سالم مليحان الحربي

الساجدون.. والمفجرون!

فُجع البلد بعمل إرهابي غادر طال مسجد الإمام الصادق، راح ضحيته كثير من المصلين، نسأل الله ان يحسبهم من الشهداء الأبرار وأن يشفي جميع جرحاهم. ومشهد التفجير صدم المجتمع الكويتي بجميع شرائحه.
وهذا الإجرام، الذي لا يتصوره عقل، أن يدخل شخص يدعي أنه مسلم! ويفجر نفسه في أبرياء لا ذنب لهم وهم صائمون! وساجدون! في شهر الرحمة والمغفرة! أي فكر خبيث هذا الذي زُرع في عقولهم؟! وهذا المنفذ الذي يتبع تنظيم داعش الإرهابي الذي اتفق عليه الكثير من العلماء بأنهم خوارج هذا العصر ، ولا أحد يختلف على إرهابهم، وأهدافهم التخريبية.
ولا شك أن أهداف الجماعات الإرهابية في ضرب أمن البلد وعمليات التفجير تنحصر في هدفين:
هدف أمني، وهو زرع بذور الشك بقدرة الدولة (الداخلية) على حماية المواطنين بجميع فئاتهم لتفكيك المجتمع وإخراجه من نطاق الدولة والعودة به إلى نطاق الطوائف وحمايتها الذاتية.
وهدف طائفي تخريبي، وهو تمزيق المجتمع والتفرقة بين فئات المجتمع حتى تستطيع اختراق هذا المجتمع، لأن أكبر مانع أمام تحرك افراد هذه الجماعات وفكرهم هو تماسك المجتمع بشعار وطني جامع يخرج من النطاق الطائفي إلى النطاق الوطني.
ولله الحمد المجتمع الكويتي أفشل جميع خططهم في تعاضده بعضه مع بعض، ولعل من الشواهد التي تُبين التلاحم التدافع من جميع مكونات المجتمع للتبرع بالدم للمصابين، والوقوف معهم في المستشفيات، وهذا الحضور الكبير في المقبرة ومسجد الدولة الكبير لتقديم واجب العزاء.
وأما الشق الأمني فقد أفشله رجال الداخلية بقيادة وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذين كشفوا المجموعة الإرهابية في زمن قياسي لم يتعد 48 ساعة، وهو مجهود تشكر عليه جميع قيادات الداخلية، فهم العين الساهرة لحماية الأمن والشعب.
ولكي نستمر بتحصين المجتمع من أي تهديد ارهابي توجد مسؤولية على جميع أفراد المجتمع بمحاربة أي فكر طائفي يحاول أن يمزق المجتمع، إن كان بالاجتماعات الخاصة عندما يتحدث شخص بكلام طائفي فيجب ايقافه ومهاجمة فكره، وكذلك إن كان هناك نائب أو مرشح يحاول تمزيق المجتمع بالخطاب الطائفي لمكاسبه الخاصة يتم رفض هذا الطرح ومقاطعته حتى يكون عبرة للآخرين.
وأما حضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لمكان الانفجار بعد وقوعه بدقائق، وعدم الاهتمام بالمخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها، خصوصا أن المكان لم يؤمن قبل ان يصل، فهو ينم عن حس أبوي يسبق أي شعور آخر ، وكذلك الشعب، فشعور الابناء تجاه والدهم بنظرتهم لصاحب السمو يسبق اي شعور آخر.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها. واللهم من أراد بها سوءا فاشغله بنفسه ورد كيده في نحره، واحفظ اللهم بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *