من مواطنيهـا كي تقوم الولايات المتحدة حسب عقولهم الفاسدة بإرسال قـواتها لاحـتلال منابع النفط كي تبـدأ المقاومة «القاعـدية» لها على شاكلة ما يحـدث في العـراق أي قـتل مـائة ألف سـعــودي بريء لأجل جــرح جندي امـيــركي واحـد، الغــريب أن هؤلاء الإرهابيين يدعون في عملهم هذا لعودة «المشــركين» لجــزيرة العــرب وهم المطالبون بعكس ذلك عـام 91، الصديق بوفهـد يملك عقليـة تقنية جبـارة وقد وفق المسؤولـون في المملكة باختـياره لمنصبـه الهام الحـالي بعد أن أبدع في مراكزه السابقة.

والصديق عـبدالعـزيز البابطين الذي لا نمر عليه إلا ونسمع خـبرا يسر حيث تمخض جهده الطيب بكسب كبير للكويت وللعرب بعد أن أقرت الحكومة الأسبانية قـبل أيام تدريس اللغـة العربية كلغـة ثانية في إقليم الأندلس جنوب أسبانيا.

رجل الأعمال الطيـار فـيـصل العيار ومثال رائع على القدوة الحسنة في الأخلاق والعـمل وتحقيق الإعجاز في الإنجاز الذي انتهى بصفـقة العصر للوطنيـة ومنح ما يقارب المائـة مليون دينار للمـسـاهمـين مع تعـهـد وطني جـمــيل بضخ الأموال فـي الكويت لا خارجها.

معن الصانع وطيار آخر استطاع أن يحلق بالإنجاز عـاليا في المجـالين الاقتصادي والاجتماعي وان يصل بهما إلى مـا فــوق السـحب، ويذكــر لمعن الصانع مواقفـه البارزة إبان الاحتلال الصـدامي للكـويت وقـد حـاول بعض الحـساد الحـاقـدين وأعداء النجـاح ـ كالعـادة ـ النيل منه فخـرج من سلاح الإشاعة وهو أقوى مما كان عليه.

وكيل ديوان المحاسبة عبدالعزيز الرومي ولـقــاء بالأمس مع كــتــاب الصحـافة الكويتية أوضح فـيه الدور الخـير والنيـر الذي يقـوم به الديوان الذي هو عـين الشـعـب على أمواله، وأوضح الرومي اخــذ الديوان بمبــدأ شـريك ورقيـب في الوقت ذاته ويكفي الديوان فــخــرا أن كل ديـنار دفع أو استـثمـر فيـه عاد بـ 60 دينارا للـمال العام.

سامي النصف

لقاء النساء في الشيراتون

عندما كان عدد سكان الكويت لا يزيد علـى الـ 150 ألفــا في فـتــرة الخمـسينيـات كان ضـمن تلك القلة بالعدد مـؤسسـون فاعلون لحـركة القومـيين العرب والبـعث والإخوان المسلمين والناصـريين والشيـوعيين وغيرهم في محيطنا العربي.

وقـد ابـتـدعت الكويت قـليلة العدد كذلك في الستيـنيات منهاجية الديموقراطية والحريات الصـحافية رغم أنها خـيار غيـر معـمول به في اغلب دول العالم آنذاك التي اخـتارت الشيوعية أو الأنظمة العسكرية، كما كانت دولتنا من الـدول الفريدة التي لم تنحـز لأحد المعـسكرين الشـرقي والغربي، بل حافـظت على علاقة ود واحترام الاثنين.

في الســبـعـينيــات ترأست الكويت بسبـب سياسـتها الحكيـمة اغلب، إذا لم نـقل جـمــيع، لجــان التصـالح العربية ـ العـربية، بل تم ائتمـانها على تفـعيل المصـالحة بين الهند وباكــسـتـان ووقف الحـرب القائمة بـينهما، أما في الثمـانينيات فقد ظلت الحرب الإيرانية ـ العراقية تسمى بالحرب المنسـية رغم سقوط مـلايين الضـحــايا وتدمـيـر آلاف المـــدن والقرى حتى تعرضت إيران آنذاك للكويت في ناقلاتها وطائراتها، فبـدأ العد التنـازلي لانتهـاء الحرب وتقـبل نتائجـهـا القاسـية من قـبل إيران.

وبدأت حـقبـة التسـعينيـات بزلزال هز العالم عندمـا احتل صدام الكويت الصـغيـرة فتـوحد العـالم بشرقـه وغربه لتـحريرها وأصبح المواطن الصيني والاميركي والهندي والأوروبي يتـابعون باهتمـام بالغ ذلك الاحـتـلال، وسخـرت CNN للمرة الأولى في تاريخهـا جل وقتها لقضية الكويت.

مع بداية الألفية الجديدة حدث زلزال آخر عندمـا صحـا العالم على تدميـر مبنى مركـز التجـارة العالمي وعرف الـقاصي قـبل الداني بتنظيم مدمـر يدعى القاعدة وفـوجئ العالم كــذلك بأن الناطـق الرسـمـي لذلك التنـظيم العــالمي هو من ذلك الـبلد الصغير المسمى الكويت.

ومنذ عــقـود من الزمـن كـان الجــيش الكويتي الـوحـيــد الذي يحـارب على الجـبـهـتين السـورية والمصرية مـعا فيـما كان الفـدائيون الكويتـيـون يـحـاربون في أغوار الأردن وجنوب لبنـان، وفي مـرحلة المد الإسلامي سـمـعنا بالمجـاهدين الكويتيين في أفغانستان والشيشان وكوسـوفو والبـوسنة وغيـرها في وقت لم نسـمع بمـثل ذلك الأمر عند البـاكـسـتـانيين والبنغـلاديشـيين والاندونيـسيين والنيـجيـريين رغم أنهم أمم إسلامية مكونة من مئـات ملايين المسلمـين في حين لا يزيد عدد الكويتيين بحدهم الأقصى هذه الأيام على مليون نسـمة.

نروي تلك الخلفية التـاريخية كي لا يســتـغـرب احــد من الدول الأخرى رؤية كـويتـيين يوزعـون أشرطة أو يقومـون بأي أعمال أخرى فالجينات قـوية والموروثات يصعب التخلص منها.

آخر محطة :
العـزاء الحـار لعـائلة الهـاجري ولعـائلة العبـدالمغني في فقيديهمـا الغاليين، للراحلين الرحمة والمغفرة ولأهليهمـا وذويهما الصبر والسلوان.

سعيد محمد سعيد

يهمكم الأمر قطعا

 

ليست هذه سوى رسائل قصيرة، لكنها قطعا تهمنا جميعا:

الأولى: للأخ حسن مشيمع

بعد أمر عاهل البلاد، تغير الأمر كثيرا لكنه اصبح أكبر ثقلا من ناحية تحمل المسئولية… موقفكما واضح للعيان، فمن حقكما، أنت والأخ عبدالهادي الخواجة، أن تحصلا على (ضمانات) يطمئن لها قلبيكما تنسيقا وتدقيقا وتوفيقا بين حقوق المواطنة وواجباتها على ما أظن ، لكن من حق المجتمع عليكما، وأنتما تصرحان بالتحرك السلمي واستمراريته، أن تحذرا الكثيرين، ممن لا يدري بعضهم ولا يعرف ما يجري، من همجية الفعل وسطوة الممارسة في طرقات قرانا التي تتحول بين ليلة وضحاها الى خربشات على جدران البيوت… لا فرق بين بيوت الله وبيوت الناس، ثم تشتعل حاويات القمامة والكوارتين وتتبعثر القاذورات في الشوارع وتجمع الأخشاب ومخلفات البناء في طريق خلق الله…

لستم أنتم من تريدون فتح الملفات المهمة وحدكم في هذه البلاد… نحن أيضا والكثير من أبناء البلاد نريد ذلك، لكننا – قطعا – لا نريد زمرة من الصبية تحركنا هنا وهناك لنهرب من الدخان والحاويات والخوف مما يمكن أن يكون اسطوانة غاز…

حسنا: ما الذي استفدناه من المناوشات المخفية التي تحدث داخل القرى سوى تضرر الأهالي أولا وأخيرا؟ اعتقد أن الوقت مناسب لكي يتم تحديد مسار «التحرك السلمي»؟

ثانيا: الحكومة ستوافق!

اذا لم تخني الذاكرة، فإن عدد موظفي الحكومة من ذوي الدرجات العمومية يصل الى 30 ألف موظف وموظفة، وهؤلاء اليوم، وأمس وغدا، ينامون ويستيقظون على أمل الحصول على الزيادة المعلنة من قبل مجلس الوزراء وهي 15 في المئة، واقول لكم: ستوافق الحكومة على الزيادة، فابشروا بالخير، فليس هذا القرار صادر عن ديوان الخدمة المدنية، أو مرتبط بتصريح نائب هنا أو هناك… أبدا، القيادة تريد ذلك، والفضل في ذلك لله، ثم لسمو رئيس الوزراء، لكن نرجو الإسراع في اقرارها باعتبار أن الفرحة التي ينتظرها الآلاف من الموظفين وأسرهم مدفوعة بالمصاعب المعيشية وغلاء الأسعار وكثرة الالتزامات المالية على هذا المواطن المتعب بالأقساط، والمسكون بالخوف على مستقبل أطفاله.

ثم، لسنا نتمنع من دعوة مجلس الوزراء، الى فتح ملف الترقيات، والنظر في قضية الموظفين الذين حرموا من الانتقال الى الدرجات العليا سواء كانت تخصصية أم عمومية، فيبدو أن ديوان الخدمة المدنية، يعمل بصمت… بصمت رهيب!

ثالثا: البحث عن «معجزة»

يا وزارة الصناعة والتجارة، هل تعتقدين أن المواطنين والمقيمين ينتظرون «معجزة» تخلصهم من موجة الأسعار النارية التي تشعل جيوب وقلوب الناس! أين أنتم؟ وأين لجانكم؟ وأين كلامكم وتصريحاتكم؟ اذا فشلتم في التوصل الى آليات تحمي المواطن من هذه الموجة الفتاكة من الغلاء، فلا بأس من أن تعترفوا؟ وتطالبوا بالعون من الحكومة لعلها تنقذكم وتنقذنا؟

سامي النصف

لجنة القيم ضرورة

في البـدء العـزاء الحـار لآل العبد الرزاق وآل السعـدون وآل السميط في فقـيدتهم الغالية ولآل اغـا علي بهـبـهاني فـي فقـيـدهم الغالي، للراحلين الرحمة والمغفرة ولأهليهـما وذويهـما ومحـبيهـما الصـبـر والسلـوان.
 
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

في منتـصف التـسعـينيـات أحضرت معي من الولايات المتحدة كتـابا يتحـدث بإسهاب عن لجنة القـيم في الكونغـرس الأمـيـركي واقترحت مـثل ذلك الأمر على أحد النواب آنـذاك، فــقــدم مــشكورا مقـترحـا بهذا الـشأن وتم رفـضه وقـد كــررت هذا الطلـب مع نائب فـاضل آخـر في سـنوات لاحـقـة، فقدم كذلك مقـترحا بتشكيل لجنة للقيم وتم إسقاطه.

هذه المرة اعــتـقــد أن هناك طلبـا من الشـعب الكويتي كـافـة بتــشكيل لجنة لـلقـيم تحــاسب النواب المتـجاوزين، والأمـر ليس مـرتبطا بالضـرورة بما حـدث في الأيام الماضية، بل انه أمر طبيعي حـيث لا يوجـد برلمـان في العـالم دون مثل تلك اللجنة التي عادة ما تتـــشكل من رؤســـاء اللجـــان البرلمانية وبعض النواب الآخرين ويكون من صـميم عـملها الحـفاظ على السمعة الطيبة لبيت الشعب عـبر مـحـاسـبة المتـجـاوزين من النواب تـتــراوح بين التنـبــيــه والخصومات المالية والحرمان من التصويت وإسقاط العضوية.

إقـرار الذمـة الماليـة للنواب والمسؤولين لا يساوي الحبر الذي يكتب به مـادام لم يحدد عـقوبات رادعـة لمن يكـذب أو يزور في ذلك الإقرار كـحال العقـوبات الشديدة والمغلظة لمخالفي الإقرار الضريبي في الدول المتقدمة، مـا سيحدث في غيـاب تلك العقوبات أو تخـفيفـها هو أن البـعض وخـاصـة الجـديد منهم سـيكذب ويضـخم من أرقام ثرواته اســـتــعــدادا للمـكاسب القادمة، حيث سيقول فيما بعد انه دخل المجـلس ولـديه مــــثل تـلك الثروات بينما سيلجأ من تضخمت ثرواته بالحرام إلى الكذب المضاد حيث سيـدعي انه بعد سنوات من العـمل البـرلمـاني لا يملك شـروى نقير.

وإسـاءة اسـتـخـدام الراحل الســادات ذات مــرة لجنة القــيم المصـرية لإسـقاط عـضـوية نائب معارض مثل لا يعـتد به فلا يوجد لدينـا في الكويت ـ فـي اليــوم أو الغـد ـ حـزب ينـضـوي تحت ظله 99% من النواب الحكومـيين كحـال الوضع أيام السادات كي تسـتخدم مثل تلك اللـجنة لإسقاط عـضوية المعـارضين، كـذلك فـرغم حـيـازة الحـزب الوطني للأغلبـية المطلقـة في البرلمان المصري فلم نسمع قط عن أن تلك اللجنة اسـتخـدمت ضد المعارضين بل على العكس من ذلك تماما فـقد تم عـبر السنين إسـقاط عـضـوية نـواب القـروض ونواب المخـدرات وجمـيـعهم من الحـزب الوطني.

آخر محطة:
للمـعلومة لجنة القـيم هي للنواب بمنزلة مـحكمـة الوزراء لـلوزراء، فــمـن غــيـــر الإنصـــاف أن يحـــاسب الـوزير المتجـاوز ولا يحاسب النائـب متى قام بالتجاوز نفسه وهو أمر يؤمن به الـشــــعب الـكويـتي ونـوابه الشـرفـاء، وقد حـان زمن إقـراره دون تأجيل.

سعيد محمد سعيد

في الانتظار… «فيلم الترقيات»

 

استكمالا للحديث في موضوع الموظفين الحكوميين الذين حرموا من الترقي إلى الدرجات التنفيذية أو إلى الدرجات العمومية أو التخصصية الأعلى، ولم يشملهم القرار الصادر عن سمو رئيس الوزراء بترفيع المستحقين، وهم مستحقون، فإن هناك الكثير من القصص التي يجب إيصالها إلى ديوان الخدمة المدنية.

لكن قبل سرد القصص، نسأل: «ما الذي يمكن للموظف أو الموظفة المستحق للترقية حينما يريد المطالبة بحقه؟»، وهنا، ستكون الإجابة من دون شك، أن تأتي الترقية عبر مديريه الذي بدوره يرفعها إلى إدارات شئون الموظفين ثم إلى ديوان الخدمة المدنية أو إلى الإدارة المختصة حين تكون جهة ما منفصلة عن ديوان الخدمة المدنية.

وهنا مربط الفرس كما يقولون! فتارة ترسل خطابات الترشيح للدرجات إلى ديوان الخدمة المدنية وتتعطل، وتارة لا تجد أيدي تستقبلها، وتارة تبقى في الحفظ والصون… داخل الأدراج! هنا، نسأل أيضا: «من الذي يمكنه تحريك موضوع هذا الموظف الذي يصبح مستحقا، ثم مطالبا، ثم مسكينا، ثم مقهورا، وبعد ذلك نصل إلى أن نصفه بخائب الأمل أو المتحطم أو اليائس! ويصبح من أعرق المشاركين في الفيلم التراجيدي البحريني «الترقيات»، وهو مزيج من النمط المأسوي (تراجيديا) والدراما الاجتماعية بشيء من الرعب.

ليس المجال للنكتة، بقدر ما هو مسئولية نجد من الضروري أن يتحدث عنها المسئولون في ديوان الخدمة المدنية بصوت مسموع… واذا كانت هناك أخطاء، فليست هناك جهة لا تخطئ، وهذه طبيعة البشر، أنهم خطاءون، ومن الممكن تصحيح أي خطأ يقع، لكن أن يتحدث الموظفون الذين لم يحصلوا على الترقيات، والذين تهافتت اتصالاتهم على «الوسط» مطالبين باستمرار طرح الموضوع لأن مسئوليهم يتلكأون تارة، ويماطلون تارة، ويقدمون الأسباب غير المقنعة الواحد تلو الآخر، فهذه من الأمور التي تسبب وستسبب مستقبلا في المزيد من الترهل في الأداء وضعفه، وستكون هي الأخرى واجهة لبطالة مقنعة.

ثم، وهذه إضافة يمكن احتسابها قراءة خاطئة إن شاء البعض، أن هناك من المسئولين من يعتقدون أن من حقهم التلاعب في قوانين وأنظمة الخدمة المدنية على هواهم وكيفهم، ذلك لأنهم لا يجدون من يجادلهم بالقانون من الموظفين خوفا على لقمة العيش طبعا.

أما الآن، هل تريدون سماع قصص الموظفين؟! لم لا، هي قصة واحدة مشتركة: كان يا ما كان، موظف وموظفة ينتظران الترقية على أحر من الجمر، جاءت لغيرهما وذهبت عنهما… يعني طارت الطيور بأرزاقها… ومرت الأيام والأيام والأيام، وهما لا يزالان في انتظار كلمة واحدة من ديوان الخدمة المدنية… جواب بس جواب!

سامي النصف

المؤامرة وأفلام عن العراق

كانت للسينما الاميركية والعالمية دائما أفلام تصور الحروب بشكل رائع، فمن ينسى فيلم «ذهب مع الريح» الذي أحال الحرب الأهلية الاميركية إلى رومانسية جميلة، والحال كذلك مع فيلم «كازابلانكا» الذي صور أبان الحرب الكونية أو «ناش» الشهير حول الحرب الكورية، وأخيرا أفلام «الجحيم الآن» و«صائد الغزلان» و«مولود في الرابع من يوليو» التي دارت جميعها حول حرب فيتنام، وقد حازت اغلب تلك الأفلام عدة جوائز اوسكار.

شاهدت هذا الأسبوع ثلاثة أفلام من بلدان مختلفة، جميعها ترسم صورة شديدة القتامة عن الحرب في العراق، أول تلك الأفلام وثائقي اميركي اسمه «Iraq For Sale»، يتهم الفيلم خلاله الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الاميركية والمدنيين فيها بأنهم يقفون خلف كثير من الأمور السيئة في العراق لجهلهم أو لرغبتهم في حصد الملايين من تلك العقود المجزية.

وشاهدت فيلما إنجليزيا اسمه «Soldier of War» يروي المهام التي تقوم بها الوحدة الإنجليزية في البصرة والأعمال القذرة التي يقوم بها بعض جنودها هناك، ويبدأ الفيلم بتجمع أهالي عراقي يحاول قتل «كويتي» ادعوا انه يسرقهم (!) وتقوم الفرقة بانتزاعه منهم إلا إنها تقوم بتعذيبه وضربه لأجل إرضائهم، ثم تعتاد بعد ذلك تعذيب وتصوير السجناء العراقيين حتى استطاعت صديقة احد الجنود تسريب صور التعذيب المخزنة في كاميرته للصحافة والشرطة الإنجليزية، مما أدى به للانتحار.

كما شاهدت فيلما تركيا مع ترجمة إنجليزية له، اسمه «Valley of The Wolves Iraq»، والذي يعتبر الأكثر كلفة في تاريخ السينما التركية والأكثر مشاهدة في الوقت ذاته، والغريب اشتراك عدة ممثلين اميركيين مشهورين فيه، الفيلم يقوم على رواية حقيقية أهان خلالها الجيش الاميركي 11 جنديا من القوات الخاصة التركية في 4/7/2003 مما دفع احدهم للانتحار.

تبنى أحداث الفيلم على قرار شقيق المنتحر وصحبه قتل القائد الاميركي في العراق الذي قام بذلك العمل، الفيلم يصور الجيش الاميركي بأسوأ من وضع الجيش الصدامي، حيث نراه يقتل الأطفال ثم المدعويين في عرس كردي ـ عربي، ومثل ذلك قتل المعتقلين في السيارات وفي السجون كي يبيع أعضاءهم للزبائن في واشنطن ولندن وتل أبيب، وهو ما جعل الجاليات اليهودية في أوروبا وأميركا تحتج على عرض ذلك الفيلم.

آخر محطة:
الدلالات السابقة تنفي فهما شائعا يرى أن الأفلام والإعلام الاميركي والعالمي مسخر دائما لخدمة قضايا الغرب، وفي هذا السياق ماذا كنا سنقول لو أن رئيس البنك الدولي كان عربيا أو مسلما ثم اكتشفنا فضيحة تسببت في عزله من منصبه بسبب صديقة يهودية له؟ الأرجح أن نظرية المؤامرة السخيفة كانت ستصل لعنان السماء وستبقى بعد ذلك في الذاكرة إلى الأبد.. وعجبي.

سامي النصف

التحديات الاجتماعية والسياسية للمرأة

دعــتنا قـبـل أيام كليــة العلوم الاجتمـاعية في جامـعة الكويت لإدارة حلقة نقاشية أشرف عليـها عميد الكلية د. يعــقــوب يوسف الكـندري ود. بدر العيـسى رئيس قسم الاجـتمـاع، حول التحديات الاجتماعية والسياسية للمرأة الخليجـية، وقد ساهم بإثراء نقـاشاتها النواب صالح عاشـور ودعيج الشمري وجمال العمر ومن التأمينات الاجتماعية حمد العليان اضـافة الى ثلة من النساء المهتمات بشؤون المـرأة كالسيدة عروب الرفـاعي ود. رولا دشـتـي ود. فـاطمـة العـبـدلي ود. لبنى القـاضي ود. مـوزة المالكي ود. هتـون الفـاسي والمحـاميـة نجلاء النقي وغيـرهن من النساء اللاتي امتلأت بهن الحلقة النقاشية.

ابتدأ الأخوة النواب الأفاضل على التـوالي بشـرح قانون المرأة وتـبيـان خلفية من قاموا بتـقديمه وبيان أسباب ذلك التقديم، في وقت بين فيه السيد حمد العليان أضرار بعض ما أتى في القانون على الحسـابات الاكتوارية للتـأمينات وتمنى ألا يتم تقـديم أي مقتـرح يخص النساء أو غيرهـن دون العودة لمؤسسة التأمينات الاجتماعية لإبداء الرأي فيه.

كـانت السيـدة عروب الرفـاعي أولى المعقبات حيث أوضحت ان جميع الجمعيات النسـائية قد اعترضت على ذلك القانون بما فيها اللجنة النسائية لجمعية الإصلاح الاجتماعي التي كان رجالها من مقدمي ذلك القانون، ورأت السيدة عـروب أن المزايا التي تضمنها ذلك القـانون سـتـفـرغ الوزارات من الكفاءات النسائية وستخفض نسبهن في المواقع القيادية، كما ان المبالغة في منح أجازات الوضع والرضاعة تعني ان أحدا لن يوظف النسـاء، كونهن لن يعــملن إلا أيامــا قلـيلة في العــام وساعات قليلة في اليوم.

د. لبنـى القــاضي شنـت بدورها هجـوما حـادا على القانون وقـالت انه قـانون لا يخـاف علـى المرأة بل قـانون يخاف من المرأة ويـهدف لإرجاعها الى عبودية البيت مستخدما قبضة حديدية ذات ملمس حريري، د. رولا دشتي قالت أن هناك خطأ فـادحـا في روح القـانون قـبل نصـه وانه طـريق واضح لفـصل المرأة عن المجتمع بهدف قـمـعهـا في النهاية.

د. فـاطمـة العـبـدلي ذكـرت أن الديموقراطيـة الكويتية مـرت بثلاث مراحل أولاها منذ عهد الاستقلال حتى عام 1990 وكـانت تهدف لإبعـاد المرأة عن مراكز صنع القرار، المرحلة الثانية 1991 ـ 2005 وكان يغلب عليـها تطمين المرأة الكويتية على حقوقها السياسية وطلب الصبر منها، أما المرحلة الثالثة وهي الحـالية فـتمـتد منذ عـام 2005 وحتى الآن وتهـدف الى تخدير نصف المجتمع وأشغاله بمزيد من العطايا والمزايا، المحاميـة نجلاء النقي طالبت بالأخذ بنظام الكوتـا بينما رأت د. ملك الرشيد ضـرورة ربط المرأة بالقضايا التنموية، فـي حين انتقدت الدكـتورة السعـودية هتون الفـاسي والقطرية د. مــوزة المـالكي أوضـــاع المرأة في بلديهما.

آخـــــر مــــحـطة:
اتضح لي مـن تلك الحلقة النقاشيـة الهامة ومن المداخلات القيـمة للنساء وهن المعنيـات بالدرجة الأولى بقـانون المرأة، ضـرورة أن ينظر في بعض مـواده وبنوده حتى لا نضـر بالمرأة ونحن نستهدف نفعها وقبل ذلك الأضرار بالكويت عبر الأضرار بمؤسسة التأمـينات ـ المظلة الآمنة لجمـيع أفراد شعبها من نساء ورجال.

سامي النصف

مظالم «الكويتية» وطموحاتها

ظلمت «الكـويتـيـة» في البــدء عندمـا استـثنيت كـجهـة «وحيـدة» من إعادة إعـمار الكويت الذي تسـتحـقه، حـالها كـحال جمـيع الوزارات والهيئات والمؤسـسات والشركات بل وحتى البنوك والشـركات الخاصـة التي قامت الدولة بتعـويضها عـما خسـرته إبان العدوان الصـدامي الغاشم، بينمـا اضطرت «الكويتـية» بسـبب انفـرادهـا بذلك الحـرمـان لاسـتـدانة المليـارات من الدولارات لشراء مـعدات جـديدة ومـازالت حتى اليـوم تعـاني من تبعـات ذلك الحرمان وتلك الاستدانة.

لحق ذلك ظلم آخــر من بعض أعـضـاء السلطة التشـريعية عـندما تم تعليق ميـزانية المؤسسة لمدة قـاربت 7 سنوات تراكمت للدولة على المؤسـسة تبعـا لذلك مبـالغ جاوزت 600 مليـون دولار جـعلـتـهـا تضطر مـرة أخـرى للاستدانة من البنوك لدفع رواتب مـوظفيها في وقت تشتري به الحكومات الخليجـية الشقيقة مئات الطائرات لمؤسساتها الوطنية، والمعروف أن التشـريع الكويتي ينص على أن أي أرباح أو فوائض للكويتـية تحول على الفور للمـيزانية العامة للدولة كمـا أن أي خسائر يجب أن تسدد على الفور من تلك الميزانية.

كذلك هناك مظلمـة حقيقيـة أن المؤسسة تتـعـامل كقـطاع خاص عندمـا يتـعلق الأمـر بحقوقها ومن ثم يطلب منها أن تتصرف اعتمادا على مـواردها الذاتية، أمـا عندما يمس الأمـر ما يطلب منها فتعامل وكأنها وزارة أو إدارة تابعة حـيـث يتم في بعض الأحــيـان التــدخل في قراراتها.

ومن المظالم المحزنة ما يـأتيهـا من قلة قليلة من أبنائـها ممن لا يحـسنون للبـيت الذي يؤويهم ومــصــدر الرزق الذي يوفــر المظلة المعيشية لهم ولأبنائـهم في ظل منافسة شرسة قائمة، فما أن يخـتلف أحد مع مسؤوله أو يطمع آخر في مـركز إداري معين قـد لا يستحـقه أو لا تتـوافر لـديه شروطه حـتى يقـوم بالتـشنيع والتأجيج والتحريض الكاذب على المؤسسة في وقت يفرض عليـه الحس الإنساني السليم ورد الجـمـيل أو حتـى حمـاية مـصـدر الرزق دعم الكويتية وجهود زملائه في كل مكان.

وتأتي المظلمـة التي يعلـم بها الجـمـيع ويعمل بها الجميع وهي النظرة السالبة العامة للكويتـية والسكوت بـالمقابل عـما يحـدث عند التنقل عـلى الشـركـات الأخــرى من إشكالات حجوزات وأعطال ترتبط بشكل مـباشر بعالم الطيـران وفي هذا السـياق كنت قـبل أسـابيع بصحبة جمع من الإعلاميين الكويتيين في رحلة على متن إحدى شـركات الطيران الشهـيرة في المنطقـة وقد صادفنا جـميـعا مـشاكل تأخـير وحجـوزات وغيـرها ولم أقرأ كلمـة واحدة في الصحف عنهـا، ولنا أن نتصـور لو حدثت تلك الأمور مع مؤسستنا الوطنية!

إن عليـنا أن نتــذكـر كــمــواطنين أن «الكويتـية» هي ملك لنا جـميـعا وان إدارتها التنفـيذية تعـمل بجـميع طاقـتـها لتـحقـيق طمـوحات وآمـال المواطنين في ظل محـدودية الموارد وعبر أجواء مفتوحة ومنافسات شديدة في الداخل والخارج من قـبل شركات مدعـومة من حكوماتها ودون قواعـد للمنافسة ومع ذلك اسـتطاعت تلك الإدارة أن تخـفض خسـائر هذا العـام من 28 مليـون دينار إلى 9 مـلايين دينار وان تظهر أرباحـا في ميـزانية العـام المقبل في وقت أعلنت فيـه «طيران الخليج» عن خـسائر تبلغ مليون دولار يوميا.

أخيرا. . نـرجو أن تتوحد جهـود الأفاضل من السلطتين لإعطاء المؤسسة قـبلة الحياة التي ستـبقيهـا للأعوام الثلاثين المـقبلة ونعني دعم عـمليـة شراء وتحـديث أسطولها الحـالي مما يجعل الكويتية لا تكتفـي بالاحتفاظ بأبنائها من الموظفين الحاليين بل ستضيف لهم مستقبلا آلاف الأبناء الكويتيين الآخرين وستحقق حلم التحول إلى كويت المركـز المالي، فالكويتيـة الجديدة هي من سيـحضـر ملايين المستـثمريـن والسائحين للكويت كـحـال الناقـلات الخليـجيـة الأخـرى والكويت للعلـم لا تقل جمـالا عن شـقـيقـاتهـا الخليجيات فلنتفاءل بالكويت والكويتية.

آخر محطة:
عندما تخسر الكويتية بسبب قـروض شـراء الـطائرات يقـال انه بقــصـد «تفشيلها وتفليسهـا» حتى يتم بيعها، وعندما تطالب الكويـتـيـة الحكومـة بشـراء طائرات جـديدة لتحـقيق الـربحيـة يقال أن ذلك الأمـر يقـصد منه بيـعهـا هي وأرباحها وطائراتهـا الجـديدة (! ) والحقـيقـة أن لا مـشروع لبـيع الكويتية لا بالأمس ولا في اليوم ولا في الغد لذا فلا داعي لإيجاد أعذار لتخذيلهـا الذي سيؤدي متى ما اسـتمر لتقليص أعمالها وإغلاق بيوت الآلاف من موظفيها، لا سمح الله.

سامي النصف

الطيار القاتل

التـهنئـة للزميلـين فؤاد الهـاشم واحمـد الربعي بعودتهـما سـالمين قبل أيام من رحلتهما العـلاجية في الخارج، وللقائمين على جـريدة «الوسط» الغراء بصدور عددهم الأول.

مع مغادرة نوابنا الأفاضل جزيرة بالي الاندونيـسيـة «اعتـفس» الوضع السـيـاسـي هناك فـتـجـمــعت الكتل البـرلمانيـة المختلفة وطـالبت رئيس الحكومـة بضرورة القـيـام بتعـديلات وزارية وهو مـا تم حـيـث خـرج منهـا بالأمس 5 وزراء، بعض زمـلاء السـفـر يرون أن جماعـتنا «شيشوا» جمـاعتهم بينما رأيت شـخصيا أن الأمر صدفة أو توارد خواطر.

التــقــرير الأمني الذي تصــدر الصفـحة الأولى للزميـلة «الوطن» قبل يومين حول تهديد الصـواريخ المحمولة للـطيـــران المدني الـكويتي هـو وضع تعـاني منه كل الـطائرات والمطارات في العـالم خـاصـة القـريـبـة من المناطق السكنيـة ويذكـرنا هذا بحـادثة إطلاق المقاومة الكويتية البطلة لصاروخ ارض ـ جـو من الـفـروانيـة على طـائرة نقل جـامـبـو عـراقـيـة مـحـمـلة بالجنود أصاب احد محركاتها إلا أنها هبطت ســـــالمة في البـصـرة وقــد تسـبب الحادث آنــذاك في إغلاق مطار الكويت حتى التحرير.

الحـادث الثاني شـاهدته بالأمس على قناة «الجغرافيا الوطنية» حيث تم لقاء مع صديق يوناني اسمه ماريو عمل مـعنا لسنوات طوال ثم انضم لشـركـة DHL الاميـركية تحـدث فيـه عن إصابة طائرتـهم الايرباص بصــاروخ ارض ـ جـو عام 2003 أثناء إقلاعهم من مطار بغداد ما نتج عنه احتراق جناح الطائرة وفقـدانهم للأجهزة الهيـدروليكية التي تؤهلـهم للســـيطرة عـلى الطائـرة لذا استخـدموا المحركات ـ كـحال الطراريد والسـفن البحـرية ـ لتـوجيـه الطائرة يمينا ويسارا وهي عملية بالغة الدقة لم ينجح احـد قط في إنزال الطائرة سـالمة عن طريقها.

وقد نجح ماريو ومن معه ( تدريب الكويتيـة )، بمعجزة وبعد مـحاولتين، في النزول بمطار بغداد، إلا أن العجلات انفصلت وانحرفت الـطائرة لتتوقف في حـقل ألغام لم يتم تـطهيـره بعد، وقـد تسـبب عـملهم البطولي في حـيـازتهم أعلى جـوائز سلامة الـطيران العـالمية، والغريب أن مـا جرى لهم كان مـصورا طـوال الـوقـت تارة مـن الإرهابيين الصداميين الذين اصطحبوا معهم فريقا تلفزيونيا فرنسيا ليشاهد عملية إسقاط الطائرة المفتـرض، وتارة أخرى من قبل طائرات الاباتـشي الامـيـركـيــة التي صاحبت الطائرة حتى نزولها.

منير ثابت شـخصية اندونيـسية معارضة قوية وبارزة اشتهر اسمه إبان حكم الرئيس سوهارتو الذي تنحى عام 98، في العـام 2004 قرر ذلك السـياسي السفر من جـاكرتا إلى هولندا وما أن تم وضع اسمه على لائحة الركاب حتى قام مسـؤولان كبيـران في شركـة طيرانهم الوطنيـة بتـبديل كـابتن الرحلة بآخـر طلب مـنه أن يقـــوم بدس السم لـذلك المعارض، وهو ما تم، وما ان طلب طاقم الخـدمـة من الكابـتن النزول في اقـرب مطار لإســعـاف المريض حــتى رفض وأكمل الرحلة حيث توفي المعارض قبل سـاعتين من الوصـول إلى أمستردام. القـضيـة انفضـحت ووصلت للمحـاكم الاندونيسية وصـدرت أحكام رادعة بها كما آتى فـي صحيفة «جـاكرتا بوست» الاندونيسية.

سعيد محمد سعيد

خيبة أمل الموظفين!

 

يبدو أنه من المحتم على ديوان الخدمة المدنية أن يعيد النظر في بضع حالات معدودة موعودة بتعديل الدرجات لكنها (لم تنل ما تتمنى)! وهذه دعوة للبت في طلبات حضرت أم لم تحضر إلى مكتب رئيس الديوان، لإحقاق الحق ولإزالة ردة الفعل السيئة وحالة الشعور بخيبة أمل لدى أولئك الموظفين، الذين يدرك مدراؤهم قبل غيرهم أنهم وصلوا إلى استحقاق الدرجة التنفيذية، لكن ذلك لم يحصل… لماذا؟

لقد كانت الخطوات سريعة هذه المرة، متتالية وموفقة من جانب ديوان الخدمة المدنية لتعديل أوضاع الكثير من الموظفين على الدرجات العمومية ممن يستحقون الترفيع إلى درجات أعلى أو الانتقال إلى الدرجة التنفيذية، لكننا نريد من الأخوة في الديوان أن يبلغونا بسبب حرمان (مجموعة) من الموظفين الذين يقومون بمهام تنفيذية وهم في مناصب تنفيذية إلا أنهم من ذوي الدرجات العمومية؟ حتى أن أحد الموظفين ذوي الخبرة ويعتبر ركنا مهما من أركان مكتب (وزيره) ويؤدي مهام منصب إداري رفيع يقول: «يعمل معي اثنان من الموظفين، هما الآن أعلى مني درجة ورتبة وراتبا… فكيف بالله يمكن أن يقبل أي موظف مثل هذا الإجحاف والجحود وغياب العدالة؟!».

لكن، قبل أن نرسل الرسالة إلى ديوان الخدمة المدنية… ماذا فعل أولئك الموظفون أنفسهم؟ هل جلسوا ينظرون إلى الدرجات وهي تجري لآخرين وهم ينظرون بحسرة؟ أو توجعوا وتألموا فقط وصمتوا؟ أم أنهم تكلموا ورفعوا الصوت مطالبين بالحق، مسددين بالقرائن والأدلة التي تؤكد حقهم في الحصول على الدرجة التنفيذية؟

يقال، إن ديوان الخدمة المدنية أهمل هذه المجموعة مع علمه وإدراكه بأهميتها؟ لكن لا أحد يستطيع أن يؤكد ذلك أو يوجه هذا الكلام إلى الديوان؟ ومن قائل إن الطلبات وصلت إلى مكتب الرئيس وأهملت ولم يتم حتى الآن حتى التعاطف معها بنظرة؟ وهذا الكلام أيضا نسمعه كثيرا، لكن المؤكد والمهم، هو أن يبلغنا أحد المسئولين بالديوان عن وضعية أولئك الموظفين المستحقين، ولماذا حرموا من الدرجات العليا سواء من عمومية أو تخصصية إلى عمومية أو تخصصية أعلى، أم إلى عمومية إلى تنفيذية…

ويدرك الأخوة في الديوان، أن المستحق يجب أن يحصل على ترقيته من دون مرحلة المرور بالشعور بالغضب والحنق والحزن وخيبة الأمل.