حسن الهداد

اللعبة أكبر منّا.. حافظوا على وطنكم

الوضع الإقليمي المعقد والمتكهرب ما زال يدار بحسابات مصالح القوى الأميركية ـ الروسية في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سورية، وما يزيد الوضع تعقيدا وإرباكا هو تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال: «نخشى نشوب حرب عالمية ثالثة مشعل فتيلها التمدد الروسي الذي لن نهيئ له التدخل بشؤون حلفائنا بالشرق الأوسط»، وهكذا كان تصريح بوتين قائلا: «نستمد القوة من حلفائنا الصين وكوريا وألمانيا ونعتقد أننا كشفنا لعبة الشرق الأوسط نصف قرن أميركي- إسرائيلي».
تلك المصالح لا شك انها ستدخل المنطقة بأكملها في دوامة حروب واسعة ومدمرة وستكون تحت رعاية الحلفاء، وتحت شعارات طائفية، وهذا أمر متوقع، ما لم تتبدل اللعبة في اللحظات الأخيرة، من بدأ السيناريو وذلك وفق المفاوضات والترضيات وبعض التنازلات التي يفترض ان تكون حاضرة من كل الاطراف المتصارعة لتفادي المزيد من الكوارث سواء على ارض سورية تحديدا أو المنطقة بشكل عام على اعتبار أن كل قضايا وخلافات المنطقة حقيقتها تدخل في حلقة التحالفات الدولية والإقليمية والتي تدار من قبل القوى العظمى.

في ظل صراعات القوى في منطقتنا لا نعترف بأننا لا نملك قوى خارقة لتغير المخططات التي جاءت نتيجة تراكمات وصراعات طويلة، ولكن علينا ان ندرك أن الخطر ليس بعيدا عنا، وكل ما علينا ان نتوحد في تلك الظروف الخطيرة من اجل التماسك لتقوية جبهتنا الداخلية والتي تكمن في نبذ كل التوجهات الطائفية التي هي اساس المخطط المرسوم لمنطقتنا من اجل تقسيمها لدويلات على أساس طائفي وعرقي.

على الكل اليوم مسؤولية وطنية للحفاظ على وطننا وذلك من خلال فتح العقول لأعلى افق وعلينا ان نفهم أن مخطط الربيع العربي (الدموي) الذي فشل في مصر وتونس، تم استبداله بمخطط آخر رسم بريشة خبيثة لإشعال الطائفية بين السنّة والشيعة في كل المنطقة، وهذا بداية نجاح مخططهم الذي سنراه قريبا والذي يسعى لتدمير شامل لمنطقة الشرق الأوسط ما لم نفق من استسلامنا.

كل الظروف التي نراها غير مطمئنة، ورغم ذلك أرى بعض غير المدركين يتغنون فرحا بالحرب العالمية ان وقعت وكأن الحرب «لعبة مبارزة» تنتهي في وقتها، الحرب تعني دمارا شاملا وقتلا وفقرا ومجاعة وتشريدا وانهيارا في جميع الاصعدة، فالمجاملات احيانا لن تجني إلا الكوارث، فاتقوا الله في وطنكم في ظل لعبة اكبر منا جميعا، وما بيدنا إلا ان نحافظ على وطننا بالعقل والمنطق والحكمة والوحدة الوطنية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *