غادة الرفاتي

من يزرع الارهاب في بيوتنا ؟

هل تساءلنا يوما من أين يأتي الارهاب والقتل والتفجير والتكفير. هل يأتي من قلوب تحمل الحب  والتسامح والخير للناس والبشرية أجمع ؟ ام يأتي من قلوب وعقول مريضة شريره تربّت على الكره والحقد والتطرف ليأتي بعدها حب الانتقام ! فمثلا لن يحاول من يزرع الفتن والتطرف في مجتمع ما لنشر الارهاب عن طريق شاب قلبه مليء بالحب والعطاء والتسامح لكل الاديان وانما سيكون مدخله في  البحث عن شاب  قلبه تربي على الكره والحقد لدول وانظمة وشعوب ومتعصب للدين من غير فهم له, ان البحث عن تربة غنية وصالحة لزرع متفجرات وربطها على خاصره امثال هؤلاء الشباب الجاهز قلبا وقالبا ومشحون منذ نشأته سواءا من البيت أو من ندوات ومحاضرات دعاة وداعيات الفتنة تحت غطاء التغيير وباسم الدين الذي هو براء منهم  اصبح جاهزا. فمن يحرّض على القتل والتفجير وزرع الفتنة ليس مقتصرا على الرجال فقط فهناك نساء ادهى وامر كأمثال ساجدة الريشاوي.ان بذره الكره والنقمة على المجتمع تبدأ من البيت اولا فهو الخميرة التي تجهز العجينة ,فالبيت أول من يغرس بذره الحقد والنقمة في ابنائه على المجتمعات والحكومات ومن ثم يتناول ائمة الفتن والارهاب هذه البذرة ليحولوها الى شجر الزقوم لنشر العداء بين افراد المجتمع الواحد او بين المجتمعات فيفجر في بيوت العبادة والاسواق والافراح .

واليكم هذه القصة , كان يوم عيد الميلاد وخرجت من مكتبي في Orland Park وهي احدى ضواحي شيكاغو متجهة الى بيت قريبة لي دعتني الى العشاء …كان قلبي مليء بالحب والفرح والسرور شعور خفي يأتيك والسبب رؤيتك للفرح والحب والعطاء في عيون الناس ,فالغرب الذي نتهمه بالتفكك الاسري تجده متسامحا فيما بينهم يتركون وراء ظهورهم الاحقاد والخلافات ويتبادلون الهدايا واصدق عبارات التهنئة في اعيادهم واتساءل في قرارة نفسي لماذا نحن كمسلمين نفتقد هذا الشعور بيننا مع ان ديننا الحنيف دين حب وسلام ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) …
كان منزل قريبتي عامرا بالاقرباء والاصدقاء فالقيت تحية الاسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ومن ثم اكملت مازحة من حولي Merry X-Mas… Merry X-Mas واذا بامرأة وأم قارب عمرها على الخمسين تُردُ عليّ بصوت عال امام الجميع يا كافرة انت كافرة .
اتهمتني بالكفر ورددتها مرارا وتكرارا قائلة لن استغرب كفرك وتشبهك بالقوم الكافرين فانت من ولدت وتربّت على أرض الكويت,أنتم شعب مبذر مسرف لا يعرف الله ,فاوقفتها عن بث سمومها قائلة لها أأنت الله لكي تحكمي علىّ بالكفر ؟ أأنت الله لكل تتهمي أهل الكويت بالكفر ؟ ان أهل الكويت جبلوا على الخير والعطاء والصدقات ومساعدة الشعوب الاخرى في بقاع الارض.. قاطعتني قائلة اهل االكويت معروف عنهم الغرور والتكبر وكل متكبر في النار وليس فقط الكويتيون بل كل من عاش على أرض الكويت , أهل الكويت كما وعد الله نملٌ يوم القيامة ندوس عليهم بأقدامنا لتكبركم ومن ثم بدأ زوجها الاحمق مكملا عنها.
امثال هؤلاء الناس هل يزرعون ثمرا ووردا ام يزرعون فتنة وقتلا  !.. امثال هؤلاء المنحرفين فكريا وعقائديا  مثلهم كمثل وباء الطاعون ينتشر اينما حل ليبيد البلاد والعباد سواءا كانوا في بلاد الشرق ام في بلاد الغرب.. هم اساس زرع الفتن لخلق جو الارهاب لانهم لن يربوا جيلا محبا للانسانية ومعطاءا للخير وانما جيل حاقد مدمر كالقنبلة الموقوته التي تنتظر ان يضعها احداهم على خاصرته ليقتل من حوله ويسفك دمائهم… وكل هذا باسم الاسلام.
وكأمريكية عربية كويتية أقول اعاذنا الله من امثال هؤلاء ونحصن انفسنا واولادنا واهلينا ومجتمعاتنا واوطاننا ونردد جميعا  (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم).
كلمة اخيرة …. هذه المرأة تدعي انها معلمة في مركز اسلامي في أمريكا وانها تدرّس على السكايب اكثر من 120طالب وطالبة اسبوعيا حول العالم — هل ادركنا الان كيف يتكاثر هذا الفكر المنحرف ( الارهاب). فلننتبه من يعلم ابناءنا ومن يزرع في قلوبهم الحقد والغل. قد يكون اب أو قد تكون ام أو معلمّ او معلمة او شيخ دين او قد يكونوا مجتمعين معا وهنا المصيبة والطامة الكبرى. لانهم من زرع الارهاب في بيوتنا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غادة الرفاتي

إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل الامريكية – شيكاغو

One thought on “من يزرع الارهاب في بيوتنا ؟”

  1. فليهنئ الوطن العربي انه ما زال في مجتمعنا عقول كاتبه تكتب لنا من صميم الواقع الذي نعيش به رغم الحروب الطائفية . حمدا لله ان بعض كتابنا ما زالوا يتمتعون بعقل سليم كمثل الكاتبة غادة الرفاتي فمن يتابع مقالاتها يجدها من صميم الواقع الذي نعيشه في هذه الظروف الصعبة . هنيئا لك ونامل كتابة المزيد منك لتعري وتسلطي الضوء على من يخلق الفتن ويزرع الاٍرهاب

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *