حسن الهداد

اقرأ.. قد تحتاجها

لو كل شخص فكر بشكل ايجابي في حياته، وسأل نفسه كيف يمكن له ان يقفز الى النجاح وتحقيق الطموح والرغبات، وإن كانت تلك الرغبات ملبدة بالمصاعب والعراقيل، حتما سيجد ذاته متحدية وقادرة على ذلك، بشرط ان يقتنع بأن مسألة الاهتمام بالراحة تشكل عدوا اساسيا.
قد يستغرب البعض من هذه الجملة، لكنها هي الحقيقة ما دام الشخص يسعى للبقاء في راحة من دون تطوير ذاته باستمرار، بالتأكيد فان هذا الأمر سيجعله يواجه الصعوبات وصراع دائم مع النفس، وقد تصفعه الدنيا عدة صفعات مؤلمة.

لذا، لابد للشخص من أن يسعى لتطوير نفسه نحو حياة افضل بدلا من اصراره على الاستمرار على روتين مكرر وممل في حياته، الاهم ان الانسان يفكر في انه قابل للنمو وقادر على مقاومة كل الظروف في كل المجالات والأصعدة، وعليه الا يقلل من حجمه مهما كان وضعه وظروفه وبيئته، ان طبيعة الحياة وتجاربها ستمنحك دافعا للتحرك نحو تحقيق الأهداف بشرط ان تخرج من راحتك ويأسك وتلغي فكرة البقاء عليها مهما بلغ بك العمر، خاصة ان الحياة متجددة وتدفعك نحو تحقيق المزيد من الرغبات في حال تمسكت في مثابرتك وصبرك وإصرارك.

فإن البقاء على طلب الراحة والخضوع لليأس، لن يجعل منك شخصا مميزا بل بالعكس ستحولك الى مراقب سيئ في ملاحقة الناس بحياتهم، وقد يتطور هذا الأمر الى الحسد والحقد عليهم ما دام لم تستطع تحقيق نجاح تتمناه كغيرك، فمن هذا المنطلق لابد ان تمنح نفسك فرصة وتقدم نحو طريقا جديدا في تلك الحياة وان تتحدى ذاتك حتى تكون قادرا على التحكم في مصيرك بدلا من ان يتحكم الخضوع بك.

كل من حققوا النجاح لم يتفرغوا لراحتهم ولم يستسلموا لليأس ابدا، بل قاوموا الحياة بكل متاعبها حتى اصبحت الحياة تلاحقهم وتلاحق نجاحاتهم وإنجازاتهم، وأصبح كل العالم يبحث عنهم ويراقبهم اينما كانوا، فلماذا نضيع اوقاتنا على امور تافهة لا تنفع، أليس علينا ان نتخذ القرار الصعب نحو حياة افضل مليئة بالمصاعب التي خلفها النجاح الحقيقي؟

كم مرة، سألت نفسك عن حياتك، ورغبتك نحو تغييرها للأفضل؟ إجابة هذا السؤال: يكمن حلها في إلغاء راحتك المعتادة والتوجه نحو هدفك الذي تسعى لتحقيقه، وهذا يتطلب تطوير عامل الوعي في فكرك، من خلال تجربة اشياء جديدة كنت تخاف ان تجربها، ان تقوم بأعمال متميزة لم تقم بها من قبل، ان تصنع اشياء جديدة في حياتك لم تحاول صناعتها من قبل، عليك ان تذهب الى اماكن لم يسبق لك ان ذهبت اليها، كي تكتشف حياتك ورغباتك وطموحك من جديد، ومن هنا تنطلق نحو نمو نفسك.

وتأكد تماما اذا اتجهت نحو العمل بجهد وإخلاص، فستجد الحياة تكافئك بما لا تحلم به، هكذا هي الحياة تمنحك بقدر ما تقاومها وتتسلق حول صعابها، وفي النهاية فان النجاح له ثمن حقيقي تدفع فاتورته التجربة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *