سامي النصف

رئيس دون فلاتر!

للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاء إعلامي ذاع صيته قال فيه إن الكلمات لا تخرج من فمه إلا بعد أن تمر عبر عدة فلاتر في عقله، بالمقابل يتفق المراقبون السياسيون على أن مرشح الرئاسة الاميركية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب المتصدر لاستطلاعات الرأي في أميركا، لا تمر كلماته التي يصرح بها على أي فلتر في عقله – إن وجد الفلتر أو العقل – بل يسبّ ويجرح ويخدش الآخرين جماعات أو منافسين بشكل غير مسبوق في الحياة السياسية الاميركية التي تكفي زلة لسان صغيرة في السابق ليختفي المرشح حتى قال منافسه جيب بوش إن ترامب لا يفهم أن أحدا لن يصل إلى كرسي الرئاسة قط عن طريق.. الشتم!
***

وسبق للمرشح ترامب أن شتم أصحاب الاصول اللاتينية واتهمهم بأنهم مجرمون وحرامية ومغتصبون، كما شتم ترامب 1.5 مليار مسلم وطلب عدم السماح بدخولهم للولايات المتحدة والتعامل مع ملايين المسلمين الأميركيين بنفس طريقة الحجز والحبس التي تم فيها التعامل مع أصحاب الأصول الالمانية واليابانية ابان الحرب الكونية الثانية، وهو فعل خجلت واعتذرت عنه أميركا، وآخر شتائم ترامب المخجلة والشخصية لمنافسته الديموقراطية العاقلة هيلاري كلينتون انتقاده ذهابها للحمام ابان المناظرة الأخيرة للمرشحين الديموقراطيين وهو ما استفز قطاعا كبيرا من النساء الأميركيات، إلا أنه عزز كالعادة من تصدر ترامب للاستفتاءات.

***

فقطاع كبير من الاميركيين وخاصة أصحاب التوجه اليميني والمسيحي المتعصب والمؤمنين بنظرية المؤامرة التي تطبخ دائما في واشنطن، يؤيدون دونالد ترامب لأنه قادم من خارج الجسد السياسي المعتاد (أي ذوي الخلفية النيابية أو الحكومية أو حكام الولايات ..الخ) كونهم يعتقدون أن هؤلاء فاسدون مراوغون يدعون الخلاف رغم أن لديهم أجندات واحدة ويسمعون الناس الكلام المنمق الذي يودون سماعه، لذا يعجبهم في ترامب أنه قادم من قطاع الاقتصاد لا السياسة، وانه يقول ما في ذهنه بعكس رجال السياسة التقليديين، بالمقابل يرى محللون سياسيون أن هذا الإعجاب «مؤقت» ومعتاد في هذه المرحلة المبكرة وان ترامب كحال المرشح اليميني الجمهوري الشهير نيوت جينجريتش الذي كان يحظى بدعم اليمين المحافظ والمتطرف وحزب الشاي اليميني والذي عرف عنه شتمه للشعب الفلسطيني وانهم مجموعة إرهابيين وشعب تم اختراعه، وقد كان متصدرا في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات العامة بعام، إلا أنه خسر ترشيح ولايتي أيوا ونيوهامشير وخسر بالتبعية الترشح أمام أوباما عام 2012 وكان كحال ترامب متعدد الزيجات ودون… فلاتر!

***

آخر محطة: (1)- ما يدل على أن تنظيم داعش مؤيد ومناصر للعنصري عدو الاسلام المرشح ترامب، أن المرشحة هيلاري كلينتون اتهمته بأن عداءه للاسلام جعل «داعش» يستخدم كلماته المعادية للاسلام لتجنيد الأتباع، وقد اتهم ترامب بالمقابل كلينتون بالكذب، وكان بإمكان داعش وهو يتابع ويراقب ما يجري أن يُخرج للعالم فيلما يظهره وهو يستخدم هجوم ترامب على الاسلام لتجنيد الأتباع كي يخذله وينصر المعتدلة كلينتون، إلا أن «داعش» لم يفعل ولن يفعل ولن يخذل قط عدوا للاسلام.. كحاله.

(2) سبب آخر لوجوب نصرة «داعش» لكلينتون هو الحديث الأحادي الضعيف بألا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ومن ثم فنجاح السيدة كلينتون هو خذلان لأميركا!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *