سعيد محمد سعيد

كله بسبب «الموبايل»!

 

تعودنا أن نلقي باللائمة على الغير! حتى وإن كنا في قرارة أنفسنا نعرف أننا المخطئون مئة بالمئة! لكن أن يتعود البعض منا على القاء اللائمة على الجماد والأجهزة كالهاتف النقال… فهنا يجب أن نقف قليلاً لنلطف الجو في يوم الجمعة المبارك:

«اذا رأيت وانت تقود سيارتك في الشارع سائق شاحنة يتحدث في الهاتف النقال، فالأفضل لك أن تقف على طرف الشارع في المكان المخصص للطوارئ، أو أن تنعطف في اقرب منعطف يقابلك لكي تهرب عن ذلك الشخص الذي يمسك الموبايل بيد، ويمسك المقود ومحرك السرعات باليد الأخرى… فحين يغير السرعة تنحرف الشاحنة قليلاً لأنه ترك المقود وحين يمسك المقود تنحرف مرة أخرى لتعود الى مسارها الصحيح، وفي النهاية يا عزيزي احذر… والسلام.

«سائق آخر يحاول العودة الى الوراء وهو يتحدث في هاتفه… وببساطة، إن كنت خلفه فلا تستخدم المزمار لأنه ينزل من السيارة ويمسكك من (زمارة رقبتك) كما يقول اخواننا المصريون لأنك أزعجته وهو يتحدث في مكالمة مهمة.

«أما عن النساء والبنات فحدث ولا حرج… المشكلة الرئيسية لدى بنات حواء أن الغالبية منهن لا يطقن استخدام سماعات الإذن! لماذا، الله أعلم! وعلى الرغم من ذلك، فتجدها تقود السيارة طبقاً للحديث في الهاتف: فإذا كان الحديث رومانسياً… تمايلت السيارة وتدلعت طوال الطريق! وإن كان الحديث صاخباً، تقافزت السيارة تضرب الرصيف يميناً تارة ويساراً تارة، واذا كان الحديث فيه عقرة، كان من اللازم أن تزداد السرعة وتقل بناءً على الموقف المسموع!

«اذا كان صاحب المطعم غافلاً عن (بابو) وهو (يحوس) في مطبخ المطعم فلا تغفل أنت… تترك له القدر ليملأه برياني أو بخاري للأطفال كغداء بسبب مرض أمهم، فيضع أشياء وأشياء في ذلك القدر وهو يتحدث في النقال… صالونة على مجبوس على ناشف… لا تغفل أبداً!

«طبعاً اذا كان الموظف المحترم يتحدث في النقال وأنت تنظر إليه منتظراً أن ينهي تلك المكالمة التي تطول كلما قاربت على النهاية، فلا تجعل نفسك تبدو غاضبا! لأن هؤلاء الناس لديهم مهارات عظيمة ومنها أنهم كلما وجدوك متعطلاً ومتحيراً وتريد انجاز المهمة او المعاملة بسرعة… زادوك تأخيراً.

لكن، هل نستغني عن النقال يوماً

سعيد محمد سعيد

التوظيف في السلك العسكري

 

لا يبدو غريباً ذلك الخبر الصحافي (الصغير جداً) المرفق بصورة اللقاء الذي جمع كلاً من وزيري الدفاع والعمل بشأن توظيف الباحثين عن عمل من المؤهلين في السلك العسكري.

وفي الواقع، يمكن اعتبار موضوع التوظيف في السلك العسكري واحداً من الموضوعات التي طال أمد بحثها منذ سنين طويلة، حتى أصبح ورقة سياسية مهمة وقوية يمكن أن تستخدم للإشارة الى التمييز الذي تمارسه الدولة ضد أبنائها من الطائفة الشيعية. بل لعل الكثير منا يتذكرون، أيام المتابعات الساخنة للقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية كل ليلة، وفي خضم حوادث منتصف التسعينات، تصريح أحد الوزراء السابقين الذي رد على سؤال يتعلق بعدم توظيف أبناء الشيعة في السلك العسكري بالقول إنهم يعيشون في (مناطق بعيدة)! ما أثار حالاً من الطرافة لطفت الجو كثيراً آنذاك.

لكن التوظيف في السلك العسكري، ليس سيئاً من ناحية ضم الشباب من الطائفتين الى الحد الذي يعتقد فيه البعض (أنه كارثة من كوارث الزمن)! ففي وزارة الداخلية، يعمل اليوم الكثير من الشباب، ومن الجنسين أيضاً، سواء في القطاع العسكري أم المدني، وعلى رغم وجود بضع (أقاويل خجولة) عن عدم الحصول على الترقيات والرتب بسهولة، بل وانعدامها في كثير من الأحيان، ومع ظهور من يهمس بأن التمييز لا ينتهي بعد التوظيف بل يستمر في منح الرتب والدرجات، إلا أن ما يجري في الوزارة حالياً يشير الى أن الوزير الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لا يقبل بوجود هذه الفكرة، حتى لو من باب الترويج المقصود بالسوء، باعتبار أن كوادره في الوزارة من أبناء البلد، ويهمه ألا يشعر أحد منهم بالضيم والغبن.

واذا كنا ننتظر المزيد من التوظيف في كلا القطاعين، الداخلية والدفاع، فإن ثمة أمور لا بد من مراجعتها بصراحة، وأولها يتعلق بتغيير أنماط السلوك الخاطئ فكراً وممارسة بين بعض الشباب، فما من دولة – وهذه حقيقة ولابد من قولها والاعتراف بها – ستعامل من يشتمها ويتلون في انتمائه على أنه نقي السريرة!

لكن شباب البحرين، وبشكل أدق، الغالبية العظمى منهم هم أبناء مخلصون، ويستحقون العمل في الدفاع والداخلية وفي كل الأجهزة الحكومية