غنيم الزعبي

الفرق بين ما حدث في مصر وتركيا

خرج عشرات الآلاف من الشباب الأتراك في ميدان تقسيم متظاهرين ومحتجين على احد قرارات البلدية، وتطور الأمر إلى اعتصامات ضد الحكومة التركية، فماذا فعل اردوغان؟ خطب في الشعب أقال عشرة وزراء من حكومته وعندما لم تقنع هذه الخطوة المتظاهرين الذين وصلت أعدادهم إلى مئات الألوف وحدثت مصادمات بينهم وبين رجال الأمن، خاطب الشعب قائلا: لا يوجد منصب أو كرسي في العالم يستحق هدر نقطة دم واحدة لأي فرد من أفراد الشعب التركي فحل الحكومة والبرلمان ودعا لانتخابات جديدة، وكان من الممكن ان تؤدي نتائجها لخسارته منصبه.
وفي حالة مصر لم يخرج فقط عشرات الآلاف ولا مئات الآلاف بل نزل إلى الشارع ٣ ملايين ونصف المليون مواطن مصري مطالبين الرئيس السابق محمد مرسي بالتنحي، وليس هم فقط فقد ذهب إليه وفد من الاتحاد الأفريقي وقالوا له بالحرف الواحد: شعبك ثار عليك ولا يرغب في بقائك احقن دماء الموالين والمعارضين لك وأعلن التنحي عن منصبك، فرفض وزاد على ذلك مطالبته اتباع حزبه بالتمترس في أكبر ميادين القاهرة ومقاومة رجال الأمن بكل قوة، وهو ما نتج عنه مقتل المئات وإصابة الآلاف من أبناء شعبه سواء المعارضون أو الموالون ومن رجال الشرطة.

كان بإمكانه ان يعود للشعب ويضع نفسه تحت رحمة صناديق الانتخابات التي لو أراد الشعب ان يعيده لأعاده بواسطتها وبنجاح باهر، ولكن لمعرفته الأكيدة ان الشعب لا يريده أصر على تعريض بلده لكارثة دموية في سبيل كرسي ومنصب زائل.

نقطة أخيرة

نختلف مع اردوغان أو نتفق معه هو نتيجة إرادة الشعب التركي ويجب ان نحترم هذه الإرادة فتركيا دولة صديقة ومسلمة ومهمة جدا في إقليم الشرق الاوسط، ونتمنى لها وللشعب التركي الأمن والأمان والاستقرار.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *