ترى، متى يسقط البناء الشامخ القوي وينهار في لحظات؟، شاهدنا مثل تلك المشاهد عبر التلفاز، وربما حضر بعضنا تجربة هدم مبنى كبير في البلد. .. باستخدام الديناميت؟ هكذا… ما هي الا لحظات حتى (ينبطح) ذلك البناء القوي الشامخ الذي استغرق بناؤه شهوراً، وتطلب جهوداً بشرية وآلية وأموالا وصبرا وآلاما شتاء وصيفا… الديناميت يفعلها… ثكلته أمه، لكن هل هناك من يراهن على أن بين ظهرانينا أنواعاً من الديناميت الفتاك؟ يستطيع / يستطيعون، في فترة زمنية قياسية تدمير ما تم بناؤه… أو ما يجري بناؤه منذ سنين؟، تعالوا نتحدث سوياً بصراحة… فهناك حركة للتواصل والتلاقي بين الطائفتين الكريمتين… في المحرق كلمة طيبة يصل صداها الى الدراز… من الشيخ ناصر الفضالة الى الشيخ عيسى قاسم… والأكثر من ذلك وأعم، أن الكثير من المواطنين والمقيمين المنتمين الى التيار الوسطي المثقف الناضج بعمق، بدأوا يدعمون مثل هذه الأفكار ويروجونها، لكنهم يعلمون أو لا يعلمون يجب أن يضعوا حساباً للديناميت. فمثل هذه المحاولات لابد أن تنسف؟ وعادة ما يكون مصدر النسف (ديناميت بشري طائفي) ربما يكون من أولئك الذين يظنون أنفسهم محسوبين على السلطة، وأنهم من واقع ابداء الولاء الكامل يثيرون النعرات الطائفية ويسيئون لكل محاولة لرأب الصدع وتطييب النفوس وإزالة الإحتقان الذي شهدته العلاقات بين الطائفتين الكريمتين، وهناك فئة أيضاً من التيار الديني المتشدد السيئ من كلا المذهبين: لا هم لهم سوى تسفيه أفكار التلاقي الإنساني… حتى مع من لا يدينون بالدين الإسلامي، كيف لا وهم لا يرغبون في التلاقي بين بني الدين أنفسهم؟، هذا الديناميت، هو أكثر ما يتوجب الحذر منه ونحن نكتب أناشيد الوحدة وأشعار التلاقي والتصافي والتحابب… لكن أتدرون أين المشكلة؟ المشكلة هي بقاء الحقيقة ساطعة، فحين ابتكر الفريد نوبل فكرة جائزة السلام، كان الديناميت ولايزال مستخدماً ليقال: الجائزة جاءت لتغطي على الديناميت