سامي النصف

2016 براغماتية وواقعية وحزم وذكاء!

حتى لا تمتد مشاكل عام 2015 المدمرة بالمنطقة العربية الى عام 2016 خاصة وقد تقلصت بشكل دائم موارد النفط: تحتاج القيادات العربية لبعض البراغماتية لحل بعض المشاكل والإسراع في الانتهاء منها، وبعض الواقعية والذكاء والدهاء للتعامل مع مشاكل أخرى، ثم حزم وحسم وقوة عسكرية لحل مشاكل ثالثة ولن تحتاج المشاكل الاخرى بالمنطقة إلا لأحد الخيارات السابقة للانتهاء منها وقد سبق أن كتبنا وطالبنا بذلك عام 2015 ولا مانع من إعادة المطالبة ونحن في بدايات عام 2016.

***

الإشكال اليمني سيحتاج الى بعض البراغماتية والمرونة والتعامل بإيجاب مع مبادرات الرئيس صالح المتكررة خاصة أنه أعلن عدم رغبته وابنه أحمد في الترشح للرئاسة وأي استمالة لقواته الخاصة وهي الذراع العسكرية القوية للانقلابيين ستعني شق صفوفهم والإسراع في حسم الحرب وحقن الدماء وضمان استقرار الأوضاع بعد انتهاء الحرب، فقد سبق لقوات صالح أن هزمت الحوثيين في ست حروب متتالية، كما هزمتهم القوات السعودية خلال أشهر قليلة عام 2009.

***

الإشكال السوري يحتاج الى كثير من الواقعية والذكاء والدهاء السياسي، فالنظام السوري هو المستفيد الاول من مطالب المعارضة بالرحيل الفوري للرئيس بشار كونه يظهرهم بمظهر المهزومين إن لم يتحقق هذا الطلب المعلن غير الواقعي والذي لا تعكسه موازين القوى على الأرض والذي غطى حتى على الانتصارات العسكرية التي حققتها المعارضة في بعض الفترات، كما أن النظام هو المستفيد بقوة من استمرار الحرب الأهلية تحت دعاوى تصلب مطالب قوى المعارضة كون الحرب تعفيه من تحمل المسؤولية الأخلاقية عن ملايين اللاجئين، والمسؤولية المادية لبناء ما تهدمه طائراته وبراميله المتفجرة، لذا فالتعامل بذكاء وواقعية لا بشخصنة وكراهية يفرض أن تغير المعارضة من مطالباتها وتكتيكاتها وأن تسعى «بأي ثمن» لوقف فوري للحرب والوصول بأسرع وقت للانتخابات العامة التي ستخرج وتستبدل القيادة السورية القائمة بقرار انتخابي شعبي، كما تطالب بذلك روسيا، كما سيعني توقف الحرب توقف رقصة «التانغو» الخفية القائمة بين النظام وتنظيم داعش البعثي.

***

ليبيا وإشكال السهل الممتنع، ان توقفت حربها هذا العام بناء على الاتفاقات العديدة التي عقدت بين القوى الليبية كان بها – وهو ما لا أعتقده على الإطلاق ـ فالحرب الليبية ستستمر حتى الانشطار، أما اذا استمرت الحرب وسيطرة داعش على حقول النفط فالواجب أن تقود مصر تحالفا عسكريا عربيا جويا وبريا للحزم والحسم بالتنسيق مع الشرعية المعترف بها دوليا في طبرق وجيش اللواء حفتر، وقد سبق لمصر أن أرسلت جيشها عام 1957 لسورية ومنعت غزوها واجتياحها، كما أرسلت جيشها عام 1991 للمساهمة في تحرير الكويت، وقد استفادت في الحالتين، والأمر ليس مقتصرا على حرب اليمن في الستينيات، وجميع دول العالم تستخدم جيوشها خارج حدودها للحفاظ على مصالحها الحيوية ويجب ألا يكون جيش مصر القوي استثناء من ذلك، كما يطالب بذلك بعض جهلة الإعلام، فسقوط ليبيا بيد الإرهاب وانشطارها سيعني تشجيع الفوضى بمصودعم المطالب الانفصالية فيها.

***

آخر محطة:

(1) في مارس القادم تنتهي مدة أمين عام الجامعة العربية الحالي ونرجو أن نرى أمينا عاما عربيا ذا خلفية عسكرية فإشكال العرب القائم والقادم عسكري بالمطلق وليس سياسيا.

(2) نرجو أن ينضم الجيش التركي القوي للتحالفين العربي والإسلامي، وأن يساهم بفاعلية في إطفاء نيران التمرد والفوضى في اليمن وليبيا وأن نشهد تحالفا عسكريا سعوديا ـ مصريا ـ تركيا يعيد الأمن لمنطقتنا الملتهبة قبل أن تمتد النيران لجميع دولها وتتحول البلدان الآمنة الى.. غابات متوحشة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *