حمد صالح القطان

اقتصاد نبي الله

في فترة سابقة كانت الكويت مركزا اقتصاديا مميزا في المنطقة حتى لجأت اليها الكثير من الدول المجاورة تطلب منها مساعدتها على تطوير اقتصادها وتعليمها وصحتها والكثير الكثير، الا انه وفي الآونة الاخيرة اصبحت الكويت تعاني من سوء الاقتصاد والفساد الاقتصادي، وكانت نتائجه وخيمة على الحكومة والمواطن الذي ارهق بالمعيشة بعد نعيم طال، وللاسف لم تجد الحكومة حلا لتلك الانتكاسة.
لقد استعرض القرآن الكريم مجموعة من الحالات الاصلاحية التي قام بها الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام في مختلف مجالات الحياة، ومن بين هذه الامثلة قصة نبي الله شعيب عليه السلام، وكم هو الشبه بين حالتنا وقصة نبي الله شعيب عليه السلام، وكم هي قريبة من الوضع الاقتصادي الكويتي، حيث ان نبي الله شعيب حارب الفساد الاقتصادي المنتشر في مجتمعه، حيث ابتلي سلام الله عليه بقوم مدين المفسدين، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة الكريم «والى مدين اخاهم شعيبا قال يقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان ان اراكم بخير واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط» صدق الله العظيم.
وامرهم النبي شعيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم بان يوقفوا رحلة انهيار الدولة من خلال هذا الفساد الاقتصادي من خلال المحاور التالية:
1- وقف الاحتيال بالمقاييس والقيم التي يجب ان تكون ثابتة ومعتمدة عليها حتى تكون موضع ثقة وتوافق اجتماعي حيث قال الله سبحانه وتعالى «ويقوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط» صدق الله العظيم.
2- تبديل العلاقة الاجتماعية السابقة والتي كانت تعتمد على احترام حقوق الناس وبالقرآن الكريم «ولا تبخسوا الناس اشياءهم» صدق الله العظيم.
3- زرع في قلوب المجتمع فعل الاصلاح والتعمير والبناء.
4- نبذ تصرفات المجتمع السيئة مثل الاسراف والافساد والهدم والانتفاع الشخصي والمحسوب لمجموعة معينة، وقال الله سبحانه بذلك «ولا تعثوا في الارض مفسدين» صدق الله العظيم.
وبتلك المحاور التي طرحها نبي الله شعيب عليه السلام على قومه ليطبقوها ويحافظوا على انفسهم من خلال اقتصادهم، نود من حكومتنا ان تقوم بتطبيق حلول مميزه لاعادة الاقتصاد الكويتي الى ماكان عليه مركزا مهما بالمنطقة، واعانة المواطنين على مادية المعيشة السيئة وتوفير بدائل اقتصادية حقيقية للمجتمع تحافظ على مقوماته وقوامه، كما ان الاقتصاد محور اساس تحوم حوله تقوية الكثير من المحاور الاخرى مثل التعليم والصحة والثقافة والادب والامن، فالنتيجة يجب على الحكومة ان تهتم اولا بالاقتصاد لتحاول ان تنهض بباقي القضايا التي تخص المجتمع.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *