حوراء معرفي

صعوبات التعلم الأكاديمية

يلاحظ لدى بعض التلاميذ ضعف في المقررات الدراسية ، بالرغم من أنهم يقعون في مستوى ذكاء متوسط أو فوق المتوسط ، و تقدم لهم خدمات تعليمية و بيئة تعليمية مناسبة ، و لا يعانوا من أي إعاقة أو ظروف اجتماعية غير مناسبة ، لكن يظهر لديهم بشكل واضح اضطراب في تعلم القراءة ، أو الكتابة ، أو الرياضيات ، حيث يكون الأداء الفعلي لديهم أقل من الأداء المتوقع ، و هنا تظهر صعوبة التعلم الأكاديمية بوضوح في عمر المدرسة .

أول صعوبات التعلم الأكاديمية التي يتم اكتشافها صعوبة القراءة ، لما لها من دور مهم في حياة الفرد ، و هي المدخل لكل أنواع التعلم ، وتستخدم في جميع المواد ، حتى حل المسائل في الرياضيات يقدم بطريقة مكتوبة ، فعسر القراءة يمنع التلميذ من القدرة على حل مسألة لا يتمكن من فك رموزها .
كما أن القراءة عملية عقلية معقدة ، حيث ترتبط بالنشاط العقلي و الفسيولوجي للإنسان ، بالإضافة إلى الحواس و النطق ، و لا تقتصر العملية على قراءة الحروف فقط إنما تتوسع إلى فهم معانيها و دلالاتها و تحليلها ، بناء على ذاك تعتبر القراءة عملية نفسية لغوية معقدة تبعا لارتباطها بعدد من المهارات العقلية كالإدراك و التذكر و الفهم و الاستنتاج .(Lovett,Steinbach&Fritters.2000)
سنتاول موضوع القراءة و صعوباتها بالتفصيل في
مقال آخر .
ثاني أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية هو صعوبة الكتابة ، الكتابة لا تقل أهمية عن القراءة ، فكل ما يتم قراءته مكتوب ، و لولا الكتابة لما كان للقراءة أساس ، ، و تنبع أهمية الكتابة من توثيق للأحداث ، حيث يعلم اللاحقون ما حدث في الوقت الحالي ، كما أننا تعرفنا عن الماضي من خلال ما كتبه السابقون ، بالإضافة إلى نقل العلوم ، و نشر الثقافية .
تنقسم الكتابة إلى الكتابة اليدوية ، و التهجئة ، و التعبير الكتابي .
عملية الكتابة ترتبط بالسمع و البصر و اليد ، حيث يتم تعرف حدود الحروف و الكلمات و صورها و أشكالها عن طريق العين ، و تقوم اليد بترجمة ما شاهدته العين لترسمه على ورقة ، بينما تقوم الأذن بسماع صوت الحرف لربطه بين الصوت و الشكل الذي يجب أن ترسمه اليد ، كما أن عملية الكتابة تتطلب التآزر البصري الحركي ، و سلامة الذاكرة .
تمثل صعوبة الرياضيات النوع الثالث من صعوبات التعلم الأكاديمية ، تمثل الرياضيات لغة عالمية شاملة لكل الثقافات و الحضارات و الأطر الثقافية ، و تعتبر الأساس للكثير من أنماط التواصل من حيث التفكير و الاستدلال الحسابي و الرياضي ، و ادراك العلاقات الكمية و الهندسية و الرياضية .
هنا يجب أن نفرق بين مصطلح الرياضيات و الحساب ، فالأول أكثر شمولية من الثاني ، حيث يشمل العمليات الحسابية و القياس و الهندسة و الجبر ، و القدرة على التفكيرباستهدام بعض الرموز و المفاهيم و المصطلحات الرياضية ، أما الحساب فيتعلق بالتعامل مع الأرقام الحقيقية و عملية جمعها ، كما يشتمل على مفاهيم الكنية ، الحجم ، الترتيب ، العلاقات بين الأشياء ، التوجه المكاني ، الشكل، المسافة ، و الوقت .
تظهر صعوبة الرياضيات عند عدم قدرة التلميذ على استخدام الأرقام و دلالاتها، و يظهر منذ مرحلة الطفولة من خلال تعامل الطفلمع النقود لشراء بعض الأشياء ، أو يملأ كأس بالماء …إلى آخره.
التعلم في مجال الرياضيات لا يقتصر على الحساب فقط ، إنما يتسع المجال إلى التفكير و حل المشكلات في واقع الحياة ، على سبيل المثال كيف يتمكن الطفل من إنهاء عمل معين في وقت معين ؟ يتمكن من ذلك من خلال حساب الوقت ، أو توزيع الألعاب على الأطفال بالتساوي بحيث لا يحزن أحدهم …إلخ
ذكرنا في ما سبق أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية ، و هي التي تتعلق بالقراءة أو الكتابة أو الرياضيات ، مع التنويه أن يندرج تحت كل منها أفرع من الصعوبات ، و قد يكون لدى الطالب صعوبة واحدة أو أكثر من صعوبة ، فليس من الضرورة أن تجتمع جميع تلك الأنواع لدى التلميذ .
ستناول كل نوع من الصعوبات على حده بالتفصيل في مقالات قادمة بإذن الله .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *