سامي النصف

لماذا لو كنا نكره العروبة والإسلام؟!

كان الله في عوننا كعرب ومسلمين على أنفسنا وعلى الآخرين ممن يحاولون جاهدين فهمنا ومحاولة استيعاب لماذا نقوم وبشكل مستمر بادعاء تبني أمور والعمل عكسها تماما؟! بعد ثورة 1952 رفع النظام المصري شعارات الوحدة العربية للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين، الا انه وتحت ذلك الشعار الوحدوي تمت خسارة السودان الذي كان جزءا من المملكة المصرية بعد ان سلم ملفه لنصف مجنون ونصف أحمق يدعى صلاح سالم، كما تم لاحقا خسارة الوحدة مع سورية بعد أن سلمت لحشاش برتبة مشير لا يصحو أبداً، وتم فقدان غزة وسيناء مرتين، وتحت شعار الإخاء العربي المؤدي للوحدة العربية كان الخلاف بين النظام الوحدوي في مصر وجميع الدول العربية المحافظة منها واليسارية، على أشده وقد وصل لمرحلة كسر العظم بسبب مقالات هيكل ووقاحة إذاعات أحمد سعيد، أما تحرير فلسطين فقد انتهى عام 1967 بتسليم الضفة وغزة والجولان وسيناء دون حرب لما تم ضمه سابقا عام 1948.
***

في بغداد ودمشق وطرابلس الغرب تم كذلك رفع شعارات الوحدة العربية وتحت ذلك الشعار غزا ودمر صدام المحافظات العراقية العربية الجنوبية في بلده، وغزا بجيشه جارته الكويت فدمرها وقتل أهلها، وقام بالشيء ذاته نظام دمشق ولايزال عندما غزا جيشه حماة ومحافظات الشمال عام 1982ثم دخل لبنان بحجة وقف حربها الأهلية فأبقاها مشتعلة لـ17 عاما، وتحت شعارات القومية العربية اصطف نظاما دمشق وطرابلس الغرب مع النظام الديني في إيران إبان حربه مع النظام العروبي الوحدوي في بغداد(!) ولم يكن ذلك الاصطفاف حبا في نظام طهران بل فقط تحقيقا لمتطلبات اللعبة الدولية بالمنطقة الهادفة لإطالة أمد الحرب العراقية ـ الإيرانية حتى لا يبقى حجر على حجر في البلدين!

***

هذه الأيام تواصل الحركات والتنظيمات التي تدعي حب الإسلام الدور ذاته فتقوم تلك التنظيمات بمختلف مسمياتها وطوائفها بهدم كينونة الدول الإسلامية وسفك دماء المسلمين أنهاراً باسم الاسلام كما يحدث في العراق وسورية وليبيا واليمن والصومال وأفغانستان ولا يستثنى من ذلك أي ميليشيا مسلحة، فجميعها ترفع شعارات مدغدغة ظاهرها رحمة وباطنها حروب ودمار وعذاب وخراب.

أخيراً، إذا كان حبنا للعروبة والوحدة العربية يعني العمل على إشعال الحروب الأهلية في أوطاننا وقتل شعوبنا العربية، كما ان حبنا للإسلام يعني تدمير وتشوية سمعته واستعداء العالم على أتباعه، فماذا كنا سنفعل أسوأ من ذلك لو أعلنا العداء الصريح للعروبة والإسلام؟!

***

آخر محطة: (1) في الستينيات والسبعينيات انفردت بعض المنظمات الفلسطينية دون غيرها من حركات التحرر في العالم بالقيام بالعمليات الإرهابية بحجة أن ذلك يخدم القضية الفلسطينية، وقد انتهى الأمر بحل القضايا الوطنية الأخرى التي

لم تلجأ للإرهاب كالقضية الجزائرية وفيتنام وجنوب أفريقيا وروديسيا، وبقيت القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا دون حل، فمن يقول ان الارهاب يخدم أي قضية؟!

(2) هل يمكن فهم او استيعاب قتل منضوي «داعش» الأخير للعاملين في مركز رعاية المعاقين في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا عدا قتل الضمير العالمي تجاه ما قد يحصل لشعوبنا «المتوحشة» مستقبلا؟!

(3) الأرجح أن «داعش» يستخدم عقاقير هلوسة متطورة ومختص بحروب نفسية لغسل أدمغة من يتم تجنيدهم للقيام بالجرائم الشنيعة التي يرتكبونها

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *