غنيم الزعبي

بين «الكهرباء» و«التربية»

نحن نعيش في بلد نحرق فيه النفط الثقيل لننتج الكهرباء وهو أمر غير اقتصادي بتاتا، فبرميل النفط الثقيل الواحد لو سلمناه للشركة الكويتية لصناعة البتروكيماويات لحولته إلى 20 منتجا يعادل سعرها أضعافا مضاعفة لبرميل النفط الثقيل الواحد، لكن لا خيار أمام الدولة غير ذلك، فالكويت لا يوجد بها احتياطي غاز طبيعي فتلجأ إلى حرق النفط الثقيل لتشغيل محطات توليد الكهرباء، لهذا السبب فإن إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية في الكويت هي عملية مكلفة كثيرا بل تكاد تكون من بين الأعلى في العالم.

وفي الصيف يصل الحمل الكهربائي إلى مستويات قياسية جديدة كل سنة.

وتحدث في الكثير من الأحيان حالات انقطاع للكهرباء عندما يقارب الحمل الكهربائي لمستويات الانتاج، وهو أمر حدث قبل عدة أسابيع حين كان الجو معتدلا فما بالك ونحن دخلنا فصل الصيف وبدأت درجات الحرارة في الارتفاع وارتفع صوت هدير مكائن التكييف في كل أنحاء البلد؟!
ومن تلك الأماكن التي بدأت في تشغيل مكيفاتها بأقصى طاقتها هي مدارس وزارة التربية في جميع مراحلها التي يبلغ تعدادها أكثر من 800 مدرسة.

ولكم أن تتصوروا كمية الكهرباء الجبارة التي تصرفها تلك المدارس سواء كان تكييفها مركزيا أو نظام الوحدات المنفصلة وهو أمر لا منة فيه فأبناؤنا الطلبة ومعلموهم يستحقون كل هذا الجهد وهذه التكلفة ولا شيء «يغلا» عليهم وعلى راحتهم.

لكن ابتداء من يوم الثلاثاء 19 مايو سيتوقف الطلبة عن الذهاب لأكثر من 600 مدرسة تشمل المتوسطة والابتدائية نظرا لانتهائهم من اختبارات نهاية السنة بالاضافة لرياض الاطفال والتي كلها قامت بحفلها الختامي وخرجت براعمها الصغار.

إذن نحن نتكلم عن مدارس بلا تلاميذ ومع ذلك ،ولسبب غير معلوم، تصر وزارة التربية على استمرار دوام وحضور الهيئة التدريسية والادارية لأكثر من 600 مدرسة لمدة شهر إضافي بحيث ينتهي دوامهم 18 يونيو أي يومين بعد بداية رمضان المبارك.

ماذا يفعل المدرسون والمدرسات مع الهيئة الادارية لمدة شهر كامل؟! أنا أخبركم: لا شيء فقط حضور وانصراف وتوقيع وتواجد ممل جدا في مدارس خالية من الطلبة.

أليس من الأولى تبكير عطلة الهيئة التدريسية والادارية لتلك المدارس لتكون فقط بعد أسبوع من نهاية الاختبارات النهائية بحيث ينهون في هذا الاسبوع رصد وكتابة الشهادات وإنهاء كل أعمال العام الدراسي؟!

الحمل الكهربائي الذي سيتم توفيره جراء إغلاق 600 مدرسة هو مهول وسيساعد وزارة الكهرباء على الدخول في الصيف براحة ويسر.

لذلك أتمنى أن تكون المبادرة من وزير الكهرباء بالاتصال بوزير التربية والطلب منه النظر في إمكانية التبكير بإغلاق تلك المدارس.

نقطة أخيرة: أتركوا عنكم المدارس الابتدائية والمتوسطة، من أغرب الأمور هو استمرار دوام مدرسات رياض الأطفال.

لدينا أمل كبير في معالي وزير التربية في النظر هذا الموضوع واتخاذ الإجراء العقلاني والمنطقي فيه.

www.leeesh.com

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *