باسل الجاسر

بنك الائتمان «التسليف» والتعسف

بنك الائتمان أو التسليف سابقا كان وجوده للتسهيل والتخفيف عن المواطنين ومنحهم القروض الإسكانية سواء للشراء أو الترميم، وتقسيطها عليهم بأقساط مريحة مع ضمان حقوق البنك، برهن العقار، إلى أن يتم تسديد كامل القرض.

إن هذا وضع البنك ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تطغى على إدارته روح أو نفس يعادي المواطنين، خصوصا من ذوي الدخل المحدود والمتوسط وهم زبائنه، كان ذلك من خلال قراره برفع قيمة القسط إلى 10% من مجموع راتب المواطن ليس الأساسي بل الإجمالي وكل ما يتقاضاه المواطن بما فيها علاوة غلاء المعيشة.

وهذه الزيادة ليست محصورة في الطلبات الجديدة وحسب، بل امتدت للعقود القديمة، فعندما يتقدم المواطن لقرض ترميم أو يقوم ببيع بيته ويتقدم لشراء بيت آخر فإن العقد يكون بشرط الـ 10% من إجمالي الراتب، وهذا فيه من التعسف الكثير، فالمواطن الذي يبني بيتا له ولأسرته أو يرمم بيته يكون في حالة يرثى لها ماديا، ويأتي بنك الائتمان ليزيد من معاناته بخصم 10% من مرتبه.

وقد يكون الأمر مقبولا للمواطنين المرتاحين ماديا، لكن المواطنين الذين مرتباتهم في حدود 1000 إلى 1500 دينار، فإن الـ 10% قاسية عليهم، خصوصا أنها ستكون مستمرة معهم مدى الحياة، بل وبعد انتقالهم لجوار ربهم، كما أن الحكومة تمنح مواطنيها علاوة خاصة لمواجهة غلاء المعيشة ويأتي البنك ويخصم منها 10% ففي هذا تناقض مع مقاصد الحكومة التي أقرت بوجود غلاء يعاني منه المواطنون، فيأتي البنك وهو إدارة حكومية فيخصم منها، ففي هذا الكثير من التعسف بحق المواطن الذي انتظر لخمس عشرة سنة ليبني بيته ويواجهه البنك بخصم 10% من مرتبه الذي هو بالكاد يسد احتياجاته وأسرته.

واليوم يجب أن تعي إدارة بنك الائتمان واجبات البنك وأسباب إنشائه، فهو بنك حكومي أنشئ لخدمة المواطنين ودعمهم والتخفيف عنهم ولا يستهدف تحقيق الأرباح أو السرعة باسترجاع مستحقاته من المواطنين، ولا شطارة أو نجاح في التضييق على المواطنين لاستراجع اموال الدولة بمدة اقصر لسنتين أو أربع سنوات، فهل من مدكر..؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *