لا غرابة إطلاقاً فيما يفعله بعض القوم من الفريقين. .. ثمة إبداع رهيب في فنون التحشيد الطائفي في هذا البلد الكريم،، صحيح… قد لا نرغب في استخدام مفردات مثل : «الفريقين… الطائفتين… المذهبين»، لكننا عنوة ندور في فلك ذلك الشحن الذي لا يكاد يتوقف من طرف حتى يشعله طرف آخر،، والكل يتفنن… بعض صغار الكتاب وكبارهم يتفننون… مشايخ وخطباء ما عرفوا الحق من الباطل يتفننون… معلمون ومعلمات يتفننون… ناشطون سياسيون، بل قل جمعيات برمتها تتفنن… والغريب أن الدولة صامتة تجاه أية حركة تحشيد،، اللهم باستثناء بعض الخطوات الخجولة تحدث لتطييب النفوس… ثم ما تلبت تلك النفوس أن تشحن من جديد،، صور التحشيد الطائفي التي يشهدها مجتمعنا اليوم خطيرة الى درجة أنها توغر الصدور وتزرع الحقد بين الناس، والأغرب من ذلك أنك تجد مواطناً متعكر المزاج بسبب معلومة أو قصة أو خطبة (طائفية) أو تصريح صحافي… والمصادر متنوعة ومتعددة: منها بعض النواب ومنها بعض المسئولين ومنها بعض الخطباء، لكن يبدو واضحاً أن بعض الصحافيين أولاً وبعض الخطباء أو المحسوبين على التيار الديني ثانياً هم سبب تردي الأوضاع،، لكن لماذا يصدقهم الناس… لا سيما إذا كانت النوايا خبيثة؟ ولماذا يتبارى الخلق ويتنازعون ليفرح مشعلو الفتن؟، من أخطر النوازل والبلايا التي تهدد استقرار مجتمعنا الصغير ذلك الحشد الطائفي الذي أصبحنا نراه ونعيشه ونسمعه ونشاهد فصوله ليل نهار في بعض الأيام… بل قل يوماً بعد يوم،، ما ينبئ بأن الأمور ليست على ما يرام إن ترك الحبل على الغارب،، تتصفح الصحف فتقرأ مقالات وتقارير وأخباراً وحتى بعض الخواطر والأشعار التي تفوح منها روائح الطائفية. تحضر ندوة هنا أو محاضرة هناك فتعيش في بعض الأحيان حالاً من الاضطراب بسبب الطرح الطائفي… تستمع الى أشرطة وخطب ومحاضرات فتجد نفسك وسط أسلوب جديد لنشر الفتنة الطائفية… تراقب الجدران من حولك فتقرأ ما يجعلك ترتعش: إما خوفاً أو غضباً أو صدمةً بسبب ما تحوي من أنفاس طائفية… تتصفح بعض المنتديات والمواقع فتجد الرؤوس الطائفية البغيضة هي التي تطل أولاً… بيانات ومنشورات وكتيبات أنيقة جميلة الألوان راقية الطباعة… لكنها للأسف طائفية. تحشيد طائفي مخيف ذلك الذي نعيشه في بلادنا… أليس كذلك