سامي النصف

وقف الأزمات بتغيير الثقافات

اغمضت عيني وتصورت اننا اصبحنا في العام 2050 وتساءلت: هل سنرى عامذاك لعبة سياسية هادئة ومختلفة القواعد؟

شخصيا، اعتقد اننا سنرى تماما ما نراه هذه الايام من ازمات تلد ازمات لسبب بسيط هو ان استخدام نفس الطريق سيؤدي بالقطع الى نفس النهايات، وليس من الحكمة بشيء الاعتقاد بأن استخدام الطريق ذاته سيؤدي الى نهايات مختلفة.
 
يقول بعض الحكماء ان تجربة 50 عاما قد تكون تجربة سيئة لعام واحد مكررة 50 مرة فالزمن لا يحل شيئا بذاته ما لم تتغير قواعد اللعبة والخارطة الزرقاء التي قامت عليها، وعندها فقط يمكن ان ننتهي بنتائج مختلفة ومن ثم نجد في عام 2050 وقبل ذلك بكثير لعبة سياسية جميلة تدعم التنمية وتدفع بتطور البلاد وتحريك اقتصاده.
 
ابان عهد الوزير محمد السنعوسي تحدثنا في قضية السياسات السالبة السائدة التي ترى في البلد ظلاما في ظلام وخرابا في خراب ومستقبلا كحليا عبر عنه، كما يخبرني الصديق الاعلامي يوسف الجاسم، احد السياسيين الذين التقاهم في برنامجه الشائق بقوله ان الكــويت مقبلة ـ والعياذ بالله ـ على انهيار سريع واختفاء من الخارطة..! النظرة التشاؤمية السابقة ومثلها من يرى في كل مشروع تنموي قصة سرقة، وفي كل مسؤول حكاية تجاوز هي في حقيقة الامر العامل الشعبي الضاغط على النواب لتسخين الاجواء السياسية والتصعيد الاعلامي والتصدي للحكومة عبر الاستجوابات المتتالية، ولو تغيرت تلك الثقافة السالبة الخاطئة الى ثقافة جديدة متفائلة لتقلصت الى الحدود الدنيا تلك الازمات ولتفاءلنا خيرا في المقبل من الايام.

لقد تم تشكيل لجنة لتسليط الضوء على المشاريع الموجبة في الدولة، ومعها بدأ العمل المؤسسي الجاد للمرة الاولى في تاريخ الكويت لتغيير الموروثات السالبة المدمرة، وقد التقى فريق العمل عشرات المرات واصدر العديد من التوصيات، كما استقدم العديد من العروض من الشركات المختصة في الداخل والخارج، ثم توقف كل شيء في بلد غريب لا يمانع من صرف عشرات الملايين لحل اشكالات تخصّ قلة قليلة من المنحرفين كالمتطرفين ومدمني المخدرات ويبخل على عمل جبار غير مسبوق يفيد الدولة بأكملها وكافة افراد الشعب،.. و.. تحصل فقط في دولة الكويـــت.. الذكية…!

آخر محطة:
جزء من مشروع ترويج المشاريع الوطنية القائمة والمقبلة يهدف لتسليط الضوء على اماكن الترفيه العديدة في الكويت التي لا يعلم بها السائحون ولا المستثمرون ولا المواطنون ولا المقيمون، ومع ذلك نحلم بالتحول الى مركز مالي وسياحي.. كيف؟!