غنيم الزعبي

سامي النصف كما قرأته

لا أدعي معرفته شخصيا، وإن كنت أتشرف بذلك، فقط واجهته مرة واحدة حين تمت استضافتي معه في برنامج المواجهة للإعلامي عبدالوهاب العيسي في قناة الوطن. كان الموضوع عن التجنيد، ولفت نظري جملة قالها عن أن شبابنا في الوقت الحاضر لا يختلطون أو يجتمعون مع بعض، فكل عائلة أو طائفة أو قبيلة لهم ديوانياتهم وتجمعاتهم الخاصة بهم.
واقترح أن التجنيد سيقوم بجمع هؤلاء الشباب من مختلف الأطياف في مكان واحد، وسيتعرفون بعضهم على بعض وسيتصادقون بينهم لتعود اللحمة الوطنية قوية مرة أخرى.

عندها تيقنت أن هذا الرجل يحمل همّ وطن زادت الفرقة بين أبنائه، وهو يسخر قلمه وصوته في سبيل الوحدة الوطنية. وله في هذا الموضوع عشرات المقالات يحلل ويضع الطرق والوسائل التي يعتقد أنها ناجعة للحفاظ على وحدة هذا الوطن الصغير.

وأنا قارئ مدمن على مقالاته على مدى الـ 16 سنة الماضية بعد أن عدت للكويت وبدأت أتابع الصحافة المحلية وكُتّاب الأعمدة فيها.

هو بالإضافة إلى 5 أو 6 كتاب لا يخيبون ظنك أبدا في نوعية مواضيعهم التي يطرقونها وأسلوبهم السهل المتدرج الغني، والذي دائما تخرج منه بفائدة إما بمعلومة جديدة أو رأي متفرد ومتميز في موضوع هو حدث جارٍ في ذلك الوقت.

كذلك لا يوجد أحد في الكويت مع احترامي لبقية زملائه يستطيع تحليل حوادث الطيران وكوارثها مثله، وقد أصاب عين الحقيقة حين تنبأ ببعض أسباب حوادث الطيران قريبة العهد كالطيارة الماليزية وطيارة الخطوط المصرية حين كتب عنهما مبكرا، ووضع عدة سيناريوهات لأسباب تلك الحوادث، واتضح لاحقا صحة ودقة توقعاته.

وهو محب عاشق لمصر وأهل مصر وتاريخ مصر. وكتب عشرات المقالات يرجع فيها لتاريخ الملكية والثورة وعهد حسني مبارك ويستنبط منها دروسا وعبرا ويعكسها على الوضع الحالي. وقد فسر اهتمامه الشديد بمصر لاعتقاده بأنها كالقاطرة التي إذا تعافت واشتدت قوتها فستسحب معها باقي الدول العربية تباعا إلى النهضة والازدهار.

نقطة أخيرة: ما سبق هو نبذة صغيرة ومتواضعة لا تفي أستاذنا الكبير سامي النصف حقه من أحد تلامذته المحبين له. وأتمنى كما يتمنى الكثير من محبيه أن يكون قراره الأخير هو فقط استراحة محارب يعود بعدها بكل نشاط ليثري الصحافة المحلية بمداد قلمه.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *