حسن الهداد

الحل.. اجلبوا فلاحين للزراعة

الكل يعرف ضريبة توزيع الحيازات الزراعية والحيوانية التي كانت تقدم للبعض من زمن بعيد كعطايا وهبات من اجل كسب مواقف سياسية وغيرها، والتي اصبح التلاعب بشأن توزيعها على مر السنوات أشهر من أن تذكر تفاصيله.

ومن هذا المنطلق جاء بعض أعضاء مجلس الأمة بتعديلات على قانون الزراعة للحد من استغلال المزارع لأمور خارجه عن استخدامها الطبيعي، وهذا هو واقع الحال اليوم للأسف.

ولكن بعد اطلاعي على القانون للأسف لم أجد أنه سينهي المشكلة الحقيقية ولن يمنح البلد الفائدة المرجوة من إنتاج زراعي حقيقي يحد من اللجوء للاستيراد من الدول الزراعية.

حتى ان رئيس لجنة الميزانيات والحسابات الختامية البرلمانية النائب عدنان عبدالصمد أكد أن الدولة تخسر 30 مليون دينار سنويا بسبب دعم تلك الحيازات.. وأنا أرى أن الدعم شيء إيجابي لتشجيع المزارعين على الإنتاج الزراعي إلا أن حقيقة الوضع مغايرة للواقع على اعتبار معظم الناس حولوا المزارع الموزعة لهم من قبل هيئة الزراعة إلى منتزهات ترفيهية، لذا علينا أن نتعايش مع الواقع ولا نقفز عليه، والأهم أن نجد حلولا واقعية بدلا من الحلول الترقيعية المكشوفة.

أعتقد أن من ابرز الحلول التي أراها تتمثل في أمرين، الأول توزيع أراض حدودية بصفة الإيجار الشهري للأسر الكويتية بمساحة 2000 متر لمن يرغب في بناء منتزه صغير كمتنفس للعائلة ويتم وفق شروط واضحة يحكمها القانون، لطالما يحتاج المجتمع إلى متنفس يلجأ إليه وقت قضاء الإجازات والعطل، ولطالما معظم المواطنين لا يستطيعون الحصول على «شاليه او مزرعة أو حتى جاخور» بصفة دائمة.

أما فيما يتعلق بشأن المزارع.. وفكرة الحل لإنتاج زراعي حقيقي يستفيد منه البلد ويغطي الحاجة بأسعار معقولة ويحد من الاستيراد الزراعي من الخارج.

أعتقد على الحكومة ممثلة في هيئة الزراعة أن تستقطع أراضي شاسعة من الاراضي الحدودية على شكل محميات وتحويلها إلى مزارع للإنتاج تحت مسؤولية وإشراف إدارة زراعة مختصة.

وكل ما في الأمر هو أن نجلب أعدادا كبيرة من الفلاحين من الدول العربية المعروفة بالخبرة الزراعة مثل السودان ومصر والصومال وغيرها من الدول تكون مهمتهم إعمار الأراضي وزراعتها من جميع أنواع الثمار، وأنا على ثقة خلال 5 سنوات سينهض بلدنا بالأمن الزراعي، وهناك قلة قليلة من المزارعين الكويتيين الذين نجحوا في عملية الانتاج الزراعي يمكن الاستفادة من خبرتهم في هذا المجال، أما فتح الباب على مصراعيه لا اعتقد أنه سيثمر بالفائدة، والدليل واضح لا يحتاج إلى تذكير لأن من يرغب بمنتزه لن يزرع ابدا ولن يهتم بالزراعة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *