سامي النصف

أخطار وتحديات جديدة لعالم الطيران!

في السبعينيات وحتى الثمانينيات انتشرت في عالم الطيران حوادث خطف الطائرات من قبل تنظيمات سياسية والتي لم تستطع الأجهزة الأمنية منعها رغم استخدام افضل أجهزة الأشعة بالمطارات للبحث عن السلاح، وكان سبب ذلك أمرين الأول ان العقول المجرمة والشريرة هي عقول تفكر بطريقة ملتوية وماكرة جدا ولا يمكن لعقول رجال الأمن السوية مجاراتها لذا يحدث بالعادة الاختراق الأمني ويتم خطف الطائرات بأسلحة يتم تهريبها بطرق لا يمكن تصورها ثم يسد الاختراق بوقت لاحق لا سابق، السبب الثاني والمسكوت عنه هو ان بعض عمليات الاختطاف كانت تتم بعد دخول الخاطفين لحمامات الطائرة ما يدل على قدرة الجهات الشريرة المخططة للخطف على الوصول لجداول رحلات الطائرات وزرع الأسلحة بالحمامات إبان المبيت الليلي للطائرة أو إبان عمليات الصيانة وإبلاغ الخاطفين بها.

***

وقد توقفت الخروقات الأمنية السابقة وعمليات الخطف فقط لكون الخاطفين ومن يقف خلفهم وجدوا عدم الحاجة اليها، وعندما احتاج المخططون لجرائم سبتمبر 2001 للخطف قاموا بالسيطرة على اربع طائرات باستخدام أمواس تستخدم ضمن الأعمال المكتبية واستخدموها هذه المرة لتدمير الطائرات والمباني.

ان خطورة ما يجري هذه الأيام ان الاستهداف الأمني للتنظيم لم يعد خطف الطائرات بل تفجيرها عبر طرق مبتكرة للتهريب كما حدث قبل 3 أشهر مع شركة «دالو» الصومالية في رحلتها من مقديشو حيث تم زرع المتفجر بطريقة معقدة داخل لابتوب احد الركاب وقد انقذ الطائرة من الفاجعة ان الانفجار قد تم على ارتفاع منخفض تسبب في فتحة في جدار الطائرة، وهناك حوادث تهريب للمتفجرات في الأحذية وحتى الأجساد وغيرها من مبتكرات شريرة لن تتوقف لعقود قادمة!

***

ان جميع شركات الطيران وجميع الطائرات في العالم وكذلك تحديدا بالمنطقة أمام خطر داهم غير مسبوق، فتنظيم داعش يرى في جميع الدول والشعوب وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية اعداء له يحلل للمغرر بهم من اتباعه الاضرار بهم وقتل الأبرياء وقتل الفاعل نفسه كوسيلة للوصول السريع للجنة وللحور العين.

وعلى المنظمات الدولية المختصة كاتحاد الطيران الدولي والاياتا واتحاد النقل العربي التوصية بالتشديد الأمني على الطائرات إبان مبيتها الليلي أو أثناء أعمال الصيانة ومتابعتها بالكاميرات الأمنية الخارجية والأجهزة المتقدمة الداخلية التي ترصد وتسجل وتصور كل من يقترب من الطائرة أو يفتح عنابر الشحن فيها المكان المفضل لزرع المتفجرات التي باتت متناهية الصغر شديدة الضرر وكثيرة التقدم في عمليات ربطها بأجهزة ضغط وتوقيت متطورة، كما يجب اعتبار جداول تحرك الطائرات ومطاراتها وتواريخها ومواعيدها من الاسرار التي لا يطلع عليها إلا كبار المختصين، والتي يجب ان تتعرض للتغيير غير المتوقع والتفتيش من حين الى آخر، ويجب رصد دلائل التطرف المعروفة عند الفنيين العاملين على الطائرات والعاملين قربها.

***

آخر محطة: (1) إن حدث عمل إرهابي كبير هذا الصيف في الولايات المتحدة او قبيل الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل من قبل تنظيم داعش فسيهدي ذلك العمل الرئاسة الأميركية على طبق من ذهب للمرشح دونالد ترامب وقد سبق لاعمال ارهابية «إسلامية» أن أهدت كراسي الرئاسة في اميركا وأوروبا وإسرائيل لليمين العنصري المتطرف، لذا لا جديد تحت الشمس!

(2) ضمن الحذر الشديد من قدرة تنظيم داعش ومن يرسلهم كمسافرين على اختراق الاجهزة الأمنية بالمطارات العربية نكرر التوصية بمراقبة القائمين على أجهزة الأشعة التي تسبق الوصول للطائرة، فمن يضيع وقته وجهده وتركيزه على السائحين وكبار السن والعائلات ..الخ ممن لا يشكلون أي خطورة على الطائرات ضمن عمليات «البروفايل» الأمنية المعروفة كوسيلة للتكسب المالي غير المشروع، لا يمكن لهم على الإطلاق اصطياد الحيل الماكرة التي يقوم بها من… يشكلون خطرا حقيقيا على الطائرات من الإرهابيين!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *