سامي النصف

أفلام أبيض وأسود

(JUDGMENT AT NUREMBERG 1961) فيلم سياسي من الطراز الأول يستحق إعادة مشاهدته هذه الأيام لمقارنة محاكمات نورمبيرغ التي قام على محاضرها الفيلم مع محاكمات العراق، ففي الحالتين هناك الجدل الفلسفي حول مسؤولية من هم في مواقع المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية، وهل يجوز العفو عن البعض منهم بحجة أنهم مرغمون أو لأجل كسب ود الشعب الألماني (العراقي) كي لا يقف ضد الاحتلال أو لدعم الأميركان ضد الروس (الإيرانيين)؟ كما يطرح الفيلم مسؤولية الشعب الألماني عن جرائم احتلالهم للدول الأخرى، فيلم حاصل على الأوسكار ويستحق حقا المشاهدة خاصة المواجهة في نهاية الفيلم بين القاضي الأميركي سبنسر تريسي والقاضي النازي بيرت لانكستر.

فيلم (TEA HOUSE OF THE AUGUST MOON 1956) فيلم آخر يستحق المشاهدة والمقارنة مع ما جرى ويجري في العراق، حيث يصور بشكل رائع كيف استطاعت الولايات المتحدة تغيير الثقافة السائدة في اليابان المعادية للديموقراطية والعاشقة للحرب والقامعة للمرأة ويظهر الفيلم كيف أرسلت أميركا البعثات والمترجمين لكل قرية وسهل وجبل لتغيير تلك المفاهيم وتحويل حب الانتحار والاستشهاد إلى حب للحياة.
 
فيلم (SEVEN DAYS IN MAY 1964) في الفيلم تنبؤ بما حدث بعد أحداث سبتمبر 2001 مما يعني أنها لم تأت من فراغ، بل كانت موجودة دائما في أذهان رجال الپنتاغون، ففي ذلك الفيلم السياسي يرى الجنرال بيرت لانكستر ان محاربة السوفييت تقتضي مصادرة الحريات والسماح بعمليات الاعتقال والتنصت وان الحفاظ على الحريات العامة والالتزام بالقانون سيخسرهم الحرب مع الأعداء، في ختام الفيلم يواجهه جنرال آخر هو كيرك دوغلاس الذي يقول له بعد عزله وإبعاده إذا قمنا بتلك الأمور فما الفرق بيننا وبين العدو الذي نحاربه.
 
(BILLION DOLLAR BRAIN 1967) إذا كان هناك من يتهكم على عقلية الرئيس الأميركي هذه الأيام فهذا الفيلم يروي حكاية قائد يميني اميركي متطرف من تكساس شديد التدين ويستشهد بمقاطع من الإنجيل طوال الوقت ويرى ان الحرب ضد السوفييت قائمة على معطى الأخيار والأشرار ومن ليس مع أميركا من الحلفاء في تلك الحرب فهو ضدها.

(DREAM WIFE 1953) من يعتقد ان المرأة الكويتية لم تصل شهرتها للعالمية منذ وقت مبكر فعليه مشاهدة هذا الفيلم الذي يروي قصة رجل الأعمال غاري غرانت غير السعيد بزوجته الأميركية المتحررة والتي تمضي جل اوقاتها في الدفاع عن الحقوق المدنية للنساء فتفرض عليه الخارجية الاميركية الزواج من خليجية تظهر الخريطة أنها كويتية حتى لا تنقطع إمدادات البترول من بلدها بعد قطعها من إيران آنذاك، ويجد غرانت في تلك الزوجة الشرقية الجديدة المتربية على خدمة الزوج وإسعاده كل ما يفتقده في زوجته الأميركية وتمضي قصة الفيلم الكوميدية على هذا المنوال المقارن بين الزوجتين المتحررة والمحافظة.