سعيد محمد سعيد

إشاعة بسرعة البرق!

 

على رغم أن ادارة الدفاع المدني أعلنت أنها ستنظم تمريناً للتدريب على الطوارئ بمطار البحرين الدولي اعتباراً من الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الأول (الأربعاء) من خلال نشر أخبار في الصحف بشأن التمرين، فإن بعض الإشاعات انتشرت ذلك اليوم مع سماع أصوات انذار سيارات المطافئ والإسعاف فصارت القصص تتنوع وتنتشر بين الناس ويضاف اليها البهارات والتفاصيل الأخرى غير المعلومة، واصبح البعض يتصل ليتأكد مما يجري.

وهذا التمرين التدريبي الذي يجرى كل عامين بحسب معايير اتحاد المطارات المدنية تشارك فيه ادارة الدفاع المدني ممثلة عن وزارة الداخلية بالإضافة الى الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة مثل وزارة الصحة، يهدف الى قياس الاستعدادات وتقييم النواقص والإيجابيات، ولكن يبدو أن هناك حاجة لتكثيف الرسائل الإعلامية عبر اجهزة الإعلام المختلفة في المرات المقبلة حتى تصل المعلومة الى أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين.

فالقصص التي انتشرت أثارت الذعر في نفوس البعض… فمن قائل ان طائرة سقطت في المطار أو قربه، ومن قائل ان هناك حادثاً مرورياً مروعاً وقع في المحرق وهرعت سيارات الإسعاف والمطافئ بعدد كبير وشاركت الادارة العامة للمرور في تنظيم حركة السير، ومن قائل ان حريقاً هائلاً استدعى تحركاً قوياً و…

طبعاً، نعرف جيداً كيف تنتشر الإشاعة بسرعة البرق في المجتمع البحريني الصغير، لكن يصاحب ذلك استخدام مهارات يتمتع بها البعض لإضافة البهارات التي تجعل من القصة أكثر اثارة وأهمية، لكن ذلك أمر سلبي بصراحة لأن اشاعة حال الخوف بين الناس ليست بالأمر الطيب! ثم انه مع افتراض نقص التهيئة الإعلامية لمثل هذه التمارين، فلا يمكن نقل القصص والمعلومات الخاطئة هكذا من دون تأكد!

واذا كانت هذه التمارين على مستوى من الأهمية، فإن العمل الإعلامي المصاحب لها يلزم أن يكون مدروساً ذلك أن أي توتر تشهده شوارع البلاد ينعكس بشكل سلبي على الحياة العامة في البلاد، ونحن نعلم أن وقوع حادث ولو كان بسيطاً على أحد الشوارع كيف يؤثر على الكثير من المسارات مسبباً الازدحام والربكة التي تؤدي الى تأخر وصول سيارات الإسعاف وتنظيم حركة السير.

ونعتقد أن اللجنة التي تشرف على هذه التمارين تدرك جيداً أهمية إعلام الناس بالشكل الذي يجعلهم على بينة مما يحدث، حتى لا يصبح المجال مفتوحاً للإشاعات المقلقة والمخيفة