سامي النصف

آراء وعرض مبهر بالصحراء

في الجلسة الأولى لنادي دبي للصحـافة، ذكر رئيس اتحاد الصـحافـيين العرب صـلاح الدين حـافظ أن إشكالية الصـحافـة العربية الأولى هي في نقص الحريات والزج بالصحافيين العرب في السجـون، وأيده في ذلك المحاضـر الثاني رفـيق خوري الذي قال انه سجن 5 مرات في السابق.

كانت مداخلتي بعكس مـا ذكره الإخوان، حيث رأيت أن هذه أقوال موروثة مرسلة من عهود الخمـسينيات والستينيات، بينما يشهد الواقع الإعلامي المعيش الممـتد من المغرب حتى بغداد مرورا بمصـر وجـود مـا هو اقـرب لفـائض في الحـريات، وان الإشكال الحقيقي هو في كيفيـة التعامل المسؤول مع تلك الحريات حتى لا تستغل، بجهل أو بعلم، لإشعال النيران في الأوطان كما حدث في لبنان إبان السبعينيات.

وفي هذا السيـاق، تفخر قيـادات العالم اجمع بإنجـازاتها المحققة في مراكـز الحكم أو في الأماكن التي سبقت ذلك في وقت تسلم فـيـه سـدة الحكم في عـواصم الحضـارة العـربيـة إبان الخمسينيات حتى السبعينيات وما بعد ذلك، قادة ثوريون كان أهم مـا يفـخرون به للأسـف أنهم دخلوا السـجون، مـا جـعلهم يفتـحونها فـي عهودهم الميـمونة على مصـاريعهـا، كي يذيقوا الأبرياء ما ذاقـوه، لذا رجوت من الزميل رفيق خـوري ألا يجعل دخول السـجن في بلد دستوري كلبنان أمرا يفتخر به، خـاصة انه لم يوضح للحـضـور تفاصـيل القضـايا التي دخل السـجن بسببها.

في جلســة «الإعـلان وتأثيـره على الصــحـافـة» وضع المحاضرون سـقفا ملائكيـا ل‍علام، فقد طالبـوا الحكومات التي تستـمر أو تقال بسـبب ما يكتب في الإعلام، بألا تتدخل به، ثم ألحـقوا ذلك بالطلـب من المعلنين جمـيـعا أن يصـبـحوا كـذلك ملائكة، فـيدفعـوا الأموال وهم صاغرون، مـتناسين حقيـقة انه حتى اعـرق واكبر الحكومات الغـربية والشرقيـة تؤثر وتتأثر بالصـحافة، كـما أن للشـركات الإعلانية الرئيـسيـة في بعض الأحيان مطالب لا يمكن حـتى للصـحف الغـربيـة الكبـرى أن تتجاهلها.

قالت جوديث كـيبر أن المسلمين مقصرون إعلاميا لأنهم لم يوصلوا رسـالتهم للـشعب الامـيركي، وكـان تعليـقي عليهـا أن الامـريكان وهم سادة الإعلام والإعلان في العالـم فشلوا حـتى النخاع في إيصال مواقفهم الايجـابية وما يقومون بـه من جهود لتعزيز الحريات والديموقراطيـات وحقوق النساء والأقليات في العـالم للشعـوب المختلفة، وهو أمر يسيء لهم ولمن يحـاول أن يكون عقلانيا وموضوعيا تجاههم.

آخر محطة :
لم أشاهد في حياتي عرضـا أكثر إبهارا وجمالا من العرض العالمي المقام في منتجع «صحراء» في دبي لاند .

سامي النصف

مثلث الإرهاب

العـزاء الحار لآل قـبـازرد الكرام بوفـاة فقـيد الكـويت المرحوم مـحمـود قبازرد والد الشـهيد احمـد قبازرد ولآل اللهو والبحر الكرام بوفاة فقيدة الكويت المرحـومـة لولوة اللهـو والدة الشـهيـد فـيـصل البـحـر، للفـقـيـدين الرحـمـة والمغـفـرة، داعين الـبـاري عـز وجل أن يجمـعهما بابنيـهما الشهـيدين في جنة الخلد، ولـلكويت قــاطـبــة الصــبــر والسلوان.

أثلج صـــدورنا الإنجاز الرائع لرجـــال الأمن في المملـكة العــربـيــة السعـودية الذين أحبطوا أعمال الفـئة الضالـة التي انتوت الإفساد في الأرض المقـدسة والإضرار كـعادتهـا بالأبرياء والآمنين عـبـر التفـجـيـرات والأعمال الإرهابية التي لا تميــز بين الناس.

إن اسـتقـرار الخليج عمل واحـد لا يتجـزأ، ومن يبـتدئ بالإخلال بالأمن في إحدى دوله فسـينتهي سـريعا بالإخلال بأمن دوله الأخرى.

بثت وكالات الأنباء أمس صورا من اليـمن الشقـيق تظهر احـد محـلات بيع السلاح وقـد امتلأ بأصناف الرشـاشات والقـاذفـات التي لا عــلاقـة لهـا بالأمن الشخصـي حالها كحال صـور بثت قبل ذلك لوضع مشـابه في العراق، وواضح أن تلك الأسلحة الـتي تباع جهـارا نهارا يمكن لهــا أن تهـرب وتـسـتـخــدم في العمليات الإرهابية التي تستهدف دول الخليج، لـذا نرجـو من وزراء داخلـيـة دول مجلس التـعاون البحث في كيـفية إيقاف سيل الأسلحة غير المشروعة التي تصل دولنا من الشمال والجنوب وباقي الاتجـاهات لحـقيـقـة أنه لا إرهاب دون أسلحة ومتفجرات.

الضلع الآخــر اللازم للإرهاب هو التـحـريض ونشـر الكراهيـة، لذا يجب إصدار تشـريعـات خليـجـيـة رادعـة ومشـددة تمنع وتحرم وتجرم عـمليات إشاعة الكراهـيــة ضــد الآخــر في مجتمعاتنا، سـواء كان التحريض قائما ضـد دين أو طائفــة أو عـرق أو توجـه سـيـاسي، فـجـمـيع مـراحل الحـروب والدمار والاحـتراق في المجتمعات تمر عـبر التـأجـيج والتحـريض المتـواصل حتى تصل المجتمعات المستهدفة لدرجة الغليان، ولا يتبـقى إلا عود الثقاب الذي يتـمـثل عـادة بحـادثـة أمنية مـعـينة كتـفجـير مرقـد الإمامين في سـامراء أو باص عين الرمــانة في لبنان أو حــتى خطف وقتل «الزيـادين» في بيروت هذه الأيام.

الضلع الثـالث للإرهاب والإخلال الأمني الهادف لتدميـر المجتمعات الآمنة هو الموارد المالية «غيـر المنضبطة» التي لا غنى عنهـا لـتـجنيـد الأتباع وشـراء السلاح والسيارات والمتفجرات وتأجير المساكن واسـتخدام الوسائط الإعلامية المختلفة لبث التحريض والكراهية، ففي أفغانستان ولبنان كـانت المخدرات والموانئ غـيـر المرخصـة المصـدر الأول لشراء الأسلحة وإشعال الحروب، وفي العراق توفر حقـول النفط الخارجة عن السيطرة هذه الأيام مثل تلك الموارد.

إن علينا دعـم الجـهـود الدوليـة الهـادفـة للرقابة عـلى الأموال المتحـركة بجـميع أشكالها ودون اسـتـثناء حـتى «لا تقع الفـاس بالراس» ويسـيـل الدم ثم نندم عندما لا ينفع الندم.

سعيد محمد سعيد

الهجوم بيد من حديد… يا الحبيب!

 

على طاري «الضرب بيد من حديد»… هل يمكن تخيل الألم الذي يمكن أن يجعلنا «نتعفرت» من الوجع لو – لا قدر الله – ضربنا أحد يملك يدا حديدا على يدنا أو على كتفنا أو جاء «سطار» مباغت من تلك اليد على أحد الساطرين الأيمن أو الأيسر، أو حتى «مشع شعرنا» بها؟ وهل نستطيع تقييم مدى البشاعة في مثل هذه العبارة التي تستخدمها كثيرا دول عربية وإسلامية وغيرها لتحذير شعوبها من العقاب سوء العاقبة (في حين أنها لا تنبس ببنت كلمة في وجه أعدائها وأسيادها الذين يهددون استقلالها)؟ هل يعقل أن يكون مثل هذا الخطاب الحديدي الناري شكلا من أشكال الممارسة الديكتاتورية المغلفة بالديمقراطية؟

في ظني، أن هذا المصطلح سيدفن في غضون سنوات قليلة في كل المجتمعات… حتى الديكتاتورية منها؟ لكن ما لنا وما لهم، دعونا نتحدث في همنا نحن يا جماعة، وبعد ذلك يحل مشكلة اليد الحديد ألف حلال؟!

هذه المقدمة، أريد منها الإشارة الى العتاب واللوم والهجوم القوي الحديدي تارة، والمهادن تارة أخرى… والصراخ الرفيعة حناجره تارة، والخفيضة تارة أخرى، على ما طرحه الكثير من الكتاب، ونحن منهم، بشأن الاضطرابات الأخيرة والمواجهات التي كان لها العنف شعارا والتخريب والحرائق والتحريض محركا، حتى أن البعض اتهمنا بأوصاف وكلمات لا يمكن قبولها، ونحن في الحقيقة، نلتمس العذر لكل الإخوة والأخوات الذين اتصلوا متفاعلين وراغبين في تقديم وجهة نظر في شأن الحوادث.

وللأمانة، وعلى رغم أن الأحبة يحملون مسئولية استمرار وتصاعد العنف للطرفين المتقابلين في الميدان، إلا أن هناك اتفاقا أيضا على أن الأخطاء يجب أن تخضع للتشريح… فمن جهة، لا يمكن أن يتلكأ الناشطون وأصحاب الأصوات المؤثرة ومنهم العلماء الأفاضل، ويغيبوا عن الساحة لتوجيه الشباب وإعادة إرسال ما نهوا عنه من أعمال عنف وحرائق، كما يجب على الدولة أن تتحدث بلسان المواطنة والحقوق للجميع، كما هو شأن الواجبات على الجميع.

ولسنا نختلف مع هذا الطرح، ولكن لابد من التذكير بأننا وقفنا ولانزال متمسكين بموقفنا الداعم للمسيرات والمطالبات والاعتصامات السلمية التي تحظى بالتغطية الإعلامية والمتابعة والدعم من خلال المقالات والأعمدة، بيد أنه من الصعب أن نرى البلد تحترق ولا نعرف أصلا من هؤلاء المجهولين/ الملثمين/ المخربين/ الفاسدين/ المغررين… والقائمة تطول، لكن الذي نعرفه جيدا أنه ليس في الصالح العام إعلان الفرح بحريق هنا واسطوانة غاز تنفجر هناك… وهذا الشباب موجه إلى الشباب! كما أننا، نعرف جيدا أيضا، أن على الدولة أن تبادر، وكما أوصى عاهل البلاد بالشباب، فإن الرسالة الواضحة المرسلة إلى جميع المسئولين هي: انظروا إلى كل المجتمع…

فهل من نظرة حقيقية يا مسئولينا الأعزاء؟

سامي النصف

نطق سموه باسم أهل الكويت

ما قام به صـاحب السمو الأميـر، حفظه الله، من إطفاء نار فتنة أخرى عبر لقائه نواب الكتل المختلفة ثم جمعهم في دار سلوى وإصرار سموه على إزالة أي جفوة بين النواب ثم طلبه إعطاء الحكومة سنة حتى تعمـل ثم محاسبتها بعد ذلك لا قبله، هو عمل خير ونطق سام اختزل به سموه ما يجول في خواطر أهل الكويت جميعا.

وضمن ضمان مستقبل أجيال الكويت القادمة كان طلب سموه من النواب أن يفكروا بالغد عبر الحد من الطلبات المالية التي تتجاوز كلفتها 4 مليارات دينار في وقت ستتعرض فيه الميزانية العامـة للدولة، التي يعتمد عليها أهل الكويت جميعا في معيشتـهم، لعجوزات مالية ضخمة متى مـا انخفض سعر النفط عن 46 دولارا للبرميل، وهو أمر محتمل جدا في المقبل من الأيام.

وقد نطق سمـوه كذلك باسم أهل الكويت جميعـا وهو يدعو النواب الأفاضل لإبداء آرائهم بحرية تامة حـول مشاريع ومقتـرحات وقوانين الحكومة لتنقيـحها وتعديلها بما يخدم المصلحة العامة بدلا من الوقوف أمامها وتعطيلها، فقد بات من المحزن جدا أن يشار في الخليج والمنطقة العربـية لتجربتنا الديموقراطية الرائدة وكأنها ما يعرقل قضـايا التنمية والتطور في البلد في وقت تسابق به الدول الزمن للحاق بقطار العصر وضمان مستقبل آمن لأجيالها المستقبلية.

وقد رد النواب الأفاضل التحيـة بمثلها عـبر ثنائهم على لقـاءاتهم بصاحب السمو الأمـير، والواجب أن تبدأ سريعـا ترجمة ذلك الشكر إلى عمل فـاعل يشهده ويرقـبه الجـميع بالداخل والخـارج عبـر تقـديم المشاريع الاسـتراتيـجيـة التي اقترحتها الحكومة لمناقشتـها وإبداء الملاحظات عليها تمهيدا لإقرارها والعمل بها، ودون ذلك فلن يرحم التاريخ من جعل أو سيـجعل المواطن الكويتي ينفث الزفرات الساخنة حـسرة على بلده ومـا يجري به كلمـا شاهد إنجازا بـاهرا لدى الآخرين، تعزيزا للمقولة السائدة هذه الأيام «حسافة عليچ يا كويت».

ومما نحتـاجه بصـورة ملحة خارطة طريق جـديدة لمثلث علاقـة الحكومة والنائب والناخب بعيدة كل البعد عن الخـارطة القديمة التي ثبت أنها احد أسباب المشاكل التي تعـرقل عمليات التنمـية في البلد، فمن ناحـية الحكومة عليـها وهي تضع برامجـها ومشـاريعها الواقـعية الطـموحة أن تعـمد جاهدة لدعم عـمليات تسويق تلك المشـاريع التي تهدف في النهاية لطمـأنة المواطن حول مصيـر موارد الدولة وخلق روح تفاؤلية لديه حول مستقبل الكويت.

كما أن على النائب أن يسـاهم بترشيد توجه الناخب للمزيد مـن الموضوعية في الطرح والاعتدال والعقلانية في المطالب بدلا من ثقـافة التثوير وتسويد الدنيا أمامه، التي تدفع المواطن للاعـتقـاد أن البلد «رايحة فـيهـا» وان جميع المـشاريع التنموية غير صـالحة وجميع المسؤولين فاسدون، فالدنيا والـكويت معها مازالت بألف خير.

وعلينا كناخـبين ومواطنين ضـمن الثـقافـة الجديدة المحـافظة على كرامـة النواب الأفاضل وإعطاؤهم، خـاصة الجـدد منهم، فرصـة العـمل ـ كحـال إعطاء النواب الحكومـة فرصـة العمل ـ لا أن يطلب منـهم التواجـد كل ليلة في الدواوين محاسبتهم، أو مـصاحبتهم كل صباح في جولة على المسـؤولين لتحقيق مطالب لا تقبل بهـا القوانين أو مبـادئ الدولة الحديثة الـتي تحكم إداراتها القوانين المرعـية التي تضمن لكل صاحب حق حقه.

سعيد محمد سعيد

رأس الرفاع وقلب السنابس!

 

هل تذكرون قائدا افغانيا – كان يا ما كان – اسمه «قلب الدين حكمتيار»!

لاشك في أن الكثيرين منا يتذكرونه، ويتذكر بعضنا أن هناك من أطلق عليه عبارة «قلب الدين وحكم الديار» في إشارة إلى قدرة الرجل على اللعب بالسياسة والدين والمال والمخدرات والعلاقات السرية والجهرية… ولدينا من «حكمتيار» نماذج على ما يبدو، ليست تعشق إلا السير عكس إرادة القيادة والشعب!

وإلا، ما الذي يدفع فضيلة الشيخ الجليل النائب المحترم المبجل، سعادة النائب جاسم السعيدي لأن يتجه، وفي وقت حرج، إلى استخدام عبارات وصور كلامية توغر الصدور وتشعل نار الغضب! ما الذي يدفعه إلى تقديم مداخلات لا تمت للمسئولية بصلة ولا تعرف للوطنية وصفا ولا لدرء المفاسد طرفا؟

إن المقارنة المشوبة بالطائفية، التي طرحها النائب جاسم السعيدي بين الرفاع والسنابس، وتهديده «المسرحي» بأنه سيحول الرفاع إلى سنابس أخرى، يضع الرفاع «وهي الرأس والفخر والرمز» في موضع لا يليق بها، ويهين السنابس «وهي القلب والطيبة والفضل» إهانة لا يقبلها إلا الوضيع السفيه!

ويبدو أن السعيدي، كان نائما طوال الأسبوع الماضي إذ بذل وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة جهدا كريما من خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف اليومية للعمل على علاج الاضطراب الأمني الذي يشهده الشارع بين الفينة والأخرى، كان من أكبر ثماره أن عاهل البلاد أصدر توجيهاته الكريمة للعمل على رعاية مصالح الشباب وتحريك المحافظات للقاء الأهالي والوجهاء والشخصيات.

يأتي كلام السعيدي في الوقت الذي قدم فيه أهالي السنابس نموذجا طيبا بدخولهم في خط جديد وهو عدم قبول أية عملية جر قسرية للعنف في القرية، وكذلك قدم أهالي أبوصيبع والبلاد القديم وبعض قرى المنطقة الغربية.

وفي الوقت الذي نسعى بوصفنا صحافة وناشطين ومواطنين للامتثال بما اتفق عليه من خلال لقائي وزير الداخلية، ويتحرك المسئولون في المحافظات وكذلك النواب والوجهاء لاحتواء الظرف وإخماد النار، نجد نائبا محترما يحاول إشعال الحريق من جديد، ويجب ألا نستهين بالأمر، لأن التصريحات والكلام الاستفزازي يأتي بعواقب وخيمة شديدة الأثر.

وإذا كنا متفقين على أن هناك من يحرض على العنف ويدفع الشباب إلى أتون النار… فهناك من يدفع إلى مزيد من العنف من خلال التصريحات والكلام اللامسئول وخصوصا إذا كان نائبا للشعب… فالمحرضان كلاهما يستحق العقاب بناء على ذلك!

مفرح هو كلام رئيس مجلس الشورى علي الصالح في شأن الطائفية، ولكنه مخيف في الوقت ذاته! فإذا قلنا إنها ستنتهي قريبا فهذا يعني أنها «موجودة» ونحن الذي نكرنا وجودها سنين طويلة، وإذا توقعنا القضاء عليها قريبا، فهذا ممكن، لأنها ليست فطرة نما عليها شعب البحرين، وإنما هي سلوك تآمري متجدد… لكن النتيجة هي: نريد أن ننجح في محاربة الطائفية من خلال تقديم كل طائفي إلى المحاكمة، فلن نحاربها بالتصريحات والكلام المعسول.

سامي النصف

اتصال وتواصل

وصلتني مكالمة حزينة من إحـدى ساكنات المبنى الذي تعـرض للحريق في مـدينة الجـهراء أخـيرا، والتـي فقـدت أربعـة أطفـال أقارب لهـا، وكانت المتحدثة شاهدة عيان على ما جرى، حيث اشـتكت من تأخر الرد عـلى الاتصالات ثم تأخـر الوصـول بحجـة عدم مـعرفـة العنوان، ثم عطل سلم المطافئ، كمـا أن سيارة الإسعاف المصـاحبة لم يكن فـيـها أكـسـجين أو مـا يكفي منه لإنقـاذ الأطفال، كما افتقـد رجال الإطفاء المعدات اللازمة كالمطرقة والدرنفيس لفتح الأبواب ما جعل ابنها ذا الـ 18 ربيعـا يوفر تلك المعدات لرجـال الإطفاء بل ويقوم هو بـاقتحـام النيران لإنقـاذ المصابين بعد تردد البعض منهم كما أتى في رواية السيدة الفاضلة.

مرة أخرى نكرر مـا كتبناه سابقـا بعد حريق الدوحة، من ضرورة وضع أرقـام أخرى مثل 888 و666 للطوارئ المختلفة وضرورة ان يـخزن كل مواطن ومقيم في هاتفه النقـال أرقام أقرب مراكز إطفاء وإسعاف ومستشفيات. . الخ، كونها الفارق بين الحيـاة والموت وحتى لا يضطر لـلاتصال بـ 777 الذي ما أن تتـعطل سيارة في أحـد الشوارع الرئيسـية حتى تصله مئـات المكالمات عنها مما لا يمكنه من التفرغ للطوارئ الحقـيقية، كذلك هناك ضرورة ملحة ونحن على أبواب حرب جديدة في المنطقـة، وقـانا الله شـرورها، لإحضار فـرق أجنبية لتدريب رجال الإطفاء والإسعاف لدينا ثم وضع برامج تدريب جادة، دورية ومستمرة لتلك المرافق الهامة.

الأخ الكريم سـامي عـبـداللطـيف النصف، الموضوع شكر وعـرفان لكم شـخصيـا ولقلمكم، قلم الحق والأخلاق الذي سطر عبـر مقاله الكريم في جريدة «الأنباء» موضوع الشهادات الدراسية للكباتن البحريين، وكنت الصـحافي الوحيد دون غـيره الذي كـتب مدافـعـا عنا وقد قـال القضـاء الكويتي العظيم كلمته الفاصلة فيما ارتكب بحق 120 موظفـا كويتيـا من أبناء الوطن الدارسين في الأكــاديميــة العــربيـة لـلنقل البــحــري في الإسكندرية، لقـد كنت سبـاقـا في إنصافنا قـبل القـضاء الكويتي وليس هـذا غريبـا عليك وعلى أسرتك الكريمة، فهذه أخلاقكم وتربيتكم والبيئة الصالحـة التي نشأتم بـها، إن المعادن تظـهر في الأزمات ويتـلألأ بريقها، ولا عـجب فتلك صـفات أهل الكويت وأخلاقهم منذ القدم.

مرفق مع رسـالة «الأنباء» والإخوة خريجي الأكـاديميـة العـربيـة رسـالة لوزيرة التـربيـة سنوصلها لمكتبها ونتابعها إن شاء الله.

الأسـتـاذ المحترم سـامي عـبـداللطيف النصف، أود في البـداية بيان إعـجابي الشـديد بمقـالاتك الممـيزة التي تظهـر نبض الشـارعين الكويتي والـعـربي وتعـبـر بمصــداقـيـة عن الأوضاع في مـختلف المجالات، كـما أود أن أبين لحضرتكم من جـانب آخر اقتراحا رأيتـه مطبقا في الدول الأخـرى لتقليل الحـوادث ومخـالفات تجـاوز الإشارة الضـوئيـة الخطرة وهو وضع لوحـة زمنيـة تبدأ بالعـد التنازلي لمـوعد فـتح وإغلاق الإشــارة المرورية حـتى يمـكن تلافي حـوادث تجــاوز الإشـارات مما يحــفظ أرواح البشر وموارد الدولة.

عبدالعزيز حاجية

[email protected]

اقتـراح وجيـه ومفـيد مـعمـول به في الدول الأخـرى وحـان وقت مشـاهدته قـرب إشاراتنا الضوئيـة لعل وعسى يخفف من أرقـام حوادثنا ومخالفاتنا الرهيبة.

الأستاذ ، تحية طيبة أعطرها لشخـصك الكريم لما عهدناه فـيك من جرأة الطرح والثبات على الموقف، بكل اختصار سيدي الكريم أنا أحـد العـاملين في الحـقل الإعـلامي من فـئـة البـدون ولي أخ مـصـاب بمرض الفـشل الكلوي ويتطلب الغسيل ثلاث مـرات كل أسبوع وأنا أنام معه في الغرفة وفجـرا استيقظ على صوت أنينه من الألم ولا أعـرف مـاذا أفـعل ومـرضـه يتطلب زراعـة الكلى التي تكلف 7 آلاف دينار ولا أعـرف كيف أدبر أموري وليس لي أحـد يوجهني فأردت أن أستشيرك بالموضوع.

[email protected]

مأساة إنسـانية حقيـقية تحتـاج من أصحاب القلوب الرحيـمة والباحـثين عن الشكر في الدنيا والأجـر في الآخـرة الإسـراع بفـك كـربة المرسل وإظهار أن الدنيا مازالت بخير.

سامي النصف

جوائز نادي دبي للصحافة

أحـضـر اليـوم حفل افـتـتـاح أنشطة نادي دبـي للصـحـافـة الذي يرعاه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتـوم، نائب رئيـس الدولة ورئيس مــجلس الوزراء حــاكـم دبي، تحت شعار «تنميـة الموارد البشرية خطوة أســاسـيــة لتطويـر المؤسـســات الإعـلامـية» ويلاحظ هـنا التركـيـز الواعي علـى الاهتـمــام بالعنصــر البـشـري الذي يعـتـبـر الرقم الأهم والأصعب في أي عملية تنموية سواء في مجال الإعلام أو خارجه.

ويتزامن بدء الأنشطة اليوم مع حـدثين إعـلامـيـين بارزين آخـرين، أولهـما اسـتضـافـة دبي للجمـعيـة العمـومية لاتحـاد نوادي الصحـافة العــالمي، التي تهــدف لنشـر قــيم وأخلاقيات المهنة بـين الصحافـيين، والثاني هو صدور تقرير شامل حول التطورات الحالية في الإعلام العربي بعد دراسة أوضاع الصحافة العربية في ست دول هي الإمارات، الكويت، لبنان، الأردن، مـصـر والمغـرب عبـر جهـد مشترك بدأ منذ أشـهر بين نادي دبي للصـحافـة ومؤسسـة «برايس ووترهاوس» الإعلامية الشهيرة.

وكانت منى المري رئيـسة نادي دبي للصحـافة قد كشـفت أن المنتدى سيعتمـد في دورته الخامسة وللمرة الأولى مـنذ انطـلاقـــه عـــام 2000 دراسات وأبحـاثا تطبيقـية معمـقة، تحـدد مكـامن القـوة والضــعف في مسـيرة الإعـلام العربي بشكـل عام، بهـدف وضع استـراتيجـية مـتكاملة لتطـوير الكفــاءات والمؤســســات الإعلامـية العـربية عبـر الاستـفادة المبـاشــرة من الخـبـرات العــالميـة المتوافرة في هذا المجال.

ومن المواضــيع العـامــة التي سيـبحثـها المؤتمر نشوء المؤسـسات الإعـلامـيـة الجـديدة وتأثيـرها على صناعة الإعلام سلبـا أو إيجابا، والتي يشــارك بهـا د. ســعـد بن طـفلة من الكويت وأسـامــة سـرايا من مـصـر وحبيب الصدر من العراق، وستتلوها جلسـة أخـرى عن تـأثيـر الإعـلانات التجارية على المضمون وتأثير التطور التـقني على الإعلام وكـيفـية إيصـال الرسـالة الإعـلامـيـة إلى الثـقـافـات الأخرى وحقوق ومـزايا الإعلاميين في المنطقة العربيـة وكذلك ظاهرة تحول الإعــلامــيين من الصــحــافــة الى الفضائيات ومواقع التدريب والتطوير في سلم أولويات الإعلام العربي.

وضمن مشـاركة غير مسـبوقة جـاوزت 2593 مشـاركة للفـوز بـ 12 جـائزة مخـتلفـة يمنحهـا نادي دبي للصـحافـة والتي تبلغ 15 ألف دولار لكل منـهـا ـ عـدا جــائزة العــمـود الصـحافي التـي خصص لهـا 20 ألف دولار ـ أتت كثـير من مشـاركات هذا العـام من إعلامـيي مصـر والإمارات وسيتم في الغـد الإعلان عن الفائزين بتلك الجـوائز ليبـدأ فور إطفاء حفل الختام جهد مضن يصل الليل بالنهار للإعداد لحفل العام المقبل.

آخـر محطة: أشـارك هذا العـام كـحـال الأعـوام الماضـيــة بأنشطة المنتدى الذي يقارب الإعداد والترتيب له حــد الكمـال، فــالشكر الجــزيل للأخوات الفاضـلات الرائعـات منى المري رئيسـة النادي ومريم بنت فـهد مـديرة الأنشطـة وحـصـة الرشـيـد مديرة العـلاقات العـامة ومن مـعهن على حـسن الإعداد والاسـتـقـبـال والضيافة.

سامي النصف

لقاء النساء في الشيراتون

حضرت بالأمس الجلسة المسائية لمؤتمر «المرأة الكويتية في التـشريعات الوطنية» المنعقـد في فندق الشيراتون، وقد حصلت على الأوراق والتـوصيات الخـاصة بالجلسـة الصـباحـية، وقـد أعجبني عـدم الاكــــتـفـاء كالعـادة بمعالجـة أوضاع المرأة السـياسـية بل امـتــدت الأوراق الى مناحي الحــيـاة الأخرى.

وقـد تحـدثت قـبل بدء الجلسـة الختامـية مع النائب جمال الـعمر الذي ترأس تلك الجلسـة حول مدى إمكانية حصول طعون في الانتخابات النيابية القادمة على معطى التقاط صور لنساء يصــوتن في الدوائر المختلفة دون التزامهن بالضوابط الشـرعية، وكانت إجابته أن ما قامت به نورية الصـبيح قد أصبح سابقة أمام الـقضاء يعتد بها وتعني أن الضـوابط الشرعيـة لا تلزم بالتقـيد بلبس معين، بل هو الاحتـشام بصورة عامة.

وكــان المؤتمر العــام قــد بحث قضايا تنصف المرأة اجتـماعيا، وخرج بتوصـيات عمليـة تستحـق النظر بها مثل إضفاء الرعاية السكنية على المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي دون إعطائها حق تملك المنزل الذي يظل ملكا للدولة، ولـم يكن مـفــهـومــا في هذا السـيـاق مـعنى الـتـوصـيـة بمد تلك الرعـاية السكنيـة للمرأة العـزباء، في حين لا يتــمـتع بـهـا الرجل الـكويتي الأعزب، إن من الضرورة بمكان التـقيد بما جـاء في البند الرابع للـتوصـيـات العــامـــة من أن على المـرأة وهي في سـعيـها للمـساواة ألا تبـرر التمـييـز الايجـابـي وألا تبـحث عن الممــيـزات التـفضـيلية على الرجل للتـأكيـد على مبدأ العدالة والمساواة بينهما.

كذلك لم افهم، وأنا الداعم لحقوق المرأة، مـــا جـــاء في البنـد الأول من التــوصـيــات الخــاصـة مـن الطلب بالمسـاواة بين المرأة المتـزوجـة والمرأة غـيـر المتـزوجة حـول المدة الخـاصـة بالتـقاعـد أي السمـاح للمرأة العـزباء بالتـقاعـد بعد 15 عـاما في ظل وجـود عـجــوزات اكـتـوارية مـتــزايدة في التـأميـنات تتجـاوز 8 مليـارات دينار وعدم وجـود مبـرر منطقي لذلك الطلب الذي لا ينـطبق نصــه عـلى الرجــال المطالبة المساواة بهم.

ومن الأمور غيـر المفهـومة كـذلك التوصـية بتعديل الـتشريعات لتـعديل وضع الزوجـة المطلقـة، بحـيث تصـبح شريكة فـي منزل الزوج قبل تخـصيص المنزل ـ الأمر مـفهوم لاقتسـام المنزل بعد تخصـيصه ـ أي لو تم الطلاق بعد شـهر من الزواج وحصل الزوج على تخصيص منزل بعـد 15 عاما تبـعا لزواجـه الثاني تصبح المطلقـة الأولى شريكة له في ذلك المنزل، وهو ما سيخلق أوضاعا مستحيلة ومشاكل عائلية لا تنتهي.

وبشكل عام فالتوصـيات الموجبة كثـيرة ومـهمـة منها ترسيـخ ممارسة الديموقـراطيـة في الأسرة والمدرسـة وسـرعـة إجراءات الـقسـمـة المكانيـة للمنزل في حـال الـطلاق وتمكين المرأة من تقلد المنـاصب القـيـادية في الدولة وتعـزيز مـشـاركـة المـرأة في العـمل التطوعي والتثقيف السياسي.

آخـر مـحطة:
أظهرت دراسـة قامت بها د. فاطمـة العبدلي أن هناك 110 دول في العـالـم ـ منهـا كـثــيـر من الدول الأوروبية الراقـيــة ـ تأخـذ بمـبـدأ «الكوتا» لإدخال النساء إلى البرلمان.

سامي النصف

رهبان التبت وبطاريق الجنوب

التهنئة القلبـية لوزير الإعلام الأخ عبدالله امحيلبي على زواج ابنه فـهـد ولوزيرة الصــحـة الفـاضلة د. معصومة المبارك على أدائها الرائع في وزارة الصحة العامة، مما يشجع على طلب التوسع في توزير النساء ممن تذكـر التـقـارير الدوليـة أنهن يمتزن بحسن الأداء وقلة الفساد.

بينمـا يتكالب كـثـيـرون على الحـصــول على مـراكــز إدارية في الجـمـعيـات التـعـاونيـة للهـبش والسرقات والتـجاوزات التي تنتهي بالإحالة للنيـابة العـامة، يضـرب السيد يوسف العدساني المثل والقدوة للعمل التـعاوني الصـالح حيث تقلد رئاسة جـمعـية كـيفـان التعـاونية وضاعف مـبيعـاتها وأرباحها ثلاث مـرات خلال 3 سنوات وحـولهـا من جمـعية درجـة عاشـرة إلى جمعـية درجة أولى بامتياز، ثم تقدم طواعية ومن مـعه بإظهار رغبـتهم في عـدم الاستـمرار، كفو وعـمل يعتبـر عملة نادرة هذه الأيام.

ما ذكـره الفاضل والد الـزميل فـيــصل الزامل والذي أشار إليه بوقتـيبة في مقـاله قبل أيام هو عين العـقل والصواب فـلا يجوز إشغال البلد فـيـمـا لا ينفع عـبر عـمليـات تسخين سياسية لا يقصد منها وجه الله أو مـصلحة الـوطن ثم الانتهـاء بمقـولة «يا دار ما دخلك شـر» وكل من يذهب في طريقه، مازلنا نأمل من حكماء وعـقلاء المجلس خلق الأدوار التي تصـون العمـل التشـريعي من عـبث العـابثين وخـاصـة قـضـايا التصيد والتقصد.

يقـال أن عـمليــات البناء في الخليج تستحوذ على ثلثي الرافعات في العالم اجمع، ونقول أن صدق هذا الأمر على جنوب ميـاهنا الدافئة فإن شـمال الخليج يسـتحـوذ على ثلثي المتفجرات المدمرة فيما نراه قائما في العـراق هذه الأيام من خـراب وهدم وسيلحقه قـريبا شرق الخليج ما لم يوقف العقلاء عمليات التصعيد غير المبررة القائمة.

قـضيـة لا افهـمهـا، ما الفـارق حقيقة بين إلا يداوم الموظف أو الموظفة لمدة 3 ساعـات على سبـيل المثال وبين أن ينشغل للفترة نفـسها على الهاتف الثابت أو النقال في أحاديث خاصة لا عـلاقـة لهــا بالعـمل بينمــا ينتظر المراجعون انتهاء تلك المكالمات الهاتفية التي لا تنتـهي؟ نرجو وضع ضـوابط وأنظمة وتفــعــيل دور صـناديق الشكاوى بعد أن زاد الماء على الطحين لدى بعض الموظفين.

الكلام الطيب الذي قـاله زعيم إحدى دول شـمال أفريقيا العـربية بحق أهل الـبـيت أمـر يســر القلب ويرضي الخـاطر فـمـن منا لا يحب الأبرار الأطهار من أحفاد خـاتم الأنبيـاء والمرسلين، نرجو أن يـتبع ذلك القـول الطـيب إعلان شـجـاع يكشف عن مـصـير احـد أتباع أهل البيت المهمين ونـعني الإمام الغائب موسى الصدر الذي طال انتظاره.

آخر محطة :
تعج الجرائد بأخبار خلافـات أسرية وعـائليـة كويتـية تصـل إلى حــد حـــجــز المـنازل والممــتلكات، نرجــو من الدولة أو جـمـعـيـات المجتمع المدني خلق مرجـعيات اجتـماعيـة بارزة تمتاز بالحكمة والتعقل لحل تلك الخلافات المصطنعة التي لا يوجد لـ 99% منها سـبب حــقـيـقي عـدا الـبطر وقلة النظـــر بعـد أن وصلت أصداء تلك الخلافات إلى الرهبـان المعتكفين في جــبــال التــبت وبطاريق الـقطب الجنوبي.

سعيد محمد سعيد

من أي باب سندخل؟

 

هو بيت واحد، يحوي غرفا كثيرة… كبر أم صغر ذلك البيت، ففي ليوانه مساحة، وفي شرفاته إطلالة لابد أن تبقى جميلة، وفي أمان جميع ساكنيه، أمان لأساساته وأعمدته، وفي سرائه وضرائه، مواقف تجمع الأسرة.

أليس هو البيت البحريني، الذين يعيش فيه المواطنون في غرف متعددة، تحت سقف واحد، حفظ حق الجميع. فلماذا نعجز اليوم يا ترى عن رأب الصدع؟ وما الذي يجعلنا نعيش في دوامة من الخلاف والاختلاف تظهر تارة في هيئة اضطراب أمني، وتارة في هيئة شكوك في النوايا، وتارات تتلون بالصدام الطائفي، لتصبح الحرائق في شوارعنا وقرانا ومرافقنا لها اسم، ويصبح للتخريب أكثر من اسم، وتتعقد الأمور تحت مسميات كثيرة لتمتد الأيدي فتغلق الأبواب التي من الممكن أن تبقى مفتوحة أمام الراعي والرعية لنصل الى بر الأمان؟

أمام صور مثيرة للمخاوف، نعيشها بين الحين والآخر، لن يكون السلم الاجتماعي في مأمن، فلا الأبواب الموصدة ستنجينا، ولا العنف والحرائق والتخريب سيضفي على حياتنا الأمل في يوم الخلاص من الملفات المؤرقة، ولن يكون التحريض على استمرار المطالبة بالحقوق وسيلة تؤتي ثمارها يوما… أبدا.

الحوادث الأخيرة التي مررنا بها أعادتنا الى نقطة لا يرغب مواطن واحد في العودة اليها أو استذكارها، وليس أشد من أن تعيش القرى حالا من الرعب والخوف والعنف، ولربما ازداد الوضع سوءا مع تقديم خيار جر الساحة الى العنف، ولكن هل من حل؟

أيا كانت دوافع ومسببات العودة الى العنف، واستمراره، وتشعباته الخطيرة، فلن نجني من الاضطراب سوى المزيد من النتائج السلبية وسوء العاقبة، في الوقت الذي لا يمكن فيه أن نتجاهل أن دفع الشباب والصبية الى مواجهات أرهقت المواطنين وكدرت صفو العيش في البلاد سيضاعف من هوة الخلاف، واذا استمر ابتعاد أصحاب الكلمة المسموعة والمؤثرة عبر الاستفادة من القنوات المتاحة أمامهم للتواصل مع مؤسسة الحكم، وتم افساح المجال لثقافة التحريض وتضييع حاضر ومستقبل الشباب ومستقبل المجتمع بأسره، فإن ثمة دلائل على أن الخسائر لن يتحملها طرف واحد فقط: لن تتحملها الحكومة وحدها ولن يتحملها الاقتصاد وحده ولن يتحملها رجال الأعمال وحدهم ولن يهرب المستثمر ليضيف الى من يعتقد أنه كسب جولة نقاط انتصار جديدة… الخسائر ستقع على رؤوس الجميع قطعا.

في ظني أن الفرص مازالت مواتية، واذا كان اللقاء الأخير الذي جمع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رؤساء تحرير الصحف اليومية فيه تبيان واضح للظرف الذي تمر به البلاد، فإن في اليد فرصا أخرى للمطالبة وايصال الصوت بالوسائل السلمية، ومنح السلطة التشريعية والجمعيات السياسية وعلماء الدين مساحة هادئة لفتح جميع الملفات الرئيسية من خلال الحوار والتواصل مع السلطة، ليغلق الباب أمام التحريض والعنف والدخان الأسود، ولندخل بقناعة بين كل الأطراف الى بوابة الحلول السياسية الهادئة أيضا لأن الأطراف المسئولة كلها – إن لم تعطِ الاهتمام الكافي للتوافق – فإن ترك المجال أمام الطائفية والتخريب والحرائق والتحريض وتأجيج الساحة بالحديد والنار، سيصيبنا بمقتل.