سامي النصف

المؤامرة وأفلام عن العراق

كانت للسينما الاميركية والعالمية دائما أفلام تصور الحروب بشكل رائع، فمن ينسى فيلم «ذهب مع الريح» الذي أحال الحرب الأهلية الاميركية إلى رومانسية جميلة، والحال كذلك مع فيلم «كازابلانكا» الذي صور أبان الحرب الكونية أو «ناش» الشهير حول الحرب الكورية، وأخيرا أفلام «الجحيم الآن» و«صائد الغزلان» و«مولود في الرابع من يوليو» التي دارت جميعها حول حرب فيتنام، وقد حازت اغلب تلك الأفلام عدة جوائز اوسكار.

شاهدت هذا الأسبوع ثلاثة أفلام من بلدان مختلفة، جميعها ترسم صورة شديدة القتامة عن الحرب في العراق، أول تلك الأفلام وثائقي اميركي اسمه «Iraq For Sale»، يتهم الفيلم خلاله الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الاميركية والمدنيين فيها بأنهم يقفون خلف كثير من الأمور السيئة في العراق لجهلهم أو لرغبتهم في حصد الملايين من تلك العقود المجزية.

وشاهدت فيلما إنجليزيا اسمه «Soldier of War» يروي المهام التي تقوم بها الوحدة الإنجليزية في البصرة والأعمال القذرة التي يقوم بها بعض جنودها هناك، ويبدأ الفيلم بتجمع أهالي عراقي يحاول قتل «كويتي» ادعوا انه يسرقهم (!) وتقوم الفرقة بانتزاعه منهم إلا إنها تقوم بتعذيبه وضربه لأجل إرضائهم، ثم تعتاد بعد ذلك تعذيب وتصوير السجناء العراقيين حتى استطاعت صديقة احد الجنود تسريب صور التعذيب المخزنة في كاميرته للصحافة والشرطة الإنجليزية، مما أدى به للانتحار.

كما شاهدت فيلما تركيا مع ترجمة إنجليزية له، اسمه «Valley of The Wolves Iraq»، والذي يعتبر الأكثر كلفة في تاريخ السينما التركية والأكثر مشاهدة في الوقت ذاته، والغريب اشتراك عدة ممثلين اميركيين مشهورين فيه، الفيلم يقوم على رواية حقيقية أهان خلالها الجيش الاميركي 11 جنديا من القوات الخاصة التركية في 4/7/2003 مما دفع احدهم للانتحار.

تبنى أحداث الفيلم على قرار شقيق المنتحر وصحبه قتل القائد الاميركي في العراق الذي قام بذلك العمل، الفيلم يصور الجيش الاميركي بأسوأ من وضع الجيش الصدامي، حيث نراه يقتل الأطفال ثم المدعويين في عرس كردي ـ عربي، ومثل ذلك قتل المعتقلين في السيارات وفي السجون كي يبيع أعضاءهم للزبائن في واشنطن ولندن وتل أبيب، وهو ما جعل الجاليات اليهودية في أوروبا وأميركا تحتج على عرض ذلك الفيلم.

آخر محطة:
الدلالات السابقة تنفي فهما شائعا يرى أن الأفلام والإعلام الاميركي والعالمي مسخر دائما لخدمة قضايا الغرب، وفي هذا السياق ماذا كنا سنقول لو أن رئيس البنك الدولي كان عربيا أو مسلما ثم اكتشفنا فضيحة تسببت في عزله من منصبه بسبب صديقة يهودية له؟ الأرجح أن نظرية المؤامرة السخيفة كانت ستصل لعنان السماء وستبقى بعد ذلك في الذاكرة إلى الأبد.. وعجبي.