غادة الرفاتي

سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال

الرجال يعرفون بكلمتهم التي لن تتغير ولو طارت راسه والرجل الحقيقي هو رجُل الموقف والكلمة فالرجال تعرف بصدق الكلام والافعال على هذا تربينا وهكذا تعلمنا منذ الصغر، هذه العبارات والجمل والمعاني تكررت على مسمعي عشرات المرات – حتى انني ان أردت ان اؤكد على ما اقول فأباشر وانا سيدة بقول (كلام رجال) وهذا بديل عن القسم لتُعّرِفْ مدى صدقك والتزامك بالكلمة والوعد فتصل الرسالة ويطمأن من يسمعها بأنك صادق الوعد والعهد والكلمة . وطول فترة اقامتي في الكويت لم ارى من يَخْلُف وعده ربما لانني لم اختلط كثيرا مع الناس والبشر او ربما لان من اختلطنا بهم كانوا صادقين بأقوالهم وأفعالهم، ولن استغرب ذلك وبين ايدينا حديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) وأيضا حديث اخر
لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا”.
اعاذنا الله واياكم ان نكون من هؤلاء او هؤلاء، وكانت الكويت والتي أثّر ارتباط اهلها بالبحر فكانوا أسرة واحدة متماسكة فيؤخذ ويربط الرجُل بكلمته ،تجد ان الصدق وتحري الصدق من اهم صفات رجال هذا المجتمع ومن عاش بالكويت بالماضي لا بد ان لمس ما أعنيه اذا الرجل اعطى الكلمه فلا يرجع عنها وكانت تعتبر بمثابه الورقه الصادره من المحكمه وحكم نهائي لا يغيره استئناف المحاكم، ان احترام الكلمة والوفاء بها كانت منهجا لهذا المجتمع الاصيل.
عُرِف عنهم اذا وعد الرجل نفّذ وان قُلت طلبتك ردّ عليك بكلمة “ابشر بالخير” اصول وعادات العرب الاصيلة ما زالت في طباعهم ولله الحمد ولكن هناك من الوافدين من أدخل عليهم وعلى هذا المجتمع الاصيل عادات صفات وطباع سيئة، فمثل هؤلاء لم يحترموا هذا البلد الذي وفّر له الامن والامان والعمل والسكن والمعاملة الحسنة ليخون تلك الامانة وهذا البلد باعطاء وعود كاذبة ويعكس صورة سلبية عن بلد اواه وحضنه بسبب عدم الوفاء بما التزم به بلسانه وذلك بالتأكيد من مكان عمله الرسمي، وللأسف تعاملت خلال الفترة الاخيرة مع احد الإعلاميين من الذين لا يحملون طبائع أهل الكويت واعتبره وصمة عار في جبين العمل الاعلامي لدولة الكويت الحبيبة حيث تواصلت معه ووعدني بصفتي اعلامية قادمة من الولايات المتحدة بان اكون ضيفة برنامجه في تلفزيون دولة الكويت لأرسل رسالة حب ووفاء لارض الحب والوفاء وأن يكون هناك تعاون مع تلفزيون الكويت لتغطية فعاليات تقام في الولايات المتحدة من خلال احد البرامج في تلفزيون الكويت ولكنه لم يتنصل فقط من وعوده بل اختفي بمجرد وصولي لدولة الكويت وهو أعلم بموعد وصولي رغم تحملي لمشقة السفر من الولايات المتحدة لدولة الكويت لافاجأ بان هناك من لا يستطيع الوفاء بوعوده وهو يمثل اعلام دولة الكويت الرسمي .. قد يظن البعض بانني اسطر هذه الكلمات لان شخصا ما لم يوفي بوعده، لا ايها الاعزاء بل اسطرها لكي لا يستمر ذلك الدخيل بالاساءة للاعلام الكويتي مع الاخرين فلقد عشت سنوات طوال في دولة الكويت واعرف عز المعرفة بانها بلد الشهامة والتي لن ترضي بان يخلفها من يتنصل من وعوده،..وحتى لا يتكرر ذلك مع غيري أيضا.
وهنا اوجه كلامي لمعالي وزير الاعلام الكويتي والذي على ثقه بانه سيهتم بسمعة الكويت اولا قبل كل شيء وسمعة وزارة الاعلام والقنوات العاملة بتلفزيون الكويت ومن يعمل بها، وعلى ثقة بانه لن ولم يسمح لاي كان بتشويه صورة الاعلام الكويتي الذي يعتبر تاريخ مشرف لوطن عزيز علينا ..
لاقول للكويت مساء الخير يا كويت – فهناك من يسيء اليك من مكان عمله باخلاف الوعد والكلمة وهو في مجال يُعرف بمصداقية الكلمة ونزاهة العمل والوفاء فهذا المجال الاعلامي مرآه الدولة والوطن .
ومن مقر اقامتي بالولايات المتحدة الامريكية ارسل برسالة عتاب من قلب محب ومخلص للكويت الصادقة ان مثل هؤلاء لا يستحقون ان يعيشوا على ارضك الطاهرة . أي معاملة هذه التي تخرج من دياركم وما عهدنا في السابق منكم الا كل خير وكل صدق وامانه عهدنا منكم دار الضيافة والكرم ودار الرجال بطبع العرب الاصيل، دار الكلمة عندكم كحد السيف ولكن لا يسعني الا ان اقول معاتبه ” أفااااا يا كويت العز ويا كويت الغلا ويا مركز الانسانية العالمي ” ونظرت من نافذه الطائرة وانا مغادرة ارضك فأحتار في أمرك وأردد
ربـــيــنا في فريــج الخير…وكنا أحلى ما كنا
الى ان جاء امثال (..) فتغير الحال وصرنا نتحسّر على أيام زمان وعلى أيام الماضي يا هلي وَيا ربعي ويا ديرتي .
وين ايام لما كُنا وكنتم قبل طه وحسنين وعطيه وعطيات ومنعم ومدبولي لما كانت الكويت عروس العرب فيها جاسم ويعقوب وعبدالرحمن وخالد وبدر ونواف فيها أبو محمد وأبو هيثم وابو سليم وابو العبد
فيها نظافة وخير والتزام بالعهد , واختم بمساء الخير يا كويت الخير .

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غادة الرفاتي

إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل الامريكية – شيكاغو

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *