سامي النصف

أحوال الديرة

ازداد عدد سكان الكويت من مليونين إلى ما يتجاوز 3 ملايين (50% زيادة) حسب احصاءات إدارة المعلومات المدنية خلال فترة وجيزة، فلماذا نستغرب من زحمة الشوارع وانقطاع الكهرباء والماء كنتيجة لزيادة الضغط عليهما، السؤال المهم:

هل أغلب تلك الزيادات السكانية بها اضافة للبلد أم انها عمالة هامشية تشكل في الحقيقة عبئا عليه؟!

لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة لحل المشكلات المرورية وخاصة الاختناقات القائمة على مداخل المدن والأسواق، اجعلوا من دخول المركبة الخاصة عملية مكلفة عبر زيادة أسعار المواقف بشكل مؤقت ـ أو دائم ـ وعمموا من يحصل مخالفات الوقوف أولا بأول كحال المدن الأوروبية والأميركية، أو امنعوا دخول السيارات التي تحمل شخصاً واحداً كحال بعض العواصم الآسيوية، وحسّنوا وسائل النقل العام مع الاسراع بانشاء المترو المعلق للتنقل داخل العاصمة وستختفي الزحمة على الفور، مع الابتعاد عن نهج بناء المزيد من الطرق والجسور حلاً للاشكال كحال دول العالم الثالث التي ما ان ينتهي مشروع طريق أو جسر حتى يكون الاكتظاظ السكاني قد تجاوزه ومن ثم يبدأون في إنشاء طرق وجسور جديدة.

من الصعوبة بمكان ملء فراغ غياب قيادة تاريخية بحجم العم عبدالله العلي المطوع، الا ان اختيار العم الصامت والهادئ حمود الرومي سيضمن وجود الحكمة والتأني في القرار لدى تجمع سياسي هام بحجم الحركة الدستورية الكويتية.

ضمن السخونة السياسية القائمة والدائمة في البلاد يصبح اختيار الحكماء وكبار السن لقيادة العمل السياسي ضرورة لابد منها. كما ذكرنا سابقاً فقلة عدد التجمعات في مجلس الامة تساعد على سهولة التعامل بين الجميع، اضافة إلى تسببها بوفرة الانجاز، تسمية الإسلاميين «بالمحافظين» تزيدهم قوة حيث ستدخل معهم نوابا آخرين، وبالمقابل يمكن خلق «تكتل دستوري» يشمل النواب غير المنضوين للكتل القائمة، وفي هذا السياق شاهدت واعجبت باللقاء التلفزيوني الذي استضاف النائب الفاضل مشاري العنجري الذي هو أقرب للنائب المثالي داخل المجلس وخارجه، والحقيقة ان هناك خامات طيبة قديمة وجديدة في المجلس الحالي، لذا نرجو ان تقام مباريات في الانجاز لدى الكتل المختلفة والحال كذلك بين مجالس الأمة المتتابعة كي نبتعد حقيقياً عن المقولة المتـكررة «هذا أسوأ مجلس».

قضية «حصرياً» التي تفشت لدى كل المحطات ساهمت بقتل المسلسلات هذا العام وقللت عدد المشاهدين، احتكار محطة لأحد المسلسلات يمثل اما كلفة ضخمة عليها كان بالامكان اقتسامها مع المحطات الاخرى، او بالمقابل تقليل الصرف على العمل الفني مما يخل بجودته، للمعلومة يصعب على اغلب المشاهدين متابعة المسلسل الحصري لاحتمال عدم ملاءمة وقت عرضه على المحطة المعنية، بينما يضمن عدم الاحتكار الانتشار ومشاهدة المسلسل في اوقات مختلفة على عدة محطات اخرى.

آخر محطة:

ضمن ذكريات الدكتور عبدالرحمن السميط التي نشرتها الزميلة «الوطن» يذكر انه يحمل جواز سفر ديبلوماسي وهو بالقطع يستحق هذا الجواز وأكثر، تساؤلنا:

لماذا لا يصرف جواز ديبلوماسي مماثل لرجل الخير وسفير الكويت لدى الأدباء والشعراء والفقراء الأخ عبدالعزيز البابطين.

سامي النصف

التعليم القضية الأهم والأخطر

يتضح مما ورد في جريدة القبس (30/9/2006) أن كلفة الطالب في التعليم الحكومي الكويتي هي الأعلى في العالم أجمع حيث تقارب 5 آلاف دولار سنوياً وتزداد الكلفة عند إضافة مبالغ الدروس الخصوصية.

يتزامن هذا مع الحقائق التي تظهر ان مخرجات التعليم الحكومي تضع طلابنا دائماً في المستويات الأسوأ في اختبارات القدرات العلمية التي تقيمها المنظمات الاقليمية والدولية.

ان الاستثمار الجدي في التعليم هو النهج الأمثل لتحويل الكويت لمركز مالي فاعل ومن ثم الاستغناء التدريجي عن النفط كمورد وحيد للميزانية العامة كحال الدول الصغيرة الأخرى أمثال هونغ كونغ وسنغافورة ولوكسمبرغ وسويسرا التي هي أغنى منا بكثير رغم عدم وجود موارد طبيعية فيها.

ويعاني التعليم العام بشكل عام في الكويت من إشكالية الكم والنوع، فمن ناحية الكم يقل عدد ساعات الدراسة في الكويت عن مثيلاتها في دول العالم بشكل كبير بسبب طول العطل وقصر اليوم الدراسي كنتيجة طبيعية لعوامل الضغط السياسي التي تقوم بها الجمعيات المهنية المختصة.

واما من ناحية النوع فواضح للجميع ان مخرجات التعليم الحكومي لا تلبي حاجيات المجتمع ولا تساعد على إخراج المحترفين الذين بإمكانهم رفع أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية وإدارة الشركات الخاصة بكفاءة، حيث اختص التعليم العام في الأغلب بإخراج الموظفين ومحترفي البطالة المقنعة.

وقد زاد الطين بلة عملية التضييق والهجوم المتواصل على المدارس الاجنبية في الكويت والتي يمكن بسهولة مشاهدة الفارق الكبير بين مخرجاتها ومخرجات التعليم العام وهو أمر يلحظه كثير من أولياء الأمور عند مقارنتهم بين الابن الذي أدخل للتعليم الحكومي والابن الآخر الذي أدخل للمدارس الخاصة الأجنبية.

إننا بحاجة لتشجيع توجه الأجيال الكويتية للمدارس الخاصة التي تنمي القدرات وتساعد على اكتساب اللغات الحية وإجادة استخدام الكمبيوتر مع ملاحظة ان المجتمع لن ينهض طالما أخرجنا له كل عام قلة قليلة من الطلاب المحترفين من تلك المدارس مقابل آلاف مؤلفة من الطلاب الهواة او الطلاب الموظفين من خريجي التعليم العام.

ان العمل لكويت المستقبل او لكويت 2025 وما بعد، يقتضي البدء منذ الآن في خلق نظام تعليم مشترك تساهم فيه الدولة بالمدارس وأولياء الأمور بجزء من كلفة التعليم تكون مناهجه قريبة من مناهج التعليم الخاص، فما نزرعه اليوم سنحصده غداً فإما أجيال قادمة متمكنة من اللغات الحية ومواكبة للعصر الذي تعيشه وقريبة في قدراتها الذاتية مما نراه في الدول المتقدمة كأوروبا وشرق آسيا، أو أجيال شبه أمية تؤمن بالخزعبلات والخرافات تضر بجهلها انفسها ودينها وأوطانها كحال طلاب العالم الثالث، والخيار اليوم لنا.

اخر محطة:
 
نرقب تصرفات النواب الجدد ونهدي تحية خاصة للنائب الفاضل أحمد الشحومي على طريقة تعامله مع ما ذكر من تجاوزات مالية في إحدى المدارس حيث أعطى الوزير المختص الوقت الكافي لإصلاح الخطأ، ونرجو في هذا السياق الإسراع بتعيين وكيل للوزارة لإكمال عملية الإصلاح فيها.

سامي النصف

سجن روبن وسجوننا العربية

اختتمت اجازتي الصيفية في جنوب افريقيا بزيارة للسجن الذي امضى فيه الزعيم نلسون مانديلا 18 عاما من حياته والقائم في جزيرة روبن المطلة على مدينة كيب تاون الساحرة وشواطئ الوترفول الرائعة، والسجن يحتل جزءا من الجزيرة الخضراء والمحاطة بالمياه الزرقاء وتوجد هناك كنائس ومدارس ومساكن للعاملين في السجن، كما ان اول منظر تشاهده عند الوصول هو قبة خضراء ومنارة اسلامية تحيطان بأول سجناء الجزيرة وهو الامير الاندونيسي عبدالرحمن الذي قاوم الاستعمار الهولندي في بلده في القرن السابع عشر فتم نفيه وسجنه في تلك الجزيرة.

اصطحبنا في زيارة الجزيرة وسجنها الشهير احد السجناء القدامى واسمه محمد صديق ومما رأيته في السجن ومرافقه الصحية وزنزانة مانديلا انه بحق سجن 5 نجوم مقارنة بسجوننا العربية رغم حقيقة ان السجن يظل تجربة انسانية مأساوية ايا كان مستواه.

وقد علمت ان كثيرا من سجناء وحتى سجاني جزيرة روبن ومنهم نائب رئيس جمهورية جنوب افريقيا الحالي قد دخلوا ذلك السجن اميين او شبه اميين فخرجوا منه وهم يحملون الشهادات الجامعية والدكتوراه، بينما يدخل كما هو معروف اصحاب الشهادات السجون الثورية العربية فيخرجون اما جثامين او مجانين!

وعدت بعد عودتي لارض الوطن بقسم خاص في مكتبتي اطلقت عليه اسم «ادب السجون» جمعت فيه ما استطعت من كتب وذكريات السجناء العرب بمختلف توجهاتهم السياسية في معتقلات اكثر من عشرة انظمة وطنية عربية وذهلت من الفارق الكبير بين الوضع فيما اصبح مزارا ومنارا للملايين من مواطني العالم المتقدم ونعني به سجن جزيرة روبن ممن اعتبروه مثالا للظلم والقمع وسوء المعاملة وبين ما كان يحدث ولايزال في بعض سجون بلداننا العربية والاسلامية.

ومن ذلك يذكر السجين الشيوعي المصري السيد يوسف تجربته الشخصية في سجون النظام الناصري ويروي حكاية السجان الذي كان يضربهم صباحا ومساء حتى اصابته ذات يوم ازمة قلبية من شدة ضربه لهم فلما اسعفه دكتور من المساجين املا بأن يخلق شيئا من الرحمة في قلبه كان اول ما قاله عندما فتح عينيه من الغيبوبة «آه يا ظلمة يا مفترين، كده تعملوا فيني والله لاوريكم لما استرد عافيتي»!

ويروي سجين عراقي تجربته في السجن ايام صدام فيقول انه اكتشف ان كثيرا من الموجودين لسنوات طوال هم سجناء «الصدفة والامر الواقع» حيث يحدث كثيرا ان ترسل المخابرات طلبا بالقبض على شخص يدعى محمد عبدالله او علي حسن في احدى النواحي او المدن، ما يحدث هو ان جميع من يسمون بتلك الاسماء الشائعة في العراق يقبض عليهم وبعد تحديد الشخص المستهدف يتم القاء البقية في السجن دون ذنب عدا منطق انه ما دمنا قبضنا عليهم فلماذا نطلق سراحهم؟!

آخر محطة:

في اليوم الاول لوصولي العاصمة جوهانسبرغ سألت مديرة الفندق البيضاء عن صحة ما يقال من امتلاء شوارع المدينة بالمجرمين الخطرين ممن يفترض ان يكونوا بالسجون وكانت اجابتها انها تأتي لدوامها صباحا مشيا على الاقدام وتعود ليلا الى سكنها بنفس الطريقة وان علىّ ان احكم بنفسي من تلك التجربة، اعتدت بعد ذلك عملية السير ليلا في الشوارع المظلمة وقبل ليلة المغادرة كنت عائدا للفندق ورقبت من الشارع المظلم المديرة وهي تخرج تحت ضوء الفندق ثم تلتفت يمينا ويسارا ثم تهرول وتختفي خلال ثوان في الباب الاول الملاصق للفندق حيث سكنها الذي تفتخر بأنها تذهب وترجع منه مشيا على الاقدام!

سامي النصف

أحداث في سيناء

المؤرخ والمفكر المصري د.يونان لبيب علق في مقال له على حوادث القطارات الاخيرة بالقول: ان انفتاح اليابان بداية القرن الماضي شمل الجميع عبر التوسع في البعثات الدراسية واستيراد الخبرات والمعلمين، بينما كان انفتاح مصر على الغرب، الذي بدأ في الحقبة نفسها، كان مقتصرا على قلة من النخب القادرة، مما ساهم بخلق حالتين منفصلتين في المجتمع المصري.
 
أولاهما حسب قوله قلة اقرب للعالم المتقدم في الدقة والاخلاص في العمل والحفاظ على المواعيد يقابلها قطاع مهـــمل في عمله قريب من الممارسات المتوارثة في العالم الثالث، وهي من يتسبب بكوارث القطارات والعمارات والسفن والطائرات في مصر، سؤال:

هل لدينا في الكـويت مثل تلك الفواصـــل والتخندقات الحضارية القائمة في المجتمع الواحد؟

صرح القس هابيل توفيق للصحافة المصرية بأن القساوسة التاريخيين كانوا متزوجين ومن ثم لا داعي لتحريم القساوسة القائم، وانه يقوم بتزويج المطلقات المسيحيات اللاتي تعتبرهن الكنيسة الرسمية متزوجات ولا تعترف بطلاقهن، كما اعلن انه يستخدم ثروته الضخمة والعشورلاجراء عمليات ترقيع بكارة الفتيات حتى يمكن تزويجهن، وانه لا يرى غشا بذلك العمل الانساني الذي يمنعهن من التحول الى ساقطات حسب قوله.

واضاف انه لن يرحم خصومه المحيطين برأس الكنيسة القبطية، القساوسة المعنيون قالوا انهم لن يردوا على من يصنع ثروته من بيع الخمور.

اهالي الاسكندرية لا يمانعون، كما ذكرت الصحافة، من ابعاد محافظهم المحبوب عبدالسلام محجوب عنهم، ما لا يقبلونه هو ان المحافظ الجديد اعاد الصافرات والموتورسيكلات والستائر السوداء للسيارات في موكبه الرسمي والتي اوقفها ومنذ يومه المحافظ السابق، وفي هذا السياق صرح عبدالخالق محجوب، شقيق رئيس مجلس الشعب السابق رفعت محجوب في لقاء صحافي من سجنه، بأنه سيفضح من قاموا بقتل شقيقه، واشار بالاسم الى وزير داخلية اسبق وبعض تجار العملة.

اخبار صحافية وبالمنشيتات العريضة تحذر من احتمال قيام حرب اهلية وقبلية في سيناء، حيث تم خطف الشيخ سالم سويلم عودة شيخ مشايخ قبائل العزازمة المنتشرة على الحدود المصرية مع فلسطين من قبل افراد من قبيلة الترابين الكبيرة، مما يهدد بنشوء حرب طاحنة بينهما، مما تضمنه الخبر ان قبيلة العزازمة لا يحمل افرادها حتى الآن الجنســية المصرية رغم تواجدهم في سيناء منذ قرون، وهو ما اقتضى ذهاب شيخ القبيلة لدائرة الامن لتجديد اقامته حيث خطف فور خروجه منها.

سامي النصف

الديموقراطية ليست عملية انتقامية

من أهم ممارسات الديموقراطيات الراقية والمتقدمة المصافحة الودية بين الاطراف المتنافسة الفائزة والخاسرة فور ظهور نتائج الانتخابات كدلالة على السمو والالتزام بالروح الرياضية العالية في تقبل النتائج ومن ثم البدء منذ تلك اللحظة بالخطى السريعة الى الامام لا التوجه الى الخلف.

اما في دول العالم الثالث التي ما وددنا ان تكون ممارستها الديموقراطية أو بشكل أدق «اللاديموقراطية» قدوة صالحة لنا، فتتحول نتائج الانتخابات فور ظهورها الى محاور صراع وتناحر هي أقرب لحروب داحس والغبراء الشهيرة التي تنتهي اعمار الناس دون ان تنتهي آجالها.

ان فتح ملفات الانتخابات الماضية هو في الاصل ممارسة خاطئة لأسباب عدة منها إشغالها كويت اليوم والغد بقضايا كويت الأمس التي يفترض ان تكون قد اغلقت ملفاتها ووضعت على الرف، كما انها تؤسس لثقافة مستقبلية خطيرة تبرر لمن يفوز في الانتخابات تشكيل محاكم تفتيش تبحث عن الخصوم للحساب والمعاقبة، وتلك في كثير من الاحيان أولى خطوات نشوء الديكتاتوريات الجماعية والفردية.

لقد وضع ديوان خدمة المواطن كما هو مسماه لخدمة المواطنين الذين استفاد الآلاف منهم من تلك الخدمة الهامة بشكل مباشر، اضافة الى دوره الحيوي في رفع التقارير عن طرق محاربة الفساد الاداري، ورفع الغبن عن كاهل المتعاملين والعاملين في اجهزة الدولة المختلفة.

وما قام به الديوان ابان الانتخابات هو تماما ما يقوم به في الأوقات العادية من استلام لمعاملات المواطنين ومحاولة فرزها وتخليص المستحق منها، وبما ان المواطن يركن في مواسم الانتخابات للمرشحين لتخليص معاملاته، لذا فقد تم تحويل معاملات المرشحين كافة للديوان منعا للاحتكاك المباشر بين المرشح والمسؤول، وأرسلت الأوراق من الديوان للوزارات المختلفة، ومازال كثير مما ارسل في دهاليز الوزارات المختلفة رغم المتابعة، نظرا للاعداد الكبيرة للطلبات المرسلة وحلول عطلة الصيف.

أخيرا، ان فتح صفحة جديدة مع نهاية كل انتخابات أمر ملح ومطلوب ومن ثم لا داعي لما تُشتم منه رائحة التصعيد عبر طلب ايقاف رئيس ديوان خدمة المواطن عن العمل خاصة بعد ان اوضح رئيس مجلس الأمة الجوانب الدستورية الخاصة بالموضوع، والذي يظهر ان التوصية يجب ان تظهر من مجلس الأمة، وان القرار غير ملزم للسلطة التنفيذية، وكل عام وانتم بخير ولنفتح صفحة جديدة.

سامي النصف

صحافة وإعلام

جميل ما يقوم به الزميل يوسف الجاسم من تسجيل وتوثيق اللقاءات الاعلامية مع الشخصيات الكويتية المختلفة، نود ان يعزز ذلك العمل برؤية المزيد من المذكرات والمطبوعات وكتب الذكريات لكثير من المخضرمين الكويتيين من شهود عصرنا الحاضر حتى لا نصبح امة دون ذاكرة.

حدث ما حذرنا منه في السابق وبدأ المنحرفون والمغرضون من عرب ومسلمين وغيرهم بعملية الاساءة المتعمدة للذات الالهية ولخاتم الرسل والأنبياء، طمعاً بإثارة مشاعر المسلمين كوسيلة للتكسب الاعلامي وما يترتب عليه من حصد للمكاسب المالية، الامة الآن في ورطة، فالسكوت عن الدكتورين أنور بن مالك وحسن حنفي بعد الضجة التي اقيمت على الجريدة الدنماركية ومحاضرة البابا يعني ان هناك ازدواجية في المعايير، اما انطلاق حملة احتجاج أخرى، فيعني ترقب المزيد من الاساءات الهادفة للشهرة.

بمناسبة محاكمات صدام التلفزيونية أخبرني قبل أيام الاعلامي ناظم غيدان رئيس جريدة «المنار اليوم» البغدادية حكايته مع الرئيس جلال الطالباني، فقال:

انه كان يزور الشهيد عبدالله الركابي في السجن وكان يعتزم اعطاءه عشرة دنانير، إلا أنه فوجئ بوجود سجين آخر، هو د. جلال الطالباني، لذا قام بتقسيم المبلغ بينهما دون سابق معرفة، لم ينس الرئيس الطالباني ذلك الأمر، رغم مرور سنوات طوال على حدوثه، فكرر تلك القصة أمام الصحافيين العراقيين، شاكراً غيدان على أريحيته، كما عرض على الزميل ناظم استضافة جريدته في كردستان، كما منحه أرضا بقربه كي يبني منزلاً له عليها، الطالباني يحفظ الود مع من يعمل المعروف معه والرئيس صدام قتل جميع من كانت لهم أفضال عليه.

الثوري د. عبدالحليم قنديل الذي التقيته في لقاء متلفز قبل مدة والتقاه وأخرسه الزميل د. عايد المناع في لقاء لهما على الجزيرة كتب عدة مقالات بها قذف وشتم وإساءة للمسؤولين وللآخرين في صحيفة «الكرامة» الممولة من أنظمة ثورية عربية وأجنبية مما جعل الاعلاميين في مصر يطالبون بفرض ميثاق شرف اعلامي يردع ويمنع ظاهرة «الشتامين» حفاظاً على سمعة شارع الصحافة من الخدش.

الاعلامي عمرو اديب استضاف ضمن برنامجه «القاهرة اليوم» على قناة أوربت الكاتب الكبير كرم جبر رئيس مجلس ادارة مجلة «روز اليوسف» العريقة، ومعه عبدالحليم قنديل في محاولة لرأب الصدع بينهما، ومما تفوه به قنديل على الهواء مباشرة في ذلك اللقاء «التصالحي» ان زميله الجالس امامه هو «كلب» وانه كطبيب بشري غير مخول بمعالجة «الحمير» أمثال كرم جبر ولم يرد قنديل بالمقابل عما كان سيحدث له لو انه وجه مقالاته وشتائمه نحو القيادة المصرية، ابان العهد الثوري الذي يدافع عنه، كما رفض الاجابة عن مصادر تمويل الجريدة العالمية التي يعتقد انها صدامية في السابق وليبية في الحاضر.
 
الأستاذان إبراهيم نافع وإبراهيم سعده صديقان للكويت بينما يظهر مصطفى بكري عداء حقيقيا لها، الواقع الاعلامي المصري يشهد انحسارا شديدا لنفوذ هذين الاعلاميين البارزين كنتيجة للحملة الشرسة التي شنها عليهما البكري مما ادى الى احالتهما الى النيابة الادارية في مقابل انتشار واسع لنشاط البكري الذي فاز اخيراً بعضوية البرلمان واصبح من أبرز وجوهه وقد رافق كرئيس تحرير جريدة «الاسبوع» القيادة المصرية في رحلتها الأخيرة للسعودية.

صدام والقذافي يعرفان تماما أين يضعان أموالهما!