لم تسبق المواثيق الدولية الخاصة بالدفاع عن المرأة وحمايتها تعاليم الإسلام في هذا النطاق. .. من دون شك. لكن المعضلة الرئيسية هي في تطبيق نصوص وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من جانب خلق الله أنفسهم، فالخطأ – كما نقول دائما – يقع على المسلم الذي لا يطبق تعاليم الإسلام بصورتها السليمة أو لنقل: يطبقها، لكن طبقا لمزاجه هو وهنا مصدر الخطر… أن يقيس الإنسان المسلم تعاليم الإسلام بقياسه الشخصي فيجتهد ويفتي. سئل أحدهم في لقاء تلفزيوني عن العنف الأسري: من قائل هذه العبارة “رفقا بالقوارير”؟ فأجاب بلغة عربية سليمة: رفقا أم سحقا ما عاد يهم! وحينما علم بأن هذه العبارة ما هي إلا نص من حديث نبوي شريف قاله نبينا المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم، كرر مقولة متداولة بصورة خطيرة: أين المتن؟ وأين السند؟ فلربما كان من الأحاديث الموضوعة! في البيان الذي أصدرته جمعية أوال النسائية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يوافق يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، والذي ساقت فيه الكثير من المطالبات الموجهة للدولة… إن في هذا البيان حالا من الترصد الدقيق للوضع! فالكثير من السيدات في البحرين… وبعبارة أدق نقول: الكثير من الإناث، يتعرضن لأسوأ مشاهد العنف، فالمطالبة بمراجعة وتعديل جميع القوانين والتشريعات وإلغاء المواد والنصوص – التي بها تمييز ضد المرأة لأن وجودها يعني العنف ضدها – تعتبر مطالبة مشروعة لابد أن يتبعها عمل مدروس لاتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بحماية المرأة والحرص على ضمان حقها وكرامتها. ولعل من المفيد تأكيد الدعوة إلى تنفيذ حملة وطنية بمشاركة رسمية وأهلية لشرح المفاهيم الصحيحة وإظهار الممارسات القائمة وأشكال التمييز ضد المرأة، ويبدو أن دور علماء الدين أصبح في المقدمة الآن، لأن الكثير من الذين يتجاوزون حدودهم مع نسائهم وبناتهم لا يصدقون قول القائلين ونصيحة الناصحين، وإنما يستمعون إلى ما يقوله عالم الدين. فرفقا بالقوارير.