باسل الجاسر

طريق الموت «عفواً» الوفرة

طريق الوفرة هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى مدينة صباح الأحمد السكنية، أنشئ لخدمة مزارع الوفرة ولم يتخيل أحد أن يكون هو الطريق الوحيد الذي سيخدم هذه المدينة الكبيرة، وهذه المدينة تم توزيعها بالكامل لمستحقي الرعاية السكنية سواء كانت قسائم يبنيها المواطنون أو بيوتا جاهزة، ويرتادها يوميا أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين والمقاولين والعمال وشاحنات البناء من خلاطات وكرينات ونسافات وما شابه من معدات البناء.

هذه المدينة الكبيرة أساءت الأجهزة الحكومية خدمتها، فعلى سبيل المثال لولا طريق الوفرة الذي تم إنشاؤه قبل ربع قرن لما كان من الممكن الوصول لهذه المدينة، وكان هذا مقبولا أيام تخطيطها، ولكن أن توشك الأعمال فيها على الانتهاء، ويسكنها الكثير من المواطنين هربا من الإيجارات ولا تزال الحكومة في غفلتها فهذا أمر غير معقول ومرفوض على الإطلاق.

فهذا الطريق أضحى طريقا للموت من كثرة الحوادث التي تقع فيه بسبب ضيقه وكثرة مرتاديه وتنوع السيارات فيه من صالون وشاحنة صغيرة ومتوسطة وثقيلة .. ومعظمهم يستهدفون مدينة صباح الأحمد صباحا ويخرجون منها قبيل المساء بما يجعل من هذا الطريق طريقا مزدحما بالسيارات الصغيرة التي تحمل أبناءنا من المواطنين وبالشاحنات الكبيرة الخطرة والطريق حارتان فقط ومملوء بالحفر.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا وبقوة متى ستفيق حكومتنا من غفلتها وتلتفت إلى معاناة إخواننا وأخواتنا من سكان هذه المدينة العزيزة والتي تحمل اسما عزيزا على الكويتيين؟ والمؤسف أنه لا يوجد أي مؤشر على حركة أو تحرك من قبل الحكومة لمعالجة أزمة هذا الطريق التي يئن تحت وطأتها مواطنون كثر تحملوا الانتظار المر لمدد تجاوزت العشرين عاما تقريبا ليحصلوا على حقهم برعاية الدولة السكنية، ناهيك عن غياب أي تحرك لفتح مخارج ومداخل للمدينة وربطها بشبكة الطرق

كما أن قيام أكثر من خمسين أسرة بالسكن في مدينة صباح الأحمد اعتمادا على مواتير لتوليد الكهرباء ويجلبون الماء بالتناكر بالقرن الواحد والعشرين.. يوسع مساحة الهم الوطني والاستياء من عدم اهتمام حكومتنا، وعدم مبالاتها باحتياجات المواطن الأساسية.

أين ممثلونا في مجلس الأمة من هذا التقاعس الحكومي المريع؟ فهل من مدكر..؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *