أ.د. محمد إبراهيم السقا

المستهدفات الاقتصادية للرؤية السعودية الجديدة

أعلنت المملكة يوم الإثنين الماضي رؤيتها الجديدة التي حملت اسم “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، والتي تستند إلى ثلاثة مرتكزات هي العمق العربي والإسلامي، والقدرات الاستثمارية الضخمة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وقد جاءت صياغة الرؤية مرتبطة بهذه المرتكزات. ما يميز الرؤية الجديدة للمملكة هو أنها تتناول الأبعاد المختلفة للمجتمع العصري المتوازن، بأبعاده الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية وبالطبع الاقتصادية، وهذا هو محور اهتمامي في مقال اليوم.

عندما نتعمق في التفاصيل التي تحتويها «الرؤية» سنجد أن صياغتها استندت إلى أهداف طموحة للغاية، وهذا أمر طبيعي ومرغوب في الوقت ذاته. فمن الناحية العلمية، الرؤية هي الحلم الذي نتصور أن تكون عليه أوضاعنا في المستقبل، وعندما يتعلق الأمر بالمستقبل، فلا ضابط يحدنا نحو التفكير فيما يمكن أن نستهدفه. لكن ما لفت انتباهي أن «الرؤية» احتوت على تفكير استراتيجي عميق، ورؤى ثاقبة للكثير من جوانب المستقبل للمملكة. متابعة قراءة المستهدفات الاقتصادية للرؤية السعودية الجديدة

د. حسن عبدالله جوهر

فأتوا بقانون مثله إن كنتم صادقين!

يحاول البعض أن يصطنع شطارة سياسية من خلال استغلال اقتراح بقانون قدمه نواب مجلس 2009 بشأن إنشاء شركات مساهمة تتولى بناء وتنفيذ مصافي النفط في الكويت، ويعتبره “رزقة” نزلت عليه من السماء لتبرير مشاريع الخصخصة التي تبنتها الحكومة بشكل واسع ومخيف ومنها بيع المرافق النفطية.
الترويج لهذا المقترح عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي تزامن مع الإضراب النفطي يعكس طبيعة الخلاف في المواقف السياسية، ومحاولة بائسة لضرب مصداقية مقدمي القانون وموقفهم من الخصخصة، ولذلك اكتفى الخصوم بنشر عنوان القانون دون أن يملكوا الشجاعة في عرض مواده وخاصة المادتين الأولى والثانية منه. متابعة قراءة فأتوا بقانون مثله إن كنتم صادقين!

عادل عبدالله القناعي

أرحمونا بسكوتكم

عندما يتحدى أحد «مجرمي» الكيان الصهيوني المدعو«نتن-ياهو» جميع العرب والمسلمين في جلسة خاصة مع الحكومة الإسرائيلية في إحدى بلدات هضبة الجولان ، وبالتزامن مع إحياء السوريين ذكرى جلاء الإستعمار الفرنسي عن الجولان ، فاعلم علم اليقين بأن هذا المعتوه لم يتكلم من سراب ، بل بحقيقة وواقع ملموس اتخذه هو وبعض صهاينة العرب ، حيث صرح هذا «المجرم» بأن هضبة الجولان المحتلة ستبقى إسرائيلية إلى الأبد ، وإن الوقت قد حان لكي يعترف جميع العالم بالحقيقة وهي إن «الجولان ستبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية» ضاربا بعرض الحائط العميل رقم واحد للكيان الصهيوني وهو المجرم بشار الأسد مع جميع الأنظمة العربية والإسلامية التي وللأسف لم تتفاجئ بهذا التصريح الخطير ، وهذا إن دل يدل على خضوع وضعف الأنظمة العربية والإسلامية في مواجهة تلك التحديات الخطيرة التي تنذر ببزوغ قوى شر مهيمنة ذات طابع إستراتيجي تريد أن تتحكم وتفرض سيطرتها على مداخل ومخارج المنطقة العربية من النيل إلى الفرات ، مع العلم بأن الكيان الصهيوني أحتل ثلثي هضبة الجولان خلال حرب عام 1967 ، وأعلن رسميا في عام 1981 ضمها إلى إسرائيل في مبادرة لم يعترف بها المجتمع الدولي حين ذاك ، وقرر الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر عام 1981 في جلسة ما تسمى «بقانون الجولان» فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان ، وبدأت إسرائيل تتعامل مع الهضبة كأنها جزء لا يتجزء من محافظة الشمال الإسرائيلي . متابعة قراءة أرحمونا بسكوتكم

د. حسن عبدالله جوهر

النهوض في مشروع الفكر التنويري

في ظل متغيرات المنظومة القيمية التي تحكم العالم العربي والتي باتت تتأرجح بين العدم والحضيض، بين واقعين أحلاهما مر، بات من الضروري العودة إلى النظر في الجانب الثقافي وإعادة تعديل الموازين الفكرية التي تعكس تحضر الشعوب… ولهذا وجب إعادة النظر في الوضع العربي بمنظور ثقافي فكري متبصر رغبة منا في إعادة الهدوء والسكينة إلى أمة باتت تفتقد الأمن، أمة باتت تابعة بعد أن كانت تاجآ للأمم .

وإن تغييب دور المفكر العربي في مجالات المنظومة الحياتية العربية أنعكس سلباً على الوضع العام للبلدان العربية فباتت تعيش قحطاً فكرياً وأفتقاراً للرؤى النقدية التي تجعل العربي ينتهج سياسة ترك القبيح والتي جعلت من الأسرة العربية مستهلكة لكل ما يقدم إليها من منتوجات مادية ومعنوية سواء أكان الأمر مرتبط بالسلع الرخيصة التي تلقي بنا في دوامة التبعية بكل أشكالها أو بالمادة الإعلامية التي هي مشروع غزو قائم الذات أستهدف الأمة العربية وسعى لمحو معالمها …
فكيف السبيل يا ترى لإعادة الإشعاع للأمة العربية؟ متابعة قراءة النهوض في مشروع الفكر التنويري

محمد الوشيحي

بائع الماء على ضفاف النهر

تعازينا الحارة للبساطة والسلاسة والعمق. تعازينا للحرف والقافية والوزن. تعازينا للحكمة والتلقائية والصعلكة. تعازينا لشعر النظم وشعر المحاورة. تعازينا لعشاق الشعر الحقيقي ومتذوقيه. تعازينا لأهله ومحبيه. تعازينا لعشاق فرائده. تعازينا لشعراء المعلقات السبع في وفاة حفيدهم سعد بن جدلان الأكلبي.
رحم الله كبير سحرة الشعر الشعبي في هذا العصر. رحم الله من كان يزرع كلمة “كيف” في ألسنتنا. إذ كنا، بعد كل قصيدة ينشرها، نتساءل بحواجب مرتفعة: كيف توصل إلى هذا الوصف؟ كيف تمكن من هذه الصياغة؟ كيف أوتي كل هذا، من دون تعليم ولا ثقافة حديثة ولا سفر ولا قراءة، ولا اطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، ولا يحزنون؟ كيف وكيف وكيف؟
ويقول الشاعر، الساحر الآخر، فهد عافت: “إذا لم ينصف التاريخ سعد بن جدلان، فالعيب في التاريخ”، وأقول لفهد: “الأكلبي هو واحد من أهم مَن كتبوا تاريخ الشعر في الجزيرة العربية، هو واحد ممن صنعوا التاريخ، هو واحد من أبرز سادة التاريخ، والتاريخ لا يتنكر لسادته وأعمامه. فإن بدا عليه اللؤم وأنكر الأكلبي، سألناه: مَن صنعك إذاً؟”، قبل أن نستعين بالشعر شاهداً على نذالة التاريخ، فيفضحه ويكشف جحوده وإنكاره. متابعة قراءة بائع الماء على ضفاف النهر

عادل عبدالله المطيري

هنيئا للسعوديين..بأمير التنمية

أعتقد أن الكل قد تعرف إلى خطة التنمية الطموحة التي اطلقها ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت اكثر من 33 مشروعا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ستنقل السعودية من الاعتماد على البترول كمصدر رئيسي للدخل القومي إلى مجرد دخل من دخول الميزانية.
سواء اتفقنا أو اختلفنا حول الرؤية المستقبلية للسعودية عام 2030، من المؤكد أن المكسب الكبير والأكيد هو صاحب الخطة الأمير محمد بن سلمان، الذي ظهر في الإعلام الغربي والعربي وتعرف عليه الناس عن قرب.

ما الذي عرفناه عن الأمير محمد بن سلمان؟ متابعة قراءة هنيئا للسعوديين..بأمير التنمية

إبراهيم المليفي

تمدد خطاب الكراهية

آخر أخبار العالم المتحضر تؤكد أن القادم لا يبشر بالخير، ذلك العالم المكشوف لنفسه وللعالم إعلاميا هو الذي يستحق الأسى عندما ينغمس في خطاب الكراهية بعدما اجتهد في الاستفادة من أخطائه، العالم المتحضر هو الجهة المرغوبة للهجرة والعمل والدراسة والطبابة والاستثمار والبحث عن الأمان، وإذا ما فقد هذه المميزات تحولت الكرة الأرضية بأكملها إلى كوكب متوحش.
قبل أن تظهر أزمة المهاجرين السوريين إلى أوروبا كان حزب لوبان الأب وابنته من بعده في فرنسا معبرا عن شريحة مناهضة لوجود العمالة المهاجرة، وكانت المبررات تستند إلى الأسباب الاقتصادية فقط، ولكن بعد تفجر قضية اللاجئين تحول مسار اليمين المتطرف ليعبر عن خليط من المشاعر المناهضة للمسلمين، ولكل ما هو غير فرنسي، خصوصاً أن فئة من المسلمين الإرهابيين قدموا الأدلة على وحشيتهم على طبق من ذهب في جريمة شارلي إيبدو وتفجيرات باريس، صحيح أن اليمين الفرنسي المتطرف أخفق في الانتخابات عدة مرات لكنه كشف عن مدى التدهور في مزاج الناخب الفرنسي. متابعة قراءة تمدد خطاب الكراهية

احمد الصراف

الدهاء الحكومي

كتبت مرات عدة، منتقدا قرار وزير النفط السابق، السيد محمد البصيري، ممثل الإخوان المسلمين في الحكومة حينها، الذي تبين لاحقا أن معرفته بالنفط، وبإدارة المال العام، لا تزيد على معرفتي بالماليزية، في ما يتعلق بزيادة رواتب ومزايا موظفي وعمال النفط لمستويات خيالية، دون تفرقة بين الوظائف الإدارية وبين الفنية، المتعبة، بحيث أصبح متوسط راتب خريج الجامعة لا يقل عن 12 ألف دولار! ولكن تبين لي مؤخرا أن قراره المؤذي والخطير برفع الرواتب لتلك المستويات الفلكية، وحذو جهات حكومية عدة حذوه، وما ذكره من تبرير «مضحك» من أن تلك الزيادات الهائلة لن تكلف خزانة الدولة العامة فلسا واحدا، كان قرارا ممهورا برضا رئيس الوزراء، وموافقة مجلسه الموقر، وبالتالي لا يلام الوزير بقدر ما تلام الحكومة التي تسببت ليس فقط في خسارة الدولة لمئات ملايين الدولارات، في صورة زيادات غير مبررة لجهات عدة، و«حرمان» بقية الموظفين منها، بل وأيضا ما نتج عن ذلك من تضخم هائل في الأسعار، ودخول الدولة برمتها في مرحلة تالية في صراع رواتب لن ينتهي على خير.
كان من الممكن أن تطال تلك الزيادات بقية موظفي الدولة، لتصبح حكومة الكويت الأكثر مبالغة في كرمها مع العاملين معها، لولا ذلك الانخفاض الكبير في دخل الدولة بعد انهيار اسعار النفط، لتكتشف الحكومة، او رئيسها ومستشاروه، مع استمرار انخفاض العائدات حجم الضرر الذي تسببوا به في حق الوطن والمواطنين.
للخروج من الورطة، اقترحت الحكومة فكرة «البديل الاستراتيجي» وهي نكتة اكثر سخافة من الخطأ نفسه، ولا أعرف ما علاقة الأمر بالاستراتيجية، التي ظلمت هنا، كما سبق أن ظلمت من قبل بخطط الحكومة التنموية الأخرى.
لقد كشفت مشكلة رواتب موظفي وعمال النفط، مدى ضعف الحكومة ككل، وأنها حقا عاجزة عن التصدي لمشاكل بمثل هذا الحجم والتعقيد، خصوصاً أن أخطاءها هي التي تتسبب بها أصلا! ولا ننسى في هذه العجالة أن القطاع النفطي، على الرغم من اهميته، كان شبه لعبة بيد الحكومة، فتارة تعين له وزيرا سلفيا ليقوم بما يفترض أن يقوم به من ينتمي إلى السلف من تعيينات، وتارة تعين وزيرا محسوبا على الإخوان ليقوم هذا بإقالة من قام سلفه بتعيينهم، وإحلال إخوان محلهم، وهكذا، لتستمر فوضى التعيين والإقالة والانتقام حتى اليوم، والأمثلة أمامنا كثيرة، وبالتالي لم تسع الحكومة، في السنوات العشرين الأخيرة على الأقل، في جعل هذا القطاع الحيوي، حيويا بحق، وخاليا من السرقات التي وردت في تقارير ديوان المحاسبة.
إن الطلب من الحكومة اليوم التحرك وعلاج مشكلة رواتب ومزايا عمال النفط، ورواتب القطاعات المماثلة أمر لا جدوى منه، فهذا أكبر من قدراتها، وبالتالي المطلوب حكومة جديدة بفكر جديد للتصدي لحل المشكلة.

سعد المعطش

«التنكة»

المعادن كثيرة منها ما هو قوي ومنها ما هو خفيف ويلتوي بسرعة ومازلت أتذكر حين ظهرت علب المشروبات الغازية في نهاية السبعينيات وكنا نمارس قوتنا عليها ونطعجها بيد واحدة، ومن الطبيعي أن عملية الطعج لا تكون إلا بعد شرب المحتوى لآخر قطرة منه.
وفي الوقت نفسه هناك معادن قوية جدا ونادرا ما تجد من يحاول ممارسة إظهار قوته معها، والشيء المشترك بين جميع تلك المعادن أنها جميعها قابلة للتلميع بداية من الأقوى والأثمن وهو الذهب إلى أن تصل إلى «الشينكو» الذي يستعمل بحظائر الدجاج. متابعة قراءة «التنكة»

أ.د. غانم النجار

من هو الجبنة الكبيرة وما علاقته بفراش البلدية؟

من يعرف “فراش البلدية”، سيعرف بسهولة من هو “الجبنة الكبيرة”.
حكاية التمويه، واستغلال النفوذ للإثراء غير المشروع، واختلاس الأموال، يبدو أنها صارت ثقافة سائدة مع الحقبة النفطية. حكاية فراش البلدية تم ردمها، ووضعها في مطمر منذ فضيحة تزوير وثائق الأراضي منتصف الستينيات. في إطار بحثي لرسالة الدكتوراه جمعت الكثير من الوثائق النادرة حول التلاعب بالتثمين والأراضي. وخلال مقابلاتي الميدانية حكى لي جزءاً منها رجل فاضل هو أحمد البشر الرومي، رحمه الله، وجزء آخر حكاه لي رجل فاضل آخر هو محمد العدساني، شفاه الله، ومعاناته حين كان رئيساً للمجلس البلدي من ١٩٦٤ إلى ١٩٦٦، إلى أن تم حل المجلس في مايو ١٩٦٦، ليبدأ هبش ميزانية التثمين دون حسيب أو رقيب. إلا أن القضية أعاد نبشها مرة أخرى بسؤال نائب فاضل هو أحمد النفيسي في مجلس ١٩٧١. كان رد الحكومة الرسمي بأنها لم تقدم أياً من المسؤولين للمحاكمة، ولم تكلف نفسها حتى عناء التحقيق، حفاظاً على السمعة، ثم ألقت اللوم على “فراش البلدية”، الذي تم إبعاده عن البلاد، وحافظت البلاد على عفافها من درن الفساد، وانتهت حكاية تزوير وثائق الأراضي. فراش البلدية كان كبش فداء لحالة متأصلة، يتم رمي الضحية في البحر ليغرق، ويخرج الفاسدون بثيابهم البيضاء بلا اتساخ، فلا لغو ولا تأثيم. وبالتالي لم يكن مستغرباً، بعد ثلاثة عقود، أن تظل أكبر فضيحة تمس أموال الناس في مؤسسة التأمينات الاجتماعية لهذه المدة الطويلة من الزمن، شاركت فيها حكومات، ووزراء متعاقبون، ونواب موالون ونواب معارضون، كلهم صمتوا وسهلوا ذلك الاستلاب، بل إن الطامة الكبرى كانت أن الكشف عن الجريمة، أتى عن طريق فرد، لوحده، وبجهد ذاتي، شخص فاضل آخر اسمه فهد الراشد. عندما شرح لي صديقنا د. فهد التفاصيل، وأسماء من تعاقبوا على إدارة التأمينات وتواطؤ وزراء وحكومات ونواب من اتجاهات مختلفة، تذكرت “فراش البلدية”.
فإن كانت الحال كذلك، وهي كذلك للأسف، فهل نستغرب ظهور جبنة كبيرة في “إيميلات موناكو”، قبضت مليونين ونصف من الدولارات فقط لتسهيل الحصول على عقود نفطية؟ ولا أظن أن الشخصيات المهمة عندنا تقبل بهذا المبلغ التافه، فلعله كان فراش بلدية آخر. متابعة قراءة من هو الجبنة الكبيرة وما علاقته بفراش البلدية؟