سعيد محمد سعيد

إذا جاء موسى وألقى العصا فقد بطل السحر والساحر!

 

بيت الشعر هذا مرق سريعا أمامي حيث الموقف. .. وقتذاك… من شدته وخطورته، يستدعي حضور من له عقل رصين وفكر راجح ونفس “بحرينية” طيبة لم تلوثها فيروسات الطائفية البغيضة! هكذا كانت إحدى مديرات مدرسة ثانوية للبنات. أول الكلام: إلى سعادة وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي، وهو “لمن يعرفه ومن لا يعرفه”، رجل يحمل وطنه على كفيه وقلبه… نرسل هذه العبارة لقائد وزارة خطيرة حساسة ونقول: خطواتكم مشهودة مشهورة، لكن الثعابين التي تبث سموم الطائفية في مدارسنا آن لرؤوسها أن تقطع! كنت ومازلت من الناس الذين يتعاملون بواقعة مع قضية “الطائفية” في البلاد، فقد أغرقنا في وحلها حتى ذابت عروق الرواء من قلوب الكثيرين، وكنت كذلك أعلم أن الخطاب الطائفي ليس حكرا على الجهلة والمتعصبين وذوي العقول المجوفة، وليس هو خطاب من نصبوا أنفسهم علماء دين من الفريقين قطعا فقط، بل حتى المثقفين!! لكن ما يرعب، هو أن يصبح المعلم والمعلمة مصدرا للفتنة. تحدثت إحدى المحاضرات التي ابتعثتها وزارة التربية للحديث أمام طالبات مدرسة ثانوية، ليدور حوار ثم نقاش ثم جدال، ثم تكفير!! وكأن التكفير كنتيجة هو ما يجب أن يختم به حوار الآخر معي، سواء كان نائبا يدعي أنه عالم دين وهو لا يمتنع عن نصب نفسه “إلها”، ووصل إلى مرحلة تخيل فيها أنه الآمر الناهي… أو كانت معلمة “فاضلة” لم تتقن التعامل مع طالبات “ثانوية” في محاضرة فوجدت في تهمة التكفير الفرصة!! وفي تسفيه مذهب إسلامي عريق… أفضل فرصة!! هذا الموقف أثار غضب الكثير من الطالبات وأولياء أمورهم… من السنة والشيعة، فكان الموقف الشجاع هو الإنكار! وإثبات الإنكار!! والادعاء بما لم يكن، والتفنن في إنكار ما كان!! لكن التحية، لمديرة المدرسة، التي تحمل اسم عهد جديد، وللمدرسات وللطالبات اللواتي تبادلن رسالة قصيرة “نحن سنة وشيعة لا نقبل الفتنة”… كيف؟ دعونا نكمل غدا بعون الله.