سامي النصف

متى ستنتهي مأساة المخطوفين القطريين؟!

حصل صيادون قطريون على رخصة من وزارة الداخلية العراقية لدخول العراق والتخييم في الصحراء وممارسة هواية الصيد والقنص، وكانوا في حماية عناصر من المخابرات العراقية عندما هاجمهم قبـل 3 أسابيع 100 مسلح يستقلون 70 مركبة دفع رباعي اخترقت صحراء محافظة المثنى لتلقي القبض عليهم وتنقلهم إلى جهة مجهولة، وواضح ان في الأمر خيانة، وإلا فكيف علموا بمكانهم في الصحراء الشاسعة؟ وكيف لم ينتبه أحد لهذا العدد الضخم من العربات والأفراد أثناء تحركهم قبل وبعد الخطف؟!
***

وذكرت جريدة «السيمر» الإخبارية العراقية ان الخاطفين قاموا بإحراق شنطة مليئة بالنقود قدمها أحد المخطوفين وهو ما يدل على ان الخطف ليس قائما على معطى طلب المال فقط، بل ان هناك مطالب سياسية خلفه ذكرت البعض منها صحيفة المشرق البغدادية تتعلق بطلب إطلاق سراح معتقلين في دول خليجية ومعتقلين آخرين لدى جماعات المعارضة السورية، وجميع تلك المطالبات ظالمة وغير عادلة، حيث لا تملك قطر حقوق السيادة على الآخرين.

***

وقد طالبت المرجعية العليا في النجف مشكورة الخاطفين بإطلاق سراح المخطوفين القطريين، كما طالبت الحكومة العراقية والقوى السياسية معها بدعم الأجهزة الأمنية لحماية العراقيين وضيوف العراق، وفي المقابل أعلنت الحكومة العراقية والناطق باسم الحشد الشعبي والسيد مقتدى الصدر والناطق باسم حزب الله في العراق المتهم بعملية الاختطاف، أنهم أبرياء من تلك العلمية، بينما ذكرت بعض المصادر الأمنية والسياسية المطلعة أن الخاطفين ينوون ترحيل المخطوفين إلى بعض الدول المجاورة للعراق كسورية أو حتى لبنان ان امكن حال شعورهم بتضييق الخناق الأمني عليهم.

***

وطالب مجلس التعاون الخليجي الحكومة العراقية بالعمل الحثيث لإطلاق سراح المخطوفين القطريين حفاظا على المشاعر العربية – العربية، ومما يزيد الأمر تعقيدا ان الخاطفين في العادة تصيبهم حالات القلق والهلع والتوتر وتنشأ الخلافات بينهم كلما طال الوقت ولم يصل الفاعلون لأهدافهم، وتثير عملية الاختطاف الغضب الشعبي في المحافظات العراقية الجنوبية التي حدث فيها الاختراق الأمني كونها ستحد من عمليات الاستثمار والتنمية في مناطقهم، وهو ما يضر بأرزاق الملايين من أبناء تلك المحافظات.

***

آخر محطة:

(1) للحكومة القطرية ومثلها الحكومات الخليجية دور بارز في إعادة إعمار الجنوب اللبناني بعد حرب 2006، كما كان لقناة الجزيرة القطرية دور مؤثر في نصرة المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، كما قامت قطر عام 2007 بسابقة تاريخية عندما دعت الرئيس الايراني احمدي نجاد إلى حضور القمة الخليجية المنعقدة في الدوحة وإلقاء خطاب في القادة المجتمعين، كما اعلن الأمير تميم في خطابه بالأمم المتحدة قبل اشهر قليلة استعداد بلاده لاستضافة حوار عربي – إيراني لحل المشاكل العالقة.

(2) على القطريين البحث عن أبواب خلفية ومصادر معلومات خفية من الداخل العراقي المضطرب توازيا مع المعلومات القادمة من الجهات الرسمية التي قد لا تكون مسيطرة وعارفة بحقيقة ما يجري في كل المناطق ولدى كل الجهات العراقية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *