إبراهيم المليفي

فقدنا «مقامس»

قد يمر هذا الخبر سريعاً، وقد تتوقف عنده اليوم بعض الصحف بعجالة، ولكنها عندي وعند الشغوفين بصمت لن تمر بسهولة، الخبر الحزين هو وفاة الإعلامي الأستاذ رضوان مقامس أحد أعمدة البرنامج الإذاعي “واحة المستمعين” على البرنامج الثاني.

لا أذكر تاريخ بداية إدماني على ذلك البرنامج، ولكن أذكر جيداً أن مدة متابعتي له تجاوزت عشر سنوات، استفدت فيها واستمتعت “بالعلوم الطيبة” لأهل البادية في شبه الجزيرة العربية من الباحث الرصين الأستاذ أحمد بن محارب الظفيري، والحكم والأمثال ومعاني مفردات اللهجة المحلية وما يقابلها من معان في اللغة العربية من المرحوم رضوان مقامس، وأخيرا مع التراث الموسيقي البحري وعاشقه الباحث يوسف السريع الذي فتح نافذة جديدة للمستمعين كي يتعرفوا على الفن من زاوية علمية شيقة.

الآن أنا في حيرة من أمري، كيف سيواصل برنامج “واحة المستمعين” مشواره من دون رضوان مقامس؟ كيف سأتابع فقرات البرنامج من البداية حتى النهاية دون أن أستمع لصوت رضوان مقامس المميز وقفشاته اللطيفة؟ كيف سيتحمل فريق عمل البرنامج فراغ مكانه؟

لقد ارتبط الكثيرون وأنا أحدهم، إنسانيا ووجدانيا بثلاثي تقديم البرنامج، لأنهم رفاق دربنا كل يوم ونحن في لجة الطريق من المدارس للبيت، وليس ذلك هو سبب حزني على وفاة الأستاذ رضوان فقط، ولكن لفقدان البرنامج معادلة التوازن في مواضيعه التي اتفقت في الجوهر، وهو الماضي والتراث واختلفت في الأسلوب والزوايا، فكيف ومن سيسد مكان مقامس؟
إن الحياة ستستمر دون شك، وعزائي الوحيد هو لقائي اليتيم بالمرحوم رضوان مقامس في محله أوائل شهر ديسمبر الماضي، حيث تبادلت معه الأحاديث حول برنامجه وبعض مساهماته الطريفة، وما زلت أتذكر كيف استقبلني برحابة صدر وود وكأنه يعرفني منذ زمن وليس العكس.

في الختام نتقدم بخالص العزاء لأسرة “مقامس” الكريمة ولأسرة برنامج “واحة المستمعين” فرداً فرداً ولإذاعة دولة الكويت بوفاة المرحوم بإذن الله الإعلامي العم رضوان مقامس، و”إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”

الفقرة الأخيرة:
“مقامس” تعني كما ورد على لسان الفقيد رضوان مقامس الأسد عند قبيلة خزاعة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

إبراهيم المليفي

كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *