سامي النصف

مروريات

بودنا أن تشكل وزارة الداخليـة بشكل عــاجل لجنة مــؤقـتــة تضم رسمـيين ورجالا مخـتصين من القطاع الخــاص، مــتـــحــررين من الـفكر البيروقراطي لمعرفة أسباب تزايد عدد المخالفات، حتى وصلـنا إلى أعداد غير مسبـوقة في العالم أجمـع، إضافة إلى زيادة عدد ضـحايا حـوادث المرور إلى ما يقارب 500 قتيل سنويا.

ومما نحـتـاجه مـن تلك اللجنة فـحص الأرقام والـبيـانات وتحليلهـا والتـعمق بهـا، وليس النظر للحـادث كرقم، ومن ذلك معرفة هل هناك أخطاء هندسـيـة في الطرق، أم أن هناك خللا في الأنظمة المـرورية أو في قــدرات وتدريب رجــال المرور؟ ثم مــا الحل الأمـثل لتلك المشـاكل واحـدة بواحـدة ومعهـا كيفية إدخال الثـقافة المرورية للمناهج المدرسـية؟ حيث أن الشـباب هم الجناة والمجني عليـهم في حوادث المرور.

كذلك يجـب العمل الجاد لتـقليل أعـداد المخالفات المرورية عن طريق معرفة أي من الشوارع يـتم فيها عادة تجاوز السرعـة المقررة، وكذلك أي من الإشارات المرورية اعـتاد السـائقـون تجـاوزها حـيث قـد يـكون الخطأ في توقيت الكاميرات أو في السرعات غير العـمليـة لـبـعض الشـوارع كـحـال الدائـري الرابـع الذي يـجب أن تـزداد السـرعـة فـيــه إلى 100 كم/سـاعـة وتخفيفها على الجسور إلى 80 كم بدلا من فـرضـهـا على الطريق «السـريع» بأكمله.

ومما يفـتـرض القـيـام به إزالة الإشارات المرورية من الـدائري الثالث كي يخـفف ذلـك من زحـام وحـوادث الدائري الرابع، كمـا يجب إعادة النظر في مسار جـسر الصبيـة حتى لا يزيد من الاختنـاقات المرورية الحاليـة على جسـر الغزالي ومدخل المنطقـة الحرة ومن ثم نخسر في الزحام والانتظار ما كـسبناه من وقت نـتيـجة لتـقـصيـر المسافة بين الصبية والشويخ.

وقد يكون المسار الأفضل للجسر المقــتــرح هو على امــتــداد الدائري الخامس مرورا بمحـاذاة جزيرة فيلكا وانتهـاء بالصبية، هذا المسـار سيكون أطول بـالقطـع، إلا انه أقل زمـنا لقـلة الازدحـام على مسـاره، كمـا انه يصل جـزيرة فيلـكا ومشـاريعـها الواعـدة بمدينتي الكويت والصبـية، ولا توجد مـحـاذير بيـئـيـة أو نفطيـة على هذا المسار.

وبودنا أن يتم النظر في تجديد وتحـديث المواصـفـات الخـليـجـيـة للسيارات لضمان وضع محفزات في العـادم تمنع التلوث، وأن يقـتـصـر الوقـود في الكويت على الخـالي من الرصــاص، وأن تخــصص خطوط جانبـية سريعة يقـتصر السيـر بها على البـاصات، وأن يحـد من ظاهرة سـيـارات الراكب الواحـد للبلد، وان تتم مراقبة سـيارات المعاقين كي تتم مـخالفـة من يسيء اسـتـخـدامهـا، ووضع كاميرات فـي سيارات شرطة خفـية تخالف على الفـور من يرمون الأوساخ في الشوارع. . والحديث ذو شجون.

آخر محطة :
ناقشني صـديق عزيز يدعى بوعـزيز فيـما كـتبتـه بالأمس ومما قـلتـــه له: أن عـلى من يـرعى مـصالح إيران أو أي دولـة عربيـة أو إسلامية أخرى عـزيزة على النفوس أن يطلب منـهـا التـعـقل وعـدم الزج بنفـسهـا في حرب جـديدة ضد قـوى التـحالف الدولي، فـقد سـئمت حـتى النخاع شـعوب منطقتنا من إدخالها في حـروب خـاسـرة تأكل الأخـضـر واليابس .

سامي النصف

الرهائن والذكاء المعرفي المتوارث

في عام 1990 احـتجـز القائد «الملهـم» صـدام رهـائن غــربيين وأعلن انه سيوزعهم على المنشآت العسكـرية والحيوية حـتى يمنع قوات التحالف من مهـاجمته، وقد اسـتـغلت تلك الدعـاوى لحـشـد الرأي العام ضد صـدام، والغريب أن قـضـيـة الرهائـن تلك انتـهت بإطلاق ســراحــهم قــبـل بداية الحـرب التي يفــتـرض أن تكون سبب حجزهم منذ البداية.

في الأيـام الأولى للثـــورة الإيرانية احـتجز الطلاب أعضاء السفـارة الأميركـية مما نتج عنه حجز ما يقارب من 11 مليار دولار إيراني في البنوك الأميركية حتى اليـوم، وفـيـمـا بعـد سـبب ذلك الاحــتـجــاز إسقاط الرئيس الأميـركي الإنسان جيـمي كارتر وصـعــود نجم الرئيـس الصلب رونالد ريغان الـذي دعم العراق في حـربه ضــد إيران وخلق في عـهـده تجـمع المحـافظين الجـدد المؤثر.

في منتصف الثمانينيات تم احـتجـاز ركاب طائرة الجـابرية كرهائن للإساءة للكويت ولخلق فتنة بين أبنائها فانقلب السـحر على السـاحـر وتـوحـد الشـعب الكويتي بصـورة غير مـسبـوقة كـمـا ارتفـعت سـمعـة القـيـادة الكويتية الحكيمة لعنان السماء.

قبل أشهر تم احتجاز أسرى إسرائيليين فـي غـزة ولـبنان، قـامت على أثره أعمال عـسكرية دمــرت غــزة ولبنان وقــد أتت الأخبار بالأمس تشـيـر إلى أن الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين الثلاثة مـا زالوا على قيد الحـياة وسـيطلق بالقطع سراحـهم طال الزمن أو قصر خـاصة وقد ضمت إسرائيل خـلال تـلك الأعمال العسكرية أعدادا اكبر من الأسرى والرهائن لمـبـادلتــهم بجـنودها المحتجزين.

بعد عدة تصـريحات نارية ضــد أمـــيــركــا وإسرائيل والهولوكست احتجزت السلطات الإيرانية 15 جنديا بريطانيـا أو أوروبيا بالمصطلح الحديث وبعد أن مــلأت أخبارهم الصــحف وحشدت العواطف ـ والأوروبية على وجه التحديد ـ بشكل مسبق خلف أي عمل عسكري يسـتهدف الشــقــيــقـــة إيران تم إطلاق سـراحهـم، حالهم كـحـال إطلاق ســراح أسرى ورهائن طهــران وبيـروت وبغـداد وغـيـرهم في السـابق ولم ولن يسـأل احـد في مـجـتـمـعـات الطـاعـة المطلقـة والقيادات الملهمة عن مكاسب تلك العملـيات الذكيـة جدا وأهدافها العبثية.

آخر مـحطة:
علينا أن نتعامل بجـدية تامـة مـع سـيناريوهات اليوم التالي لأي أعمال عسكرية قـادمـة في الخلـيج تسـتـهـدف المفـاعل النووي الإيراني اخـذين في الحسبـان الرد الإيراني تجاه تلك الأعمال.

سامي النصف

خياراتنا الصعبة

لا اعرف لماذا نضع بلدنا في خـيارات صـعبـة وغـريبة، واليـك عزيزي القـارئ بعضا من تلك الامثلة:

ـ خـيـار إما السـكوت على تجـاوزات بشـعـة على أملاك الدولة وصلت إلى حـد البناء فوق محولات الكـهرباء وتأجيرها أو عــدم إزالة تلك التــشـوهات إلا بعــد أن تصاحبها إزالة الحدائق الجميلة التي تزين البـيــوت في جـمــيع المناطق السكـنيـة الكويتـية، بمـعنى تعزيز خـيـار إما بقـاء الاثنين أو إزالة الاثنين، بينما الحل الواقعي والمفيـد للوطن يكمن في «إزالة» المخالفات البـشعـة و«تسـوية» أوضاع المخالفات الجميلة عبر وضع مـواصفات فنية وفرض رسوم مالية للدولة عليها.

ـ من المسـلمــات القــول أن القــوانين الوضعية لا يمكن أن تكون ملائمة ومنصفة لكل الحــالات ولجـمــيع البـشــر في كل الأوقات، لـذا اخــتـــرع العــالـم نظام «الاسـتثناء» لكي يتم تـطبيـقه في أضيق الحـدود لـلحـالات الإنسانية الفــريدة المسـتحـقـة له، لكن لدينا مـا أن يتم وضع نص الاسـتــثناء حـتى تتــوسع المطالب والضـغوط لنصـبح بين خـيارين: إما أن يغلق البـاب أمام الجـميع وفيـه ظلم أو أن يفتح الباب للجميـع وفيه ظلم كذلك، حيث يتحول الاستثناء المحدود إلى قاعدة عامة.

ـ ومهما بلغت الكويت من رقي في قطاع الصحـة فستـبقى هناك حاجـة للعلاج في الخـارج، وهو أمر مـعـمـول به حـتى في انجلتـرا وفـرنسا، حـيث تبـعث الحـالات المستـعصـية للولايات المتـحدة، أمـا لدينا فـتدخلت الألعاب السـياسـيـة الخاطئـة والمصــالح الانتـخــابيـة في هـذا القطاع الإنساني الحيـوي، فـأصبح الخـيار إما إرسال من لا يحـتاج للعـلاج للسيـاحة في الخارج أو إغلاق الباب أمـام المحتاجين لمثل ذلك العلاج المتقدم.

ـ وفي مـجال الإعلام، أغلق البـاب لمدة طويلة على خمس إصدارات يومـية عربية، وبدلا من أن يـفــتح البـــاب لإصدار أو اصــدارين جـديدين يـواكـبــان الزيادات السكانية كـحال انجلترا عندما فـتح الباب لإصدار «الاندبندنت»، تم فـتح البـاب على مصراعـيه على قاعدة خيـاري: إما ظلمة أو سـراجين، أي لا تصـاريح على الإطلاق أو« من طق البــاب لقي جــواب»، حـتـى بتنا نخــشـى أن نصل يومـــا إلى إصدارات السفارات والمزايدات التي تحرق الأوطان.

ـ وبقـيت الكويت طويلا لديـها شـركـة طيـران واحـدة كـأغلب الدول الصـغـيـرة تحمـيهـا قوانين النقل التـجاري المتـبادل، وفجأة تحـول الوضع من خيار المنع المطلق إلى الإباحة المصاحـبة لسـياسـة الأجواء المفتوحـة، حتى أصبحت شـركات الطيران الخليـجـيـة العـمـلاقـة تسـتـغل الوضع لعمليات Dumping غير مشروعة تسوق لها لعمليات الفائض والكراسي الزائدة بأسـعار ارخص من الأسعار التي تقدمهـا في بلدانها لنفس المحطـات، وفي ذلـك ليـس إضرارا بـ «الكويتية» فحسب، بل وبأي شركة طيران كـويتيـة أخرى قـائمة أو قـادمة تنشـأ في بلدنا، حـيث سـينافـسـون بميـزانيـاتهم المحـدودة شركـات عـملاقـة مـدعومـة من حكومـات شديدة الـثراء تنتـهج سـياسـة الإغراق لدى سوق النقل الكويتي.

آخر محطة :
العزاء الحار للـزميل نصار الخـمـسان على فـقـيـده الغـالــي، للابن الرحـمة والمغـفـرة ولأهله وذويه الصبـر والسلوان.

سامي النصف

لا أنام

«لا أنام» هو بنظري أجمل فيلم أنتجته السينما العربية، وهو مقتبس من قصة غير عادية للروائي إحسان عبدالقدوس، ومن تمثيل نخبة من كبار الممثلين لم يجتمعوا قط في فيلم غيره، وهم من الرجال يحيى شاهين وعماد حمدي وعمر الشريف، ومن النساء فاتن حمامة ومريم فخر الدين وهند رستم، والفيلم كحال فيلم «كازبلانكا» الأميركي الشهير، لا يمل الإنسان من مشاهدته.

ولا أنام إحدى أهم مشاكل عصر الكهرباء والإضاءة والقلق النفسي، وقد قرأت قبل مدة احد الكتب الصادرة من مستشفى مايو كلينيك الشهير تحت مسمى «لا نوم قليلا بعد الآن» وسأحاول في المقال اختزال معلومات 300 صفحة أتت ضـمنه، إضـافة الى بعض المعـلومات المستقاة من وضعنا المحلي والعربي «السهير» حيث أرى ان الأرق وقلة النوم هما من مسببات قلة الاتقان والانتاجية العربية وظاهرة التقاعد المبكر.

في البدء يجب معرفة ان هناك انواعا مختلفة من الأرق، كما ان هناك اسبابا كثيرة له، لذا فليس هناك برنامج أو علاج واحد لجميع المصابين به، فمن مسببات الأرق الرئيسية القلق والضغط النفسي واضطراب الهرمونات والحساسية واحتقان الأنف، او كرد فعل لأدوية معينة، او التدخين، او تناول الكحوليات، او المنبهات، كما ان الجسد قد يكون سبب الاستيقاظ المتكرر ليلا بسبب مشكلات في التنفس او آلام في القدمين او اليدين.

وهناك كثيرون ممن يشتكون من «الأرق الكاذب» اي انهم في حقيقة الأمر يحصلون في اليوم او الاسبوع على قدر كاف من النوم، الا انهم يظلون في شكوى دائمة من الأرق، كذلك هناك مبالغة في الشعور بعدم القدرة على اداء العمل بسبب قلة النوم، حيث يستطيع الإنسان ان يعمل لساعات طوال دون الحاجة لنوم عميق قبل ادائه لمهامه، وينصح الكتاب بأن يخصص وقت للأرق قبل نصف ساعة من الذهاب الى السرير يلجأ فيه الإنسان لمكان هادئ ثم يكتب على أوراق صغيرة ما يقلقه ويشغل باله وما يقترحه من حلول لكل حالة، وسيكتشف ان أغلب تلك الهواجس قد تبددت سريعا، ولن تصحبه الى الفراش وتحرمه من النوم الهادئ ليلا.

ومن حلول مشاكل الأرق الرياضة الجسدية، حيث اكتشف ان اغلب اصحاب الأرق هم من مدمني الجلوس، كذلك ضرورة الابتعاد ليلا ونهارا عن المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية المستخدمة بكثرة في الديوانيات ومراكز العمل، وقد اكتشفت الدراسة تفاوت تفاعل الناس مع مادة الكفائين فهناك من لا تؤثر بهم وهناك بالمقابل من يختزن جسده اي مادة كـفائين يتناولها في النهار ثم يقوم بإطلاقها في المسـاء فيشعر الإنسان بالنشـاط الليلي والخمول بالنهار الذي يقوم بتعويضه بشرب الشاي والقهوة اللذين يسببان له الأرق ليلا، وهكذا دواليك، كذلك هناك حاجة لتنظيم دورات النوم والاستيقاظ وعدم تغييرها في أيام العطل.

آخر محطة:
تسمح الدول الأوروبية والأميركية ببيع حبوب النوم المتنوعة في الصـيدليات كوسـيلة للتعـامل المؤقت ـ لا الدائم ـ مع الأرق وهو أمر يجب ان تنظر فيه وزارة الصحة الكويتية، كما يوصـي الكـتاب باسـتخدام حبوب «Amitryptiline» المخصصة أساسا لمعالجة الاكتئاب لاستخدامها لتنظيم حالة النوم او على الأقل للحصول على نوم كاف ومريح خصوصا ايام العطل، ونوم سعيد هذه الليلة.. هين!

سامي النصف

حكمة وتعقل

تلقـيت بالأمس كـثيـرا من الاتصالات والمسـجات تثني على موقف وزيـرة التربية من جـلسة القـسم، والحقـيقـة أن ذلك الثناء يجـب أن يمتــد كـــذلك لـنواب إسـلامـيين أفـاضل تـعـاملوا مع الجلســة بكل حكـمـة وتعــقل، واعـتــقـد أن مـصلحــة الكويت تقتـضي من الجمـيع طي صفـحة الماضـي والعــمـل يدا بيـــد مع الوزيرة الفاضلة المختصة لما فيه صالح البلد.

وتلقـيت اتصـالا مطولا من أحـد كــبـار العــاملين في إدارة الطيران المدني حول مقال الأمس، حـيث أوضح ان أجهـزة تفتـيش الحـقائب أحـضـرت من الساحـة الخـــارجـــيـــة لداخل المبـنى لحساسيتـها ولعدم تأخير شنط الركـاب وان من الأفــضل الأخـذ بتوصيات سلطات الطيران المدني الدولية التي تقترح وضع ممرات حــمـراء وخــضــراء للركــاب والاكـتفـاء بتفـتيش عـينات من الركاب لا جميعهم، كما أوضح أن اللجنة التنـفيـذية القـائمـة على أمور المطار قـد أوصت في السابق بحسن اختـيار الموظفين العاملين فيه وضـرورة أن يكونوا قد أتموا دورات تدريبية مختصة، وأضاف أن تعمـيما سيـصدر فيـما يخص الإفـراط أو إســاءة اسـتــخـدام الهواتف النقالة أثناء العمل.

حضرت بالأمس في مسرح مكتبـة عبدالعزيز البابـطين حفلا جميلا للقيـادات العربية الشابة، حـيث اكتـشفنا من قـبل السيـدة المبدعـة مهـا الغنيم رئيسـة فرع تلك المنظمـة في الكويت، أن هناك جهدا طيبا مـبذولا لإعداد كفاءات كويتـية وعربية واعـدة، حيث تم مـؤخرا عـقـد لقاء ضم 100 شـاب كـويتي وعربي في نيـويورك مع 100 من كـبار القـادة الأمـيركـيين ترأســهم الرئيـس السـابـق بيل كلينتون، كمـا أن هناك لقاء قادما لتلك القيـادات مع قادة السيـاسة والاقتصاد في دول شرق آسيا.

وفي هذا السـيـاق أرجـو أن نغمـض جميـعا أعـيننا ونفكر في نوع الجـــيل الذي نود أن يـقــود بلداننا في عام 2050 وما بعده، هل هو المتسلح بعلوم العصر والمتمكن من اللغات الأجنبية الحية والقادر على مواجهة الصـعاب والتحديات والمنافسة؟ أم هو المعـادي لعصره والمختص بعـلوم الســـحـــر والشعـوذة والمليء قلبه بالتطرف وكراهية الآخر؟

الخيـار بيدنا عبر نوع التعليم ومناهـج التعليم التي نقرها هذه الأيام.

آخر مـحطة:
اشتريت قـبل مدة مئـات الكتب من مكتبة الربيـعان ولم أود أن أجـرح شعور الزمـيل والصـديق صالح الشـايجي عبـر إبلاغه بشرائي كـتابه أو مولوده الأول «بلا قناع» والثـاني «نقـاط سوداء» بمائـتين وخمسين فـلسا فـقـط لاغـيـر، وقــراءاتي لآرائه «العروبية» آنذاك، ثم سؤالي قبل أيام للأخ الفاضل سـليمان مـاجد الشـاهين وقـد كان سـفـيـرنا في مصـر عامـذاك عن خلفـيات ردود الراحل مــوسـى صــبــري على الناصري بوناصـر، ما قد يواسي الزمـيل الشايجـي انني اشتـريت كذلك عشرات الكـتب لزملاء كبار صــادرة في عــامي 2005 و2006 بطباعات فـاخرة وجميعـها كذلك بربع دينار.

سامي النصف

قطع المقاطع قول كل خطيب

ما طرحه الخبيـر الدستوري الإسلامي د. محـمد المقاطع علـى صدر الصفـحة الأولى لعـدد الزمـيلة «القـبس» بالأمس أزال اللبس وابعـد الغمـوض وحسـم قضـية «الإلهاء» السـياسـي الجديدة حـول لبس وليس فـقط غطاء رأس الوزيرة التربوية الفاضلة نورية الصبيح وغيرها من الوزيرات في المستقبل.

فقد ذكـر د. المقاطع ان مطلب الضوابط الشرعية ـ الذي أضيف على عجل للقانون ـ أتى محددا بقضايا التـرشيح والانتخاب فقط ولا يشـمل نـواحي الحـيـاة السـيــاسـيـة والبرلمانية الأخرى كالقسم وحضور جلسات مـجلس الأمة، وللمـعلومـة فقـد ترشـحت وانتخبت النسـاء في الكويت رغم تلك الفقرة الختصة بالترشـيح والانتخاب دون حجاب أو نقاب، ولم يطعن احـد بصحة ترشيـحهن والاهم انتخابهن، والا لتمت إعادة الانتخابات في اغلب الدوائـر على مـعطى نشــر صـور بعض الناخبات غير المتحجبات.

شكوى مريرة من رجـال جمارك المطار من أمرين، اولهمـا وضع مكائن الأشعة في الصالة أمام المسافرين ممـا يحد من قيـامهم بواجباتهم، حيث من الأفضل ـ حسب قولهم ـ أن يكون التفتيش فـي الخارج عند كل مخرج للشنط منعـا للازدحام والتـذمر، الثـاني هو تصـرفـات بعض الركـاب الكـويتـيين الذين يعـترضـون على تفـتـيش شنطهم في وقت يعلم الجميع أنهم يقبلون بمثل ذلك التفتيش وأكثر منه في البلدان التي يقدمون منها.

مطار الكويت هو الواجـهة الأولى التي تسـتقـبل الزائر للكويت، كمـا انها الانطـباع الأخير له عن البلد، لذا نرجو القـيام بعمليات تدريب وعلاقات عامـة لجميع موظفي المطار من جوازات وامن وجمارك ومـوظفي شركات الطيـران المختلفة وسـائقي التكاسي حـول الأسلوب الامثـل للتعامل مع الزائـرين، كذلك الحد من ظاهرة الاسـتخدام المفـرط للهواتف النقالة، مما يحـد من قدرة بعض رجال الامن على التركيز والقيام بعملهم الأمني على أكمل وجه، إضافة إلى ما في تلك الظاهرة الفريدة

التي يخـتص بهـا رجـال ونسـاء مطارنا من دلالة سيئة توحي بالتـسيب والإهمال وعدم الانضبـاط. للمعلومة لا يسـمح للعاملين في مطارات الدول المتـقدمة باسـتخـدام الهواتف النقالة.

حـتى لا تذهب عملـية ابادة 5¸1 مليـون طائر سدى، يجب ابادة جميع الطيور الأخرى في الكويت للتعـجيل بالقضاء علـى فيروس انفلونزا الطـيور القـاتل، وكي تـعلن الكويت سـريعـا بلدا خـالـيـا من الوباء، ودون ذلك سنسمع بعد فترة قـصيرة بظهور الفيروس في منطقة أخرى، ومع التعامل معه يظهر في منطقة ثالثـة ثم يعود الفـيروس إلى المناطق التـي أعلن خلـوها من الـوباء، ومن ثم يـتم إحضار ملايين الصـيصـان للبدء من جـديد وهكذا، وإعلان الدولة تعــويض مــزارع الدواجن خطوة ممتـازة للتعـامل الجدي مع ذلك الوباء القاتل.

المأسـاة الإنسانية للطفلة الصـغيـرة التـي ولدت طفـلة تحـــتـــاج لـلنظـر في التـشـريعـات القـائمة وضـرورة السـمـاح بعمليات الاجهاض لعمليات الاغتصاب حتى لا تلد الضـحيـة من يذكـرها دائما بالجـاني وبالفاجـعة، ولا اعتـقد أن بالامكان القـضاء على داء الاغتصـاب عبر التشدد فيـما تنشره الصحف والمجـلات من صور للنسـاء لوجود الفضـائيات والانتـرنت والغريزة الجنسـية الجامحـة لدى بعض الرجال، ولم اسمع ببلد إسلامي، حتى الأكثر تشـددا، يخلو من تلك الجرائم الدنيئة.

آخـــر مــحـطة:
لدي زوجـة وابنـة وهمـا متـحجبـتان، لذا لست ضد الحـجاب إلا أنني بالقطع ضـد فـرضه بالقـوة، كـما أنني ضـد نزعـه بالقـوة كـمـا يحـدث في بعض الدول الأجنبية، لذا أعجب من تناقض من يتـباكى على نزعه هناك ويحاول فرضه هنا.

ولا أعلم كيف اختزلت الضوابط الشرعية كمـا يفهمـونها في غطاء الرأس وليس كـافة الملبس طوال الوقت وليس فـقط إبان القـسم الدستوري. . وعجبي؟!

سامي النصف

المهم ما في الرأس لا ما فوقه

ليس مهما على الإطلاق ما تضعه الوزيرة الفـاضلة نورية الصبـيح على رأسهـا، القضيـة الحقـيقيـة هي ما في رأس الوزيرة أم عـادل من خطط وأفكار وتصـورات للارتقاء بالتـعليم الذي هو الاسـتـثـمـار الامـثل للأمم، ولا شك أن الوزيرة الفـاضلة، وهي اختـيار مـوفق جدا، قادرة على القيام بـالقفزة النوعية التي تجعلنا نشعر بأن ابناء الكويت في أيدي أمينة. . أو أيدي نورية!

في كل البلدان وضـمن كل القـوى والتكتـلات السـياسـيـة هناك العقـلاء والحكماء ـ كثر الله من أمثالهم ـ وهناك كذلك التوافه والمتـطرفون والمتشددون، لذا نرجــو ألا يشــغلنا الآخــرون عن الاستماع للأولين ومن ثم نترك «لتوافه الأمة» خلق أجندات الحـكومة والمجلس والمجتمع، فنشغل بالقشور عن القضايا التنموية الكبرى كحلم التحول بالكويت إلى مركـز مالي عالمي يغنـينا عن عوائد النفط الناضبة مع كل دقيقة تمر.

رفض الـوزير الـفــــاضـل بدر الحـميـضي مقـترح إسقاط القـروض بشكله الأول، ولولا ذلك الموقف الشجاع الذي مثل فـيه بومـشاري رأى القـيادة السياسـية والعقلاء في البلد مـن جميع التـوجهـات السـياسـيـة لتسـبب ذلك المقترح «الاكتع» بخـسارة المال العام ما يفـوق 12 مليار دينار (40 مليـار دولار) كانت ستذهب هبـاء لتسديد المديونيات الصعبـة واسقاط قروض كبـار التجار والمقــاولـين، ومن ثم تصـــبح المولات والأسواق والمجمعات السكنيـة وما تم استـيراده من مواد كمـالية كالسـيارات والالكترونيات ملكا خـالصا لمن اقترض عشرات ومئات ملايين الدنانير لمثل تلك الأمور، كمـا تسبب ذلك الموقف العـاقل والحازم في تغييـر القانون بعد طرحه، مما يعنـي الإقرار الصـريح بخـطئـه، وبدلا من نسيان ذلك المقترح المصيبة أو الكارثة نرى من يحـاول جاهدا أعادته للأضواء. . وعجبي!

وإذا كـان هناك عـضو واحـد يود الاسـتفـادة من طرح ذلك المقـترح فـإن المتضرر الأكبر هو بقـية الأعضاء، حيث خلق فـي الســابق إشكالات عــدة في التكتل الإسلامي ولدى التكتل الوطني، كما خلق انشـقاقا كبيـرا في كتلة العمل الشعبي أدت إلى التـهجم على احد ابرز قياداته، لذا نتسـاءل وبحق: ما الحكمة من إعادة طرح ذلك الموضـوع أو إشغال البلد باسـتجواب يـضر أكثـر مما ينفع ويشـغل البلد عن خططه المسـتـقبليـة والأوضاع الحرجـة المحيطة بالمنطقة؟ أم أن المبــدأ الطاغـي هو «أنا وبعــدي الطوفان» أو السير على نهج جحا الذي كذب وصدق كذبته؟

تظهر استطلاعات الرأي، كما نشر على احد المنتديات، أن هـيلاري كلينتون في طريـقـهــا لـلتــرشح عن الحــزب الديموقراطي، وهو الحزب المرجح فوزه في الانتخـابات الاميركيـة المقبلة، أي أن أقوى دولة فـي التـاريخ سـتــصـبح رئيستها والقائدة الأعلى لقواتها المسلحة امـرأة، ومع ذلك مـازال لديـنا من توافـه الامة من يرى ضرورة التـعامل مع المرأة بطريقـة القسـر والقوة والفـوقيـة، وما عليـه إلا أن يأمر فـتأتمر المرأة له، سـواء كانت خفيرة أو وزيرة. . هزلت!

ونخـتم بهـذه الحكاية الطريفـة:
كـانت هيـلاري في سـفـر مع زوجـهـا الرئيس بيل كلينتـون عندما توقـفا في محطة للتزود بالوقود، فقالت هيلاري: سأنزل لأسلـم على عامل الوقـود كونه زميـلا سابقـا لي في الكليـة، واذكر انه كـان يود الزواج بي.

علق بيل ساخـرا: لو تزوجـتـه لكـنت الآن زوجـة عـامل مـحطة وقـود.

ردت هـيـلاري بجـدية واضـحـة: لو تزوجـتـه لصـنعت منه بالقطع رئيسا للولايات المتحدة.