مبارك الدويلة

ماذا تريدون من «حدس»؟

ساءني المقال الذي كتبه الاخ احمد الديين مطلع هذا الاسبوع وتهجم فيه على كل شركائه في الحراك الوطني، ولم يسلم منه الا التيار الليبرالي المتحالف مع الحكومة والتيار اليساري! وكان من نصيب الحركة الدستورية الاسلامية ان اتهمها بالانتهازية!

اليوم لن أزيد من ألم الجراح المثخنة في جسد الحراك، ولن أعلق أسباب ذلك على مشجب الآخرين، كما يفعل الآخرون، لكنني أتساءل ماذا تريدون من حدس ان تعمل وتقدم أكثر مما عملت وقدمت؟! نظرة سريعة لكنها منصفة لمواقف حدس منذ بداية الحراك الى اليوم، نجدها لم تتأخر عن أي نشاط أو فعالية تمت الدعوة اليها من أحد مكونات هذا الحراك! ولم يحدث ان اعتذرت عن أي مشاركة في الخطب والكلمات التي تُلقى في هذه الانشطة! ولم تتأخر في التوقيع على أي بيان سياسي دعيت اليه، باستثناء البيان الاخير عن الزميل سعد العجمي، الذي كانت حدس قد أصدرت بيانها بشأنه قبل يوم من اجتماع القوى السياسية!

هل شاركت حدس بالانتخابات التي تمت مقاطعتها بسبب مرسرم الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وشاركت بالصف الثاني؟ هل شاركت في حكومة الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وطرحت أسماء محسوبة عليها للمشاركة في الحكومة؟!

ماذا تريدون من حدس أكثر من ذلك؟ أي منصف وعاقل يجد لحدس العذر لو هادنت وداهنت السلطة بسبب ما أصابها وأصاب تيارها في الخليج بل والعالم كله من قمع وتنكيل واقصاء وتقييد للحريات، ومع هذا ها هي الحركة الدستورية الاسلامية يتصدر رموزها جميع الانشطة الميدانية لدرجة ان رموزا في الحكومة اتهمونا بأننا وراء كل هذا الحراك، وأن حدس هي الوقود الذي تدب فيه الروح، ولذلك تمت محاربتنا في جميع المجالات، وحُرم شبابنا من المناصب والبعثات والتعيينات، كل ذلك، ولم نفكر بالتراجع ولم نتردد بالمشاركة! ولعلك تذكر يا أخ احمد أن التكريم الذي أقيم في ساحة الارادة لم يكن لنا فيه دور، ومع هذا.. تم اتهامي شخصيا من رمز حكومي بأنني انا من جهز الساحة ورتب البرنامج! فهل تبرأنا أو تراجعنا في مواقفنا؟ هل لاحظت كتاباتنا فترت أو انحرفت؟!

ستظل الحركة الدستورية الاسلامية رائدة العمل السياسي، ليس بالتضليل الاعلامي، بل بالواقع الذي يحكي مسيرة رائعة ومواقف مشرفة وتاريخا طويلا من الثبات على المبدأ! ستظل الحركة وسام شرف على كل من ينتمي اليها ولن تثنيها تهمة هنا أو افتراء هناك!

***

سيكون هذا آخر مقال لي قبل الاجازة الصيفية.. وسأعود، بإذن الله، مطلع اكتوبر القادم، والسبب انني وجدت الافق على سعته يضيق بالكلمة الحرة، والنفوس المريضة لم تعد تحتمل حق الآخرين في التعبير، وكنت اتحمل هذا الوضع على مضض الى ان جاء مقالي الاخير يوم الاحد الماضي، فوجدت الرقيب فعل فيه الأعاجيب.. وطبعاً وفقاً للقانون (!)، فظهر بشكل مشوّه، عندها أدركت أننا لم نعد نعيش في ديرتنا التي كنا نعرف، أو تلك التي نريد، فقررت الانسحاب مؤقتاً لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *