فؤاد الهاشم

إيران.. قط يلعق دمه!!

قبل سنوات، نشرت صحيفة لبنانية حوارا مع زعيم حزب الله اللبناني السيد «حسن نصرالله»، تحدث فيه عن مراحل من حياته، طفولته، وصباه، وشبابه، وكان أهم فقرة لفتت انتباهي في ذلك اللقاء الصحافي حين قال: «كنت في الخامسة أو السادسة من عمري، واعتدت على اختطاف الشال الأسود الذي كانت جدتي رحمها الله تلف رأسها به وألفه على رأسي علي شكل عمامة فيضحك والدي ووالدتي، كنت أرغب وبشدة أن أصبح سيد ورجل دين منذ نعومة أظفاري»!! انتهي حديث سماحة السيد!! حين كنا أطفالا وجيراننا لهم أطفال، وجيران جيراننا لهم أطفال، والمنازل التي خلف منازلنا يسكنها أناس لديهم أطفال، عندما يسألنا الكبار: «ماذا تريد أن تصبح حين تكبر.. يا حبيبي»؟ كانت إجاباتنا – ربما إجابات تسعة أعشار أطفال العالم «الطبيعيين» هي: «أريد أن أكون ضابطا، أو طبيبا، أو مهندسا، أو طيارا! بالنسبة لي شخصيًا، فقد كانت طفولتي «شكلها غير» فحين يسألني أصدقاء الوالد أو صديقات الوالدة: «شتبي تصير لما تكبر .. يا حلو»؟ كنت أقول: «أريد أن أصبح طبيب أمراض نساء وولادة»، ربما لان سبب ذلك يعود لكوني .. «أحب الحريم .. وايد»!! نعود إلى موضوع السيد حسن نصرالله و«شال جدته الأسود» الذي اعتاد – وهو طفل – أن يلفه على رأسه بشكل عمامة لأن أحلامه لم تكن مثل أحلام كل أطفال العرب والمسلمين والعالم بأسره، بل كان يحلم بأن يكون «أداة في يد رجل أخر هو المرشد الأعلي للثورة الإسلامية في إيران»، ثم يترأس حزبا سياسيا وعسكريا يختار له لون المرض والسقم – وهو الأصفر – ليجعله راية يرفعها رجاله ليل نهار ربما متجاهلا خطبة الامام علي كرم الله وجهه حين وصف أقواما بأنهم.. «صفر الوجوه وما هم.. بمرضى»!! وأيضًا، قد يجهل إن رجلا في فرنسا اسمه «شارل لوي دي سيكوندا» وشهرته «مونتسكيو» والذي ولد في جنوب غرب فرنسا بالقرب من مدينة «بوردو» عام 1689 حيث درس الحقوق ثم نشر كتابه الساخر «رسائل فارسية» وقد قال: أفضل ما يفعله الفاشلون أن يصنعوا من أنفسهم.. رجال دين»!! ثم يكبر «الطفل» حسن نصرالله ليتحول شال جدته الاسود الخفيف الي عمامة سوداء ثقيله تغريه على اختطاف جنديين إسرائليين ليدخل حرب طاحنة عام 2006 قال فيها لاحقا: «لو كنت أعلم أن ردة فعل اليهود بهذه القسوة لما ابتدأتها»! قتل في هذه الحرب 2000 لبناني ودمرت البنية التحتية، للبنان، ولو كان «الطفل» حسن أخذ شال والدته الأبيض، فلربما كان الألفا قتيل – الأن – أحياء عند أهلهم.. يرزقون!! سماحة السيد حسن نصرالله ليس هو الموضوع في مقال اليوم، بل سيده الأكبر القابع في ايران المرشد الأعلي أية الله العظمى «على خامنئي» الذي كان «حجة الاسلام» حين توفي الامام الخميني، وهي درجة دينية تعادل الثانوية العامة، ليصار الى ترقيته لمرتبة «آية الله» التي تعادل «الدكتوراه» بين عشية موت الامام المؤسس للثورة وضحى اليوم التالي لتولي المرشد الجديد مهام منصبه! كأن الراحل «شارل لوي دي سيكوندا» يقرأ الغيب حين قال ما قال قبل أكثر من أربعمائة سنة.. مضت!! راقب العالم – بأسره – دون أن تبدو عليه أية علامات – دهشة أو تعجب
جموع غوغاء ايران وهم يقتحمون السفارة السعودية في طهران ويحرقون القنصلية في «مشهد» ويسلبون محتوياتها في منظر له سوابق عديدة في ذلك البلد التعيس الذي تجمع على حكمه «رجال فاشلون قرروا أن يصنعوا من أنفسهم رجال دين»، فقد اقتحمت سفارات وأحرقت أخرى وانتهكت كل أعراف وتقاليد ومواثيق الدول المتحضرة، ولم تعد أقمشة عمائمهم قادرة على ستر عورات سياساتهم الخرقاء .. هذه!! الجمهورية الاسلامية الايرانية لها قدرة عجيبة ومذهلة في خلق الاعداء، وخمول وكسل وبلادة أعجب في خسارة الأصدقاء، صارت كالقط الذي يتلذذ بلعق المبرد دون أن يعي أنه يلعق.. دمه!! أصبحت تعشق طعم الدم في البحرين وسوريا واليمن ولبنان والقطيف، لكنها تجد الدم اليهودي مرا وعلقما وسما زعافا لا تريده أن يلمس لسانها المتلذذ بطعم لحوم وأشلاء اخوانها المسلمين!! ألم يقل المرشد الأعلى والنار الاسرائيلية تحرق غزة في «الرصاص المصبوب» إن .. «أيدينا مكبلة»؟! إنها مكبلة ومغلولة مع أعداء الاسلام، ولكنها «مبسوطة كل البسط» مع قلعة الاسلام والمسلمين، ارض الحرمين الشريفين، فلا قرت أعين .. الجبناء الذين صنعوا من أنفسهم.. رجال دين!!

***
آخر العمود:
وأكثر من الشورى فإنك إن تصبْ تجدْ مادحًا أو تخطئ الرأي تعذر

***
آخر .. كلمة:
يفني البخيل بجمع المال مدته

وللحوادث والأيام ما يدعُ

كدودة القز ما تبنيه يهدمها

وغيرها بالذي تبنيه ينتفعُ

آخر مقالات الكاتب:

One thought on “إيران.. قط يلعق دمه!!”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *